ليبيا- أكد عضو مجلس النواب أبو بكر بعيرة أن الإتفاق السياسي مر في بداياته بمراحل ناجحة وكان يمكن أن يسهم في إخراج البلاد من أزمتها منذ فترة طويلة فيما شهدت نهاية مراحل الحوار إرتكاب أخطاء أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه حالياً.
بعيرة أوضح بمداخلته الهاتفية في برنامج سجال الذي أذيع يوم الأحد عبر قناة ليبيا روحها الوطن بأن الجيش أصبح وضعه اليوم متميز ويحظى بدعم دولي كبير من خلال الزيارات المفصلية الأخيرة لقائده المشير خليفة حفتر لروسيا والجزائر والتي تؤشر أهمية موقف الجيش الواجب عليه إعلان موقفه بشكل واضح بما يتعلق بالإتفاق السياسي موجهاً الدعوة لإعضاء مجلس النواب لإحياء المجلس عبر عودة الأعضاء المتغيبين إلى طبرق لجعل صوتهم مسموعاً ولكي لا تتحكم أقلية برأي البرلمان.
ودعا بعيرة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج إلى التخلي عن المجتمع الدولي الذي أدخل البلاد في دهاليز مظلمة وترجمة تصريحاته السابقة بشأن إستعداده للجلوس على طاولة الحوار مع جميع الأطراف على أرض الواقع والإبتعاد عن بعض التصريحات السابقة التي يتهم فيها بعض الأطراف بعرقلة الحوار لأنها لن تصل بالبلاد إلى حل مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تصريحات السراج هذه أكدت طرح بعيرة السابق قبل أشهر عبر قناة ليبيا روحها الوطن بشأن أهمية جمع الأطراف الثلاثة الرئيسية المتمثلة بالجيش والرئاسي ومن يقف خلفه من داعمين ومجلس النواب إن إستطاع أن يلم شتاته على طاولة الحوار وتقديم ما يمكن التنازل عنه في سبيل الوطن والمواطن ما قد ينتج عنه حل فيما لن يتحقق ذلك في ظل إستمرار الخصام مع وجوب الكف عن الجري وراء التصورات والتخيلات بشأن عقد حوار ليبي خالص وغير ذلك من مخططات غير ناجحة وأهمية الوصول إلى حل سريع لعلاج حالة الوطن قبل ضياعه.
وأضاف بأن الجري وراء المصالح الخاصة على حساب مصلحة الوطن يعرقل الوصول إلى الحلول ما يحتم على جميع أطراف الحوار التجرد من المصالح الشخصية والإصطفاف وراء مصلحة الوطن من خلال أخذ مجلس النواب زمام المبادرة ودعوة الطرفين الآخرين للدخول في مفاوضات سريعة وقصيرة لا تاخذ وقتا أكثر من إسبوع للوصول إلى حلول واقعية وعملية يمكن تطبيقها على الأرض وبخلاف ذلك لن يكون هنالك سوى حلان إما أن يحسم الجيش المعركة على الأرض أو أن تنقسم البلاد إلى مكونات سياسية منفصلة عن بعضها البعض.
وتطرق بعيرة إلى إحتمالية تأجيج الصراع في ظل عدم تحقق التوافق السياسي وبوجود أطراف تغذي ذلك في مناطق متعددة وأخرى تروج للهجوم على شرق ليبيا ما يحتم الإسراع في محاولات الوصول لحلول سياسية لهذه الإحتقانات لاسيما مع إمكانية تكرار سيناريوهات الهجوم على الموانئ النفطية وهجمات فجر ليبيا مبديا في الوقت ذاته رفضه لإعادة من إرتكبوا جرائم خلال عهد النظام السابق وكيفما إتفق إلى النظام الحالي وأهمية إيجاد عدالة إنتقالية يتم بناء المصالحة عليها ودخول هذه الأطراف فيما بعد في النظام الجديد.
وأشار بعيرة إلى الخلاف الكبير الدائر بشأن من يتولى مهمة القائد الأعلى للجيش مبيناً بأن بداية الإتفاق السياسي بينت وجود رؤية لمنح هذه المهمة للجانب التنفيذي فيما كان هذا الجانب المتمثل بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق يتربص بالمؤسسة العسكرية في مرحلة من المراحل ما أكد بأنه من غير العملي أن تعطى هذه المهمة إلى المجلس وأن تعطى لمجلس النواب كسلطة تشريعية فيما رفض المجتمع الدولي أن تكون مثل هذه الوظيفة لدى السلطة التشريعية ما يحتم لقاء الأطراف الرئيسية للتحاور بشأن ذلك.