السراج : تعنت بعض الاطراف ورفضهم الجلوس على طاولة الحوار لن يزيد الا من التباعد والشقاق بين الليبيين

ليبيا – وجه رئيس المجلس الرئاسي اليوم الجمعة كلمة للشعب الليبي بمناسبة الذكرى السادسة لـ”ثورة” 17 فبراير ، مبيناً بأن هذه الثورة التي مهما تبعها من تحديات وصعوبات ستضل دائماً الشرارة التي انطلقت من اجل نيل الحرية والعزة والكرامة .

السراج أضاف في كلمته التي أذيعت على قناة ليبيا الرسمية التابعة للرئاسي بأنه رغم الظروف الصعبة التي عشها الشعب خلال السنوات الـ6 الماضية وشعور البعض على عدم قدرة هذه الثورة انجاز ما كان يتطلع اليه الكثيرين ، مضيفاً بأنه يجب الاقرار بأن ما يعيشه الشعب اليوم هو نتاج ارث من” الفشل ” في بناء دولة المؤسسات والقانون و التي من شأنه أن يخدم شعب وليس فرداً حسب تعبيره.

وأكد السراج أن رئاسي الوفاق وحكومته بعد مرور عام من بدأ عمله في العاصمة طرابلس ورغم كل ” الضغوط ” التي تعرض لها لم يوفر جهداً على انجاح الوفاق بين كل الليبيين ، مضيفاً بأنه حرص على الا يكون طرفاً بالتجاذبات السياسية والصراعات العسكرية بين ابناء البلد الواحد.

وأضاف :” ان الامثلة على انتهاجنا منهج التوافق والحرص عليه كثيرة ومتعددة غير أن ما حدث مؤخراً من تعنت بعض الاطراف ورفضهم الجلوس على طاولة الحوار والعمل على اخراج البلاد من حال الفوضى والانكسار لن يزيد الا من تباعد الليبيين والشقاق بينهم والرابح فيها خاسر”.

وأعرب السراج في كلمته عن رفضه رفضاً قاطعاً بأن يكون سبباً لوأد توافق الليبيين أو أن يكون سبباً في ضياع حلمهم بإرساء قواعد مدنية وتنفيد المهمة الاساسية في مهد الطريق لهذه المرحلة الانتقالية حتى الوصول بالبلاد الى الاستقرار المنشود .

وذكر رئيس المجلس الرئاسي الجميع بأنه لن يرضخ للضغوط التي تمارس عليه من اجل تمرير أفكار ومقترحات تحمل في طياتها صبغة الانقسام والمصالح الجهوية والحزبية الضيقة وتقدم مبرراً لمزيد من الفرقة والانقسام  بحسب قوله.

وقال أن التحديات التي تواجه البلاد كبيرة ومعقدة وأنه قام  ولا يزال باتخاذ اجراءات لمعالجة هذه المشاكل التي وجدها الرئاسي أمامه ، كاشفاً عن محاولة من أسماهم بـ” المعرقلين”  لأفشال أي جهد يبذل لحل المشاكل ودون تقديم أي بدائل علمية . وأضاف :”متناسين أنهم أنفسهم كانوا سببا في هذه الازمة التي نعيشها اليوم “.

وانتقد السراج في كلمته عدم التزام الاجسام المنبثقة عن الاتفاق السياسي بكل الاستحقاقات الواردة في الاتفاق ، مؤكداً بأن عدم الالتزام بهذه الاستحقاقات اثر سلباً على المواطن وعرقل عمل الرئاسي في انهاء الانقسام ودمج المؤسسات وتوحيد الجيش الليبي ودفع عجلة الاقتصاد لتقديم ابسط الخدمات.

وتابع قائلاً :”إنني لا زلت امد يدي للفرقاء للحوار والتسامح والتصالح ولكنني باليد الأخرى سنواصل العمل لخدمة الوطن والمواطن ولن نلتفت الى الخلف وقد بدأنا بالفعل نلاحظ بعض الانفراجات وحلحلة لبعض الامور أهمها ما قام به المصرف المركزي في الآونة الاخيرة من خطوات عملية وترتيبات مالية للدولة خطوات من شأنها الدفع بالاقتصاد مع تقدم ملحوظ للعمل الجبار للمؤسسة الوطنية للنفط في زيادة معدلات الانتاج والتصدير”.

وأكد السراج على وجود جدية أكثر من الدول الصديقة والمجتمع الدولي في دعم المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق على كل الاصعدة ، كاشفاً عن رجوع قريب للسفارات ورحلات الطيران وغيره.

واعتبر السراج بأن ليبيا ليست ملكاً لمساحة جغرافية بعينها وليست ملكاً لتوجه سياسي بعينه وانما هي حاضنة لكل الليبيين يتمتعون فيها بحق المواطنة والمساواة ، مضيفاً :” نعم للتوازن لا للمحاصصة نعم للمشاركة والتنمية لا للتطرف الجهوي او الاقصاء او التهميش بذلك فقط نبنى وطناً يحتوي كل الليبيين”.

وفي الختام كلمته وجه السراج رسالة لأعضاء المجلس الرئاسي شاكراً اياهم على ما قدموه ويقدمونه رغم كل الصعوبات ويطلب منهم توحيد الجهود لإحياء الامن من جديد ، داعياً  المنابر العالمية والكيانات السياسية والدينية والاجتماعية الى الابتعاد على كل ما يثير الفتنة والفرقة وأن يكون الخطاب رسالة للتسامح والتصالح وتوحيد الصفوف وللسلم و حقن الدماء.

Shares