ليبيا – أصدرت مجموعة من النخب السياسية والإدارية والثقافية والإقتصادية بياناً بشأن تدخل حزب النهضة التونسي بالشأن الليبي أشار فيه الموقعون عليه وهم 37 شخصية لمتابعتهم بأسف بصفتهم مواطنين ليبيين ما حل بالبلاد من فوضى وإحتراب وما نتج عنهما من صعوبة في العيش وتأخر في الخدمات ومراقبتهم عن كثب مواقف دول الجوار الليبي الإيجابية مثمنين عالياً السياسة الثابتة للجمهورية التونسية بعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى.
البيان الذي صدر اليوم الأحد وأطلعت عليه صحيفة المرصد أشار إلى تفاجئ الموقعين عليه بالتدخلات غير المبررة في شؤون ليبيا السياسية وبشكل تجاوز المقبول في العرف السياسي من طرف رئيس حزب النهضة المشارك بتحالف السلطة التونسية راشد الغنوشي وهو ما يعد مخالفاً للأعراف الدبلوماسية ومجاف لموقف الحياد الذى تصرح به الدولة التونسية لكونه جاء بعيداً عن المسارات الرسمية والعلنية وإنحاز بشكل مسبق لطرف مدان محلياً ولا يحظى بأي قبول شعبي كما دلت على ذلك نتائج آخر إنتخابات شهدتها البلاد.
ونتيجة لذلك فقد أعلنت هذه النخب عن وقوفها بشكل حازم ضد تجاوزات تيار الإسلام السياسي بجناحيه الحزبي والميليشاوي والمعني بذلك هي جماعة الإخوان المسلمين فرع ليبيا والجماعة الليبية المقاتلة ومن يتبعهما مباشرة أو بالتحالف معهما من جماعات متطرفة في بنغازي ودرنة وغيرها حيث عمل هذا التيار منذ إندلاع الإنتفاضة الشعبية في الـ17 من فبراير عام 2011 على إستغلالها لصالح أجندته الحزبية الخاصة وسعى للوصول إلى السلطة عبر دعم قوى خارجية بالسلاح والمال والإعلام لتقوم ميليشياته المسلحة بعد فشله في عبور إنتخابات الـ7 من يويلو عام 2014 بالإنقلاب على المسار السلمي الديموقراطي والإستيلاء على العاصمة طرابلس بقوة السلاح وتنصيب نفسها وصياً حصرياً على “مبادئ وأهداف ثورة 17 فبراير ووفق مفاهيم حزبية وآيديولوجية ضيقة لا يعرفها الشعب الليبي ولا يعترف بها .
وأدان البيان بقوة المناورات التى وصفها بـ”التآمرية” لجماعة الإخوان المسلمين فرع ليبيا بوجهها القديم والجديد وتحالفاتها المشبوهة مع تيار الإسلام السياسي الأممي ووضع تصرفات الغنوشي في هذا السياق بعد أن تصرف كما لو أنه طرف أصيل في صراع ليبي- ليبي وليس وسيطاً بعد أن تم تسجيل إنحيازه المسبق إلى قوى متهمة بتدمير العملية السلمية الديموقراطية ومتورطة بدعم جماعات مثل “القاعدة” و”أنصار الشريعة” التي تم تجريمها دولياً وهو ما يناقض الموقف المعلن لحزب النهضة تجاه قيم الدولة المدنية والعملية الديموقراطية.
ودعا البيان قوى المجتمع المدني الليبي إلى رفع صوتها ورفض تدخلات الإسلام السياسي الأممي سواء من حزب النهضة التونسي أو غيره ضمن رفضها الواسع لإستخدام الدين الحنيف لأغراض سياسية وإستعمال شعار الشريعة للوصول إلى سدة الحكم مطالباً النخبة التونسية وإعلامها المدني إلى مؤازرة المطالب المشروعة لهذه النخب في إيقاف تدخل حزب النهضة ورئيسه راشد الغنوشي في الشأن الليبي الداخلي لصالح طرف مدان شعبياَ ومتجاوز لإرادة الشارع الليبي .
هذا وحمل البيان توقيع كل من المحامي والقاضي السابق المستشار سعيد ذوقة وعضو المجلس البلدي طبرق فرج ياسين المبري والأكاديمي والعضو بالمؤتمر الوطني العام سالم بوجنات والموظف بالمصرف المركزي رمزي الآغا ورجل الأعمال والناشط المدني عبدالنبي بوسيف ياسين والكاتبة الصحفية فاطمة محمود والأكاديمي والإعلامي كمال مرعاش والكاتبين الصحفيين أحمد الفيتوري وفوزي عمار والصحفية إنتصار محمد بشير والأكاديمي والإعلامي العربي الورفلي والروائي والكاتب الصحفي محمد الأصفر والأكاديمي والناشط السياسي مختار الجدال والناشط السياسي عادل الحاسي والصحفية سمية سالم والكاتب الصحفي حسين محمد المسلاتي والناطق السابق بإسم الحكومة المؤقتة حاتم العريبي والديبلوماسي والنائب السابق لرئيس المؤتمر الوطني العام عزالدين العوامي ورجل الأعمال خالد المحجوب والناشط السياسي سراج التاورغي والكاتب والإعلامي فرج بوالعشة والأكاديمي والناشط السياسي فرج نجم والإعلامية والنقابية سالمة أحمد الشعاب والأكاديمي جبريل العقيلي والكاتب الصحفي عبدالعزيز الرواف ومن إدارة العلاقات بالسفارة الليبية في روما سعيد عطية الدرسي والباحث والناشط السياسي عبدالحكيم فنوش والأكاديمي والناشط السياسي عاطف الحاسية والإعلامي نضال الكاديكي ومدير مشروعات بلدية بنغازي أسامة الكزة والكاتب والأكاديمي جبريل العبيدي والكاتب والإعلامي محمود المصراتي ورجل الأعمال محمود محمد المفتي والإعلامي محمود المهدي والإعلامية ميرفت محمد دومة والإعلامي والناقد الأدبي حمزة عبدالحفيظ الفاخري والكاتب الصحفي عيسى عبدالقيوم.