ليبيا – شدد رئيس حزب الوطن الأمير السابق للجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج على عدم إمكانية نجاح أي حكم عسكري بقيادة قائد الجيش المشير خليفة حفتر في إدارة شؤون ليبيا وبأن الأيام المقبلة ستثبت ذلك .
https://youtu.be/Tfc2Vbfe45E
بلحاج أكد في مقابلة خاصة أجراها معه موقع “ميدل إيست آي” الإخباري القطري الناطق بالانجليزية وتابعتها وترجمتها صحيفة المرصد بأن الإنقسامات السياسية في ليبيا تسببت بإيجاد حكومتين وبرلمانين وجيشين مرحباً في الوقت ذاته بأي جهود إقليمية ساعية لجلب السلام إلى البلاد لأن مسألة الإستقرار في ليبيا جوهرية وتصب في إطار الأمن الإقليمي برمته على حد تعبيره.
ودان بلحاج الدعم المقدم من دول عربية إلى ما وصفها “بالقوات والميليشيات” التابعة لقائد الجيش المشير خليفة حفتر لأنه سيأتي بنتائج عكسية مبيناً بأن حزب الوطن الذي يتزعمه عكف على توثيق هذه الإدعاءات وقدمها مؤخراً إلى بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.
وأضاف بأن قائد سلاح الجو التابع لقيادة الجيش العميد صقر الجروشي أقر بتسلم عشرات الحاويات المليئة بالذخيرة من دولة عربية داعياً في الوقت ذاته مصر إلى تصحيح موقفها والعمل على دعم الإستقرار في ليبيا عوضاً عن دعم طرف على حساب الأطراف الأخرى على حد وصفه.
وأشار بلحاج إلى الروابط التأريخية والقبائلية والديموغرافية والمصالح المشتركة التي تربط ليبيا بمصر كدولة مجاورة وماهية الأسباب التي تستدعي عدم تقدير وحماية هذه الروابط مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية الإستعاضة عن الحل العسكري لحل الأزمة الليبية والذي قال أن حفتر يدعو له باستمرار بالحوار الحقيقي الذي يجمع الأطراف الليبية شريطة تقديم مصالح الشعب على المصالح الأخرى.
وأضاف بأن الجماعة الليبية المقاتلة لم يعد لها وجود منذ إسقاط نظام القذافي عام 2011 وبأنه يعمل حالياً على جلب الأطراف الليبية المختلفة إلى طاولة المباحثات.
وتطرق بلحاج إلى مسألة إخفاق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في توحيد الليبيين ومعاناة هذا المجلس من الإنقسامات الحادة والضعف في القيادة مبيناً بأن الرئاسي فشل في التعاطي مع المسائل الضاغطة التي تواجه الليبيين وأهمها غياب الأمن والخدمات الأساسية.
وأضاف بأن الأطراف السياسية شرعت في إعادة التفكير بمسألة دور المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وإمكانية فصل الجانب الرئاسي عن الجانب الحكومي التنفيذي متهماً في ذات السياق مجلس النواب بعرقلة التوصل إلى إتفاق بهذا الشأن.
ووفقاً للخبير في الشأن الليبي ماتيا توالدو فإن العملية السياسية في ليبيا وصلت إلى طريق مسدود بعد فشل عقد الإجتماع المرتقب بين ق حفتر و السراج في القاهرة وهو الفشل الذي أظهر شكل المأزق الذي تعيشه البلاد على حد تعبيره.