المرصد | منذ أن وصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج صباح الإثنين الى العاصمة المصرية القاهرة توجهت الأنظار الدولية والمحلية إلى ” فندق فيرمونت ” حيث يقيم و قصر القبة حيث المشير خليفة حفتر .
إنطلاق الإجتماعات
وعلى الفور بادرت اللجنة المصرية رفيعة المستوى برئاسة الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الى عقد لقاء مع السراج قبل لقائها بحفتر تمهيداً للقاء يجمعهما برعايتها الثلاثاء وهذا ما لم يحدث .
وبحسب مقربين من أروقة هذه اللقاءات فأن السراج أبلغ اللجنة المصرية أنه جاء ليستمع الى مطالب أو وجهة نظر المشير حفتر وأن لا شروط له لعقد هذا اللقاء قبل أن يصل الأخير لاحقاً إلى القاهرة قادماً من المرج .
وعقب إنتهاء إجتماعها مع السراج ظهر الإثنين عقدت اللجنة إجتماعاً إستمر منذ الخامسة مساءً وحتى العاشرة ليلاً مع المشير حفتر إتفقوا خلاله على أن يعقد لقاء بينه مع السراج على تمام الواحدة ظهراً من يوم الثلاثاء فى قصر القبة .
السراج وخيبة الأمل
وفي الموعد و المكان المحدد وصل السراج لينتظر ساعتين قبل أن يبلغه المصريين أن اللقاء قد فشل وأن حفتر يرفض المقابلة ليعبر الأول عن انزعاجه وخيبة أمله ، معتبراً ما حدث قد وضعه في موقف لا يحسد عليه لا سيما مع الوضع الحرج في طرابلس وقال أنه لم يستفد أي شيء من كل هذا عادا أن أبواب جهنم قد فتحت عليه سواء من أطراف مسيطرة هناك أو حتى من أعضاء في الرئاسي نفسه .
إعتذرت اللجنة عن ما حصل وعاد السراج إلى مقر إقامته فى فيرمونت بخفي حُنين ليقابل النائب الأول لرئيس مجلس النواب امحمد شعيب في الوقت الذى رفض فيه تلبية طلب لقاء نائبه فتحي المجبري ويغادر على تمام السابعة من الفندق نحو المطار يرافقه وزير الخارجية المفوض محمد سيالة وأعضاء مكتبه الإعلامي وآخرين.
مخاوف قبل العودة إلى طرابلس
وقبل مغادرة السراج وصل رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح إلى القاهرة قادماً من طبرق والذى رفض أيضاً بدوره طلب السراج بمقابلته وقال مستشاره الإعلامي أن صالح هنا لمقابلة اللجنة المصرية وليس السراج و هذا ما حدث .
وقال مقربون من السراج أنه عبر عن خشيته من أن فشل اللقاء والزيارة برمتها سيزيد من إحتقان الوضع حتى داخل الرئاسي لكون ثلاثة من أعضائه هم احمد معيتيق وعبدالسلام كجمان ومحمد العماري زايد كانو يرفضون أن يعقد هذا اللقاء وينتهي بتضحية السراج بهم مقابل بقائه وهذا ما قاله السراج بالفعل خلال الإجتماعات .
خارطة الطريق وأسباب فشل اللقاء
وعن أسباب رفض حفتر لعقد اللقاء هو إستمرار دعم الرئاسي لـ ” سرايا الدفاع عن بنغازي ” وإسقاطهم لمروحية الجيش يوم الجمعة الماضية التي لم يصدر الرئاسي حتى بيان تعزيه لضحياها في الوقت الذى لازالت ” السرايا ” تحتفظ بجثمان إبراهيم الدرسي وبأمر من العقيد مهدي البرغثي وزير دفاع الوفاق لمبادلتها بالموقوف العقيد اسامة العبيدي الذى أسرته قوات الجيش خلال صدها الهجوم الأخير على الهلال النفطي .
وعلى هامش هذه اللقاءات يشهد ” فيرمونت ” تواجداً مكثفاً للغاية لشخصيات برلمانية بينهم رؤساء كتل منهم النائب ادريس المغربي ومبروك الخطابي وامحمد شعيب وصالح همة عضو الحوار عن البرلمان وأيمن سيف النصر وحمودة سيالة وأعضاء من مجلس الدولة أبرزهم ابراهيم صهد وبلقاسم قزيط وكامل الجطلاوي وعضو الحوار محمد امعزب .
ويبدو واضحاً للجميع أن حلحلة ازمة الاتفاق و الوفاق من خلال محاولة عقد لقاء ” السراج – وحفتر ” قد بائت بالفشل ولا حل يلوح فى الافق الا بتنفيذ ” خارطة طريق البرلمان ” التى تنص على تعديل الملحق الاول من الاتفاق ” ملحق اسماء أعضاء الرئاسي ” والعودة إلى رئيس ونائبين وإلغاء المادة الثامنة الجدلية وتعديل تركيبة مجلس الدولة على أن يكون رئيس الرئاسي الجديد ضمن ” قائمة الـ 12 ” المرشحة من البرلمان نهاية 2015 والتى كان من بينها عارف النايض سفير ليبيا السابق بالامارات الذى يتواجد بدوره فى أروقة الفندق ويعقد إجتماعات مع شخصيات سياسية يبدو انها تتمحور فى ذات الاطار فى الوقت الذى يعقد فيه النائب إدريس المغربي أيضاً إجتماعات قالت المصادر أنها تدور حول ترشيحه لعضوية ” الرئاسي الجديد ” .
يشار إلى أن اللجنة المصرية الرفيعة أصدرت بياناً عقب هذه اللقاءات أكدت فيه حرصها على الثوابت الوطنية الليبية ومؤسسة الجيش الليبي وعدد من الخطوات الاخرى المتعلقة بحلحلة ازمة الاتفاق السياسي بين أطرافه الثلاثة .