ليبيا – وصف السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني الإتهامات التي وجهها عضو مجلس النواب إبراهيم الزغيد لإيطاليا بشأن ضلوعها في إستهداف الطائرة العمودية التي كانت تقل العميد مؤمن الدرسي وإثنين من المراتب الجويين “بالمجنونة والباطلة”.
بيروني شدد خلال إستضافته في برنامج غرفة الأخبار الذي أذيع أمس الإثنين عبر قناة ليبيا روحها الوطن على أهمية إستمرار سيادة حالة الإحترام المتبادل لاسيما بعد لقاءاته الأخيرة مع أعضاء مجلس النواب في طبرق والتي شرح خلالها لهم وجهة النظر الإيطالية بشأن الأزمة الليبية محذراً من تكرار هذه الإتهامات لإيطاليا من قبل الزغيد لأن الناس سيصدقونها فيما تعد بعيدة عن الواقع ولا أساس لها من الصحة شأنها شأن سابقاتها حول وجود عسكريين إيطاليين بمدينة الجفرة وتلك المتعلقة بنقل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج على متن فرقاطة إيطالية وغيرها من الإتهامات غير الصحيحة.
وأعرب بيروني عن إستغرابه من “الكره” الذي يكنه الزغيد لإيطاليا التي تمثل بلداً للسلم وترغب في إستقرار ليبيا ومساعدتها في تحقيق ذلك عبر الحوار والمصالحة الوطنية نافياً في الوقت ذاته وجود أي تدخلات عسكرية إيطالية في البلاد أو أي أهتمام في غزوها على حد تعبيره.
وبشأن زيارته إلى مدينة طبرق ولقائه برئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح وعدد من أعضاء مجلس النواب بضمنهم العضو إبراهيم الزغيد أشار بيروني إلى تفهمه لمسألة تعارض وجهات النظر في داخل البرلمان كموسسة تشريعية ديمقراطية فيما لا يفهم ما الهدف من وراء إتهامات الزغيد الذي واجهه خلال لقائه ببعض الإتهامات التي رد عليها السفير ونفاها مشيراً في الوقت ذاته إلى أن لقائه مع المستشار عقيلة صالح شهد تفهماً منه بأهمية ممارسة السفارة الإيطالية لعملها في العاصمة طرابلس فضلاً عن بحث وجهات النظر المختلفة بشأن إخراج ليبيا من الأزمة التي تمر بها حيث يلتزم رئيس مجلس النواب بهذا الإتجاه.
وأضاف بأنه ليس لإيطاليا موقف محدد فيما يتعلق بالأزمة الليبية لأنها تحترم إرادة الليبيين وليس من شأنها إختيار صيغة محددة لإخراج ليبيا من أزمتها أو دعم أي حزب أو أي شخصية أو أي حكومة وأن الدور الذي من الممكن أن تضطلع به إيطاليا هو التشجيع على الحوار بين كافة الأطراف والعمل على تحقيق الإستقرار والمساعدة في إيجاد الحلول مجدداً رغبة بلاده في لعب دور مهم في ليبيا عبر تبادل الزيارات بين السلطات الإيطالية والسلطات الليبية وإستئناف العلاقات الليبية الإيطالية في كافة المجالات الإقتصادية وعودة الشركات الإيطالية ورجال الأعمال ممن أبدوا إستعدادهم لإستئناف العمل في كافة المناطق الليبية فضلاً عن توحيد الرؤى مع القيادة الأميركية الجديدة بشأن سبل حل الأزمات في ليبيا.
وفيما يخص مسألة تزامن زيارته مع الإعلان عن توقيع مذكرة تفاهم بين إيطاليا والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية أشار بيروني إلى أن هذا الأمر يهم الإيطاليين والليبيين والأوربيين على حد سواء لأن وقف ظاهرة تهريب البشر والوقود وفي إطار إحترام حقوق الإنسان تصب في صالح إستقرار ليبيا مبيناً بأن الرئاسي الذي تم إبرام المذكرة معه يمثل السلطة الشرعية في ليبيا المنبثقة عن العديد من القرارات للأمم المتحدة على حد تعبيره.
وأضاف بأن صلاحية توقيع وإعتماد مذكرات التفاهم تعود للسلطة التنفيذية ولا حاجة لنيل الإعتماد من قبل السلطة التشريعية ما يحتم تجاوز هذه النقطة والتركيز على التعاون بنهج متكامل وشامل يعتمد على تدابير أمنية وتنموية وتعزيز للقدرات الليبية من أجل إيقاف ظاهرة الهجرة غير الشرعية مشدداً في الوقت ذاته على أهمية كون القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر جزء من الحل للأزمة الليبية وبأن إيطاليا تقدر الجهود التي بذلها الجيش ضد الإرهاب في المنطقة الشرقية ونظيراتها التي قامت بها قوات البنيان المرصوص لتحرير مدينة سرت من تنظيم “داعش” وأهمية إيجاد مؤسسة عسكرية موحدة تمثل كافة الليبيين تحت إشراف سلطة سياسية مدنية وترك المجال للجهات المختصة في ليبيا لتقرير مسألة من يقود هذه المؤسسة لتستكمل هذه المؤسسة جهود محاربة الإرهاب في باقي المناطق في الغرب والجنوب.
وثمن بيروني سلوك “القوات الأمنية” في التعامل مع حادثة تفجير السيارة المفخخة قرب مقر السفارة الإيطالية في طرابلس مع أهمية إيجاد مؤسسة عسكرية موحدة لفرض الأمن والإستقرار كاشفاً في سياق منفصل عن جهود تبذلها السفارة لفتح الخدمات المهمة للمواطنين الليبيين في أقرب وقت ممكن حيث سيتم العمل على ذلك خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع شركة خاصة ووفق تفاصيل فنية على حد تعبيره.