الناظوري: هنالك كتائب ستسلم أسلحتها للجيش فور دخوله إلى طرابلس وضباط العاصمة سيكونون في طليعة القوات المحررة

ليبيا – أكد رئيس الأركان العامة اللواء عبد الرازق الناظوري وحدة الجيش في ليبيا في الغرب أو الجنوب أو الشرق وبأن وجود جماعات غير راضية عنه بالعاصمة طرابلس لا يعني بأن هذه الجماعات تمثل جيشاً وإن عينت وزيراً مفوضاً للدفاع وأنشأت حرساً رئاسياً.

الناظوري أوضح خلال إستضافته في لقاء خاص أذيع الإثنين الماضي عبر قناة ليبيا روحها الوطن بأن الكلام عن وجود أكثر من جيش لا قيمة له ويردده الإخوان والمقاتلة والمعادين لثورة الكرامة في وقت لا يمكن فيه توقع إعتراف مجرمين في عصابات بلحاج وسامي السعدي وخالد الشريف المتناحرة مع بعضها بالجيش فيما تملك القوات المسلحة قادة يقودون الضباط الموجودين بالعاصمة طرابلس كاشفاً في الوقت ذاته عن وجود كتائب عسكرية أبدت إستعدادها لأن تسلم سلاحها للجيش حينما يدخل إلى العاصمة والخضوع لسلطة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر.

جانب من مقابلة اللواء الناظوري على قناة ليبيا

جماعة الاخوان وتحرير طرابلس

 

وأضاف بأن هذه الكتائب تمثل الكتائب غير المؤدلجة في طرابلس والمنطقة الغربية وبأن التواصل مستمر معها متعهداً في الوقت ذاته بإستيعاب من يعود من عناصر هذه الكتائب إلى الطرق الصحيح ويؤكد بأنه على خطأ وتوفير رواتب لهم وجعلهم جنود بالجيش أو مساعدتهم على الدراسة خارج البلاد إن كانت لهم رغبة في ذلك فيما لن يكون أمام الإخوان والمؤدلجين والمقاتلة سوى الموت أو الهروب إلى الخارج.

وشدد الناظوري على مسألة وضع كافة ضباط العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية في طليعة القوات التي ستدخل العاصمة لتحريرها وبأن التحرير سيحتاج وقتا وليس كما أشيع نقلا عنه بكون الدخول والتحرير سيكون خلال يومين فقط مضيفا بأن حرب منطقة الهلال النفطي كانت حربا محسوبة لأنها منطقة مفتوحة فيما ستكون الحرب في طرابلس حرب مدن وشوارع تختلف تعبويا وعسكريا إن حصلت مع الأمنيات بعدم حصولها.

وأضاف بأن هذه الحرب يجب أن تشهد القضاء على بالقايد وخالد الشريف وبالحاج وبأن من معهم هم مغرر بهم وسيتركونهم في لحظة معينة مؤكدا بأن العاصمة طرابلس لن تستقر إلا في حال بسط الشرطة والجيش الأمن فيها وإنهاء وجود الميليشيات فيها وبأن الإعتماد في الدخول إليها سيكون على الشعب فيها في ظل القاعدة الشعبية الكبيرة جدا للجيش بالعاصمة.

الجيش يسيطر على 80% من ليبيا

 

وأكد الناظوري رغبة الشعب في طرابلس في دخول الجيش إليها وسيطرة جهة واحدة عليها وهي القوات المسلحة والشرطة وبأن من يلزم بيته لن تطاله إراقة الدماء إن أريقت وهو ما لا يتمناه أحد مشيرا إلى أن الكلام عن عدم الرغبة غير صحيح ويروج له من عندهم المال والإذاعات وفضائيات التناصح والنبأ وبأنه كله كذب ومؤدلج ولا أساس له من الصحة وبأن من لا يرغب بدخول الجيش هم الكتائب المسلحة وليس الشعب بعد أن سيطرت كل ميليشيا على حي بالعاصمة طرابلس وجعلت من حالة السيطرة عليها بالكامل من قبل جهة معينة سواء الخاضعة لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج أو غيره غير ممكنة.

وأضاف بأن الجيش بات يسيطر على نحو 80% من ليبيا وما تبقى فقط خارج السيطرة هو العاصمة طرابلس وبؤرتين آخريتين لاسيما في ظل تواجد جنود القوات المسلحة على الأرض بالمنطقة الغربية بالكامل من منطقة كوبري 27 إلى الحدود التونسية وبراك الشاطئ وضواحيها والشرق بالكامل من راس لانوف إلى مصر فيما أعاق تحرير بنغازي بالكامل وجود أسر عالقة مؤكدا في الوقت ذاته تأمين منطقة الهلال النفطي بشكل جيد وبأن المنطقة تحت السيطرة في ظل التعامل مع التحركات السابقة من بعض الجهات ضد هذه المنطقة مع وجود نوايا بقرب تحرير مدينة الجفرة أيضا.

الدور القطري والتركي

 

وأشار الناظوري إلى أن الحرب في قنفودة جارية الآن مع الألغام والمفخخات وبأن تحرير بنغازي بالكامل قد تأخر بسبب هذه الألغام وعدم الرغبة بعودة السكان إلى مناطقهم الملغومة وتعريضهم للخطر نافيا تحديده مطلع العام المقبل موعدا للتحرير.

وأضاف بأن الدعم اللا محدود المقدم من قبل تركيا وقطر وبعض الأطراف للجماعات الإرهابية فضلا عن الإمدادات التي وصلت لها من مصراته ساعد أيضا بإطالة أمد هذه الحرب مبينا بأن الإجراءات الإحترازية تتطلب السماح بتسليم النساء والأطفال الليبيين ممن يخرجون من منطقة قنفودة وغيرها لأسرهم فيما سيتم التحقيق مع الرجال من متوسطي العمر وكبار السن والإستفسار منهم عن بعض الأشياء الأمنية.

وبشأن الأوضاع في مدينة سرت أشار الناظوري إلى أن المدينة كانت قبل السيطرة عليها من قبل تنظيم “داعش” تخضع لكتيبة أو إثنتين من مدينة مصراتة وخرجت بعد ذلك لتسلم المدينة لكتيبتين تابعتين لأنصار الشريعة وهما كتيبة الفاروق وكتيبة البتار وعناصرها من الإسلاميين الليبيين مبينا في الوقت ذاته وجود الجيش بمدن زلة ومرادة وراس لانوف وبأن القوات المسلحة لن تدخل إلى سرت بعد أن حررتها قوات البنيان المرصوص وستكتفي بالتعاون مستقبلا مع الجيش الموجود هناك.

الجيش واتهامات الجهوية

 

ورفض الناظوري الإتهامات بشأن جهوية وقبلية القوات المسلحة لكون الجيش الموجود تحت مظلة مجلس النواب يتألف من كافة القبائل ومن مدن زوارة وأوباري والزاوية وطرابلس والخمس ومصراتة وسبها وباقي المدن فيما يقاتل الضباط والجنود بإسم ليبيا تحت إمرة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر مشددا في الوقت ذاته على خضوع القوات المسلحة لشرعية البرلمان ولجنة الدفاع والأمن القومي فيه فضلا عن قيام ديوان المحاسبة والرقابة الأدارية بالتفتيش على عمل الجيش الخاضع للقانون.

وأضاف بأن الكثير من الضباط الآن في السجن لأن من يخالف ويتهم بأي شيء يوضع عند الشرطة العسكرية ويتم التحقيق معه في ظل حدوث بعض الخروقات والتجاوزات التي يتم محاسبة القائمين عليها لأن ثورة الكرامة قامت من أجل كرامة الليبيين مؤكدا رغبة الجيش بقيام دولة الشفافية والقانون وبناء قوات مسلحة لحماية الليبيين وحدود ليبيا المستباحة من كافة دول الجوار ومنع الهجرة غير الشرعية التي ألحقت الأذى بالبلاد ودول أوروبا وعدم المساس بشرعية مجلس النواب أو المؤسسة المدنية والمحافظة عليها وعلى نوع من الديموقراطية الصحيحة وليست الديمقراطية التي يعمل بها الإخوان والمقاتلة في طرابلس.

وأكد الناظوري على عدم إمكانية تحقق إنقلاب عسكري في ليبيا وبأن من يريد من المؤسسة العسكرية أن يكون رئيسا للبلاد فعليه أن يخلع بدلته العسكرية ويكون رئيسا بإرادة الشعب وليس بإرادة الجيش.

الرئاسي وميليشيات طرابلس

 

ونفى الناظوري وجود المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ظل عدم إعتراف الجيش به وإقتصار الدعم لهذا المجلس على الأمم المتحدة ومبعوثها مارتن كوبلر الذي لا يستطيع العمل بحرية في طرابلس ولا يمكث ليله فيها ويستعيض عن ذلك بالمكوث في تونس أو مصر شأنه شأن الرئاسي الذي يتخذ من فرقاطة بحرية مقرا له ولا يستطيع رئيسه فايز السراج أو أعضاء هذا المجلس أحمد معيتيق أو فتحي المجبري العمل من مكاتبهم بالعاصمة مضيفا بأن المواطن الليبي يمر بأزمات مالية وصحية خانقة بسبب ذهاب عائدات النفط بعد تحرير الجيش للموانئ إلى من وصفهم بالخونة حتى بعد توحد المؤسسة الوطنية للنفط مع وجوب سؤال هؤلاء “الخونة” عن العائدات لكونهم يبيعون النفط منذ شهر ونصف فيما يزداد الشعب الليبي بالفقر.

وأضاف بأن تجويع الشعب يأتي لتطويعه ليرضخ “للسراج” وغيره معلنا تحديه لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بإصدار قرار واحد ومن ثم تنفيذه ليحترمه بعد ذلك كرئيس على حد وصفه مبينا بأن السراج ناطق إعلامي لأنه لا يستطيع إصدار قرار خاص وتعليمات يجب أن تنفذ فيما يوجد داخل الرئاسي 9 أعضاء يصدر في كل يوم واحد منهم رأيا وبيانا لتخوين بعضهم البعض.

وشدد الناظوري على عدم إمكانية إعتراف مجلس النواب بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ظل عدم إعتراف الرئاسي بالبرلمان وعدم القدوم إليه ورفض إرادة نواب الشعب مبينا في الوقت ذاته حاجة مواد بإتفاق الصخيرات للتغيير لاسيما تلك التي تمس المؤسسة العسكرية لوجود نوايا لتدمير هذه المؤسسة.

وأشار الناظوري إلى أن مسألة إرسال المقاتلات والطائرات الغربية إلى مدينة سرت تمت من دون التنسيق مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق شأنها شأن تلك التي تقاتل في سوريا والعراق لإمتلاك الدول الكبرى ستراتيجية وأهداف ومخططات معينة وعدم إصغائها لفايز السراج أو غيره لأنها هي من صنعت تنظيم “داعش” وهي الآن التي تدمره مشددا على عدم إعتراف الجيش بهذه الدول وبكل ما فعلته في ليبيا لأن القوات المسلحة يقف معها الشعب.

الحرس الرئاسي والدروع

 

وبشأن رؤيته حول الحرس الرئاسي فقد أكد الناظوري بأن هذا الحرس يمثل قوة الدروع وبأن اللجنة الأمنية السابقة تحولت إلى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بعد تغيير مسماها متوقعا فشل جميع مساعي تشكيل هذا الحرس وبأنه ولن يكون نواة ولا ظهيرا للجيش لأن عملية بناء الدولة تتم من الداخل بعد نيل ثقة الشعب وليس من الدعم الخارجي الذي ينتج عنه دمى مثل الحرس الرئاسي على حد تعبيره.

وتطرق الناظوري إلى مسألة كون بعض الدول العربية داعمة للجيش وبأن زيارتي قائد الجيش المشير خليفة حفتر إلى روسيا كانتا تشاوريتان ولتوثيق العلاقات فيما لم يصل أي شيء من موسكو حتى الآن نافيا تقديم الجيش أي وعود لأي دولة لإنشاء قاعدة عسكرية لها في ليبيا.

وأشار الناظوري إلى إمكانية وجود تعاون قريب بمجالات التدريب والتسليح مع الولايات المتحدة وروسيا وأي دولة لأن ليبيا ترفض الوقوف في معسكر عالمي واحد على حساب المعسكر الآخر فيما لم يتم إرسال أي طائرات من روسيا للجيش الليبي مبينا بأن مرحلة ما بعد دخول القوات المسلحة لمنطقة الهلال لنفطي شهدت تغييرا في نظرة الغرب للمؤسسة العسكرية وجرت عدة لقاءات وزيارات من كافة الدول الكبرى للقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر فضلا عن زيارة المشير إلى الجزائر التي لم تكن عادية أو عابرة وكان مغزاها كبيرا على حد تعبيره.

وأضاف بأن القضاء على الأطراف المؤدلجة يجب أن يكون عسكريا مبينا في الوقت ذاته بأن زيارة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر الأخيرة للأردن شهدت إبرام عدة إتفاقيات منها لتدريب الضباط وأخرى تخص الجانب العلاجي وإمكانية نقل جرحى القوات المسلحة إلى المستشفيات العسكرية الأردنية أو قدوم مجموعه من الأطباء وطواقم طبية أردنية إلى المستشفيات في ليبيا لغرض علاج الجرحى فضلا عن التعاون في تبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب بجميع الجوانب الفكرية والعسكرية.

تصريحات أثارت الجدل

 

وإتهم الناظوري جهات تعودت على الكذب والنفاق السياسي بعد أن روجت لمشاركة بعض الدول عربية بالعمليات العسكرية للجيش رغبة من هذه الجهات في التقليل من أهمية الإنتصارات التي تحققها القوات المسلحة وقيمة المواطن الليبي لأن من يتحداها هو المواطن والجندي مستدركا بالتأكيد على عدم نكران دور بعض الدول العربية في تقديم المعونة اللوجستية والتدريب والوقوف مع ليبيا سياسيا.

وأكد الناظوري إستعداد قائد الجيش المشير خليفة حفتر للجلوس مع أي ليبي على أن لا يكون مؤدلجا ومن الإخوان أو الجماعة المقاتلة ومن الذين إنتهى النقاش معهم فيما يمكن النقاش مع بقية السياسيين لصالح ليبيا مبينا بأن المشير لم يلتقي بالمبعوث الأممي مارتن كوبلر لأنه رأى في اللقاء معه مضيعة للوقت وبأنه إنسان غير جيد على حد تعبيره.

وأضاف بأن من أثار اللغط بالشارع بشأن تعيين عمداء من العسكريين للبلديات من وصفه بكوبلر الكذاب بعد أن طالب الشعب في هذه المدن بالحاكم العسكري لضمان تسيير الأمور بعد أن شهدت بعض المدن إنقسامات بإتخاذ القرارات المتعلقة بقضايا المواطن نافيا أن يكون ما جرى دكتاتوريا لاسيما بعد أن وصل الحال في بعض البلديات بأنها كانت ستردم من القمامة وستنتهي مستشفياتها وتعليمها والآن أصبحت من خيرة البلديات مثل بلدية بنغازي.

وبشأن تصريحاته حول وقوف ليبيا مع مصر أكد الناظوري بأن الإعلاميين ينتقون الكلام الذي يريدونه وبأنه حينما حصل النقاش عن النفط في ليبيا والأزمة التي حصلت خلال الفترة السابقة بين بعض الدول فقد قام رئيس الأركان العامة بالتصريح بشأن الوقوف مع مصر ووضع الإمكانيات الليبية لمساعدتها وهي كلمة يقولوها السياسيون وبأن مصر إن إحتاجت ذلك فالإستعداد الليبي موجود بعد أن قدمت كافة إمكانياتها لليبيا نافيا قيامه بالتصريح بتسليم ليبيا إلى مصر وبأن هذا الكلام لا يصدر عن عسكري لديه قيادات أخرى على حد تعبيره.

Shares