ليبيا – سلط تقرير تحليلي أعدته صحيفة الخبر الجزائرية الضوء على معالم الإنفتاح الجزائري على مجلس النواب والحكومة المؤقتة وقيادة الجيش المتمثلة بالمشير خليفة حفتر وهو الإنفتاح الذي بان أكثر وضوحاً بعد زيارة المشير الأخيرة للجزائر.
التقرير الذي تابعته صحيفة المرصد أشار إلى تعزيز الجزائر بإنفتاحها هذا على من وصفهم بالقوى المسيطرة على الجهة الشرقية في ليبيا موقعها التفاوضي بين مختلف الأطراف الليبية المتصارعة ما يؤهلها للعب دور وساطة من الدرجة الأولى في حل الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها في هذا البلد الذي يشكل وضعه الحالي هاجساً أمنياً كبيراً لها وفقاً للتقرير.
وأضاف التقرير بأن زيارة قائد الجيش المشير خليفة حفتر الأخيرة إلى الجزائر شكلت مفاجأة لكثير من المتتبعين لكونها تعد سابقة في علاقات البلدين في مرحلة ما بعد الثورة الليبية بعد أن ظلت المناطق التي تخضع لسيطرة المشير خليفة حفتر وحكومة طبرق خاضعة لنفوذ دول عربية وغربية تريد تطبيق أجندتها للحل بحسب التقرير فيما تم تغييب الجزائر بمقاربتها السياسية المعروفة عن رادار تلك المناطق وظلت مجبرة على التعامل مع أطراف أخرى لا تملك كامل مفاتيح الحل ما جعل الحلول التي تم التوصل إليها قاصرة على معالجة الأزمة من جذورها.
وأشار التقرير إلى أن هذا الواقع عبر عنه السفير السابق للجزائر في بروكسل حليم بن عطاء الله الذي إنتقد في تصريح للصحيفة الجزائرية تقصير بلاده في التعاون مع من وصفها بحكومة طبرق وتفضيلها العمل مع حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب والتي لا تملك من واقع الأمر شيئاً على الأرض وتعتبر مجرد حكومة وهمية فرضتها حسابات غربية على حد تعبير بن عطاء الله.
ووفقاً للتقرير فقد سبقت زيارة المشير خليفة حفتر زيارة أخرى لا تقل أهمية لرئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح الذي يمثل سلطة سياسية في هذه المناطق بمعية حكومة طبرق على حد وصف التقرير لتؤسس الجزائر بذلك لمرحلة جديدة إستطاعت فيها نسج علاقات مع أطراف سياسية وعسكرية لها نفوذ واسع على ما يقترب من ثلث مساحة ليبيا الشاسعة ما سيفتح أمامها الباب لإمكانية التوفيق بين الأطراف الليبية المتنازعة في المرحلة القادمة التي ستشهد أحداثا هامة على صعيد محاولات حل الأزمة في ليبيا بحسب التقرير.
ووفقاً لما جاء به التقرير فإن هذه التطورات تشكل منعطفا في علاقات الجزائر بأطراف الأزمة في ليبيا وحدثاً هاماً يتوخى محاولة إستدراج الأطراف الليبية إلى الحل الجزائري بإعتباره الأنسب لوقف النزاع في هذا البلد وفقاً لما يقوله المسؤولون الجزائريون الذين يخشون مزيداً من عسكرة الصراع في ليبيا وبما يبعد الأطراف المتنازعة أكثر عن لغة الحوار.
وأضاف التقرير بأن أهمية هذه اللقاءات تكمن في إرسائها قناة تواصل مباشرة مع الشرق الليبي في وقت كانت فيه الجزائر دائماً تخشى من وقوع الأطراف المسيطرة على هذه المناطق تحت نفوذ دول لا تملك نفس المقاربة التي تملكها الجزائر وهي بالتحديد دول مصر والإمارات وفرنسا فيما أبدت الجزائر في هذا الصدد إنزعاجها الشديد من تنظيم لقاء في باريس في أواخر أكتوبر الماضي ضم هذه الدول مع الأطراف الليبية بينما كان رئيس حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب فايز السراج في زيارة للجزائر وهو ما إعتبرته الجزائر محاولة للتشويش على جهودها.
وبالنسبة للجانب الليبي فقد شكل إستقبال الجزائر لقائد الجيش المشير خليفة حفتر ولقائه بكبار المسؤولين في الدولة بمثابة إعتراف من دولة جوار هامة في المنطقة وتقديم للضمانات في عدم ممانعتها من تولي المشير مناصب هامة مستقبلاً في ليبيا في إطار التعديل المتوقع لإتفاق الصخيرات حيث يتوقع أن يشرف قائد الجيش على وزارة الدفاع في حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب فيما لا يخفي على أحد طموحات المشير خليفة حفتر في تولي رئاسة ليبيا بعد إنتهاء المرحلة الإنتقالية وهو منصب قد يصعب الوصول إليه في ظل إستعداء إحدى أهم دول الجوار وفقاً للتقرير.
وأختتم التقرير بالإشارة إلى تعاطي محللين سياسيين ليبيين مع زيارة المشير خليفة حفتر إلى الجزائر وأهمية علاقته معها مرجعين ذلك لقوة ووزن هذا البلد في دول المغرب العربي بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من أتباع النظام السابق المتحالفين مع المشير بحسب التقرير فيها ما يجعلها طرفاً هاماً في سعيه للوصول إلى السلطة.