ليبيا – أكد عضو مجلس النواب يونس فنوش بأن قضية إسقاط الطائرة العمودية التي كانت تقل العميد مؤمن الدرسي وإثنين من المراتب الجويين لا تستحق النقاش المستفيض الذي يدور بشأنها وبأن تصريحات العضو إبراهيم الزغيد بشأن ضلوع إيطاليا فيها لا تمثل المجلس بل تمثل الزغيد فقط.
فنوش أشار بمداخلته الهاتفية في برنامج غرفة الأخبار الذي أذيع أمس الإثنين عبر قناة ليبيا روحها الوطن بأن التحرك الإيطالي المتمثل بزيارة السفير جوزيبي بيروني إلى طبرق ولقاءاته مع أعضاء مجلس النواب ورئيس المجلس المستشار عقيلة صالح أتى متأخراً جداً لمراهنة إيطاليا طوال المرحلة الماضية بكل قوة على نصرة الطرف “المصراتي” بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وقوى مصراتة وميليشياتها ومن خلال إبرام الإتفاقيات قبل الإتفاقية الأخيرة التي وقعها رئيس المجلس فايز السراج بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية ومن بينها تلك التي تم إبرامها مع عضو المجلس أحمد معيتيق مشيرا إلى مراهنة الجانب الإيطالي والمجتمع الدولي في تعامله مع ليبيا على قدرة هذه الميليشات على فرض نفسها على الواقع الليبي فيما أسهم إفشال تحرك الجيش لهذه المخططات وظهوره كقوة حقيقية في البلاد في تغيير المواقف جذريا من الرئاسي وإتفاق الصخيرات.
وأضاف بأن هذه الأطراف الإيطالية والدولية تحاول الدخول على خط اللعبة الجديدة التي تهدف إلى إعادة النظر بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والإتفاق السياسي للخروج بأقل الأضرار ومن خلال الرهان على إيجاد مجلس رئاسي جديد يرأسه السراج أو على الأقل يكون أحد أطرافه أو عبر محاولة أخرى لترقيع الإتفاق السياسي والقفز على المعطيات الجديدة التي أخذ الجيش يفرضها متوقعا عدم قبول أطراف الإسلام السياسي التي رفضت الإعتراف بالجيش وقائده العام المشير خليفة حفتر بأي إتفاق يبرمه السراج لأنه لا يمثل شيئا قياسا بهذه الأطراف ولا صفة له على الرغم من حصوله على الدعم الدولي لأكثر من عام ولم يستطع أن يفعل شيئا ولا حتى حماية وجوده في العاصمة طرابلس فيما يحظى المستشار عقيلة صالح بصفة إعتبارية بوصفه رئيس مجلس النواب ورئيس السلطة السياسية في البلاد والمشير خليفة حفتر له صفة إعتبارية بوصفه القائد العام للجيش.
وإتهم فنوش المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بالتفرج على المهزلة والكارثة التي يمر بها سكان طرابلس من حروب بين الميليشيات والأطراف المختلفة المتصارعة على فرض نفسها على السلطة لاسيما بعد البيان الذي أصدره بشأن تشكيل “جهاز الحرس الوطني” والذي يلعب بمشاعر الناس بعد أن تم وصف هذا الجهاز بأنه جسم إرهابي مشيرا إلى أن مسألة عقد لقاء بين رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح وقائد الجيش المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج لايمثل شيئا إن لم ينتج عنه شيء على حد تعبيره.
وإنتقد فنوش مسألة الحديث عن فكرة مؤسسة عسكرية واحدة لأن هذا الأمر يمثل عبثا لا معنى له على الأطلاق ويسعى للمساواة بين الجيش الذي يحارب الإرهاب ويحقق الإنتصارات مع الميليشيات التي كانت السبب في الأزمة التي وقعت بها البلاد وبأن مسألة دمج عناصر هذه الميليشيات بالقوات المسلحة بالطريقة النظامية المعروفة مقبولة وليس بدمج الميليشيا كجسم مستقل مع الجيش مشيرا في الوقت ذاته إلى وجهة نظره المبنية على أساس رفض فكرة أي تفاهم مع الميليشيات المسلحة في مصراتة بعد أن إنقلبت على الشرعية وقادت العمليات الإجرامية لفجر ليبيا.
وجدد فنوش مواقفه بشأن فشل الإتفاق السياسي وبأن إجراء مزيد من الحوارات لن يؤدي إلى أية نتيجة ويمثل محاولة اليائسين من الأطراف الدولية الداعمة للسراج التي باتت تواجه مأزق قرب حسم الجيش للمعركة ضد الإرهاب وفقدان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أي تأثير حقيقي على الأرض.