سبوتنيك الروسية: روسيا على وشك إصلاح ما خلفه الغرب من دمار في ليبيا

ليبيا – أكد تقرير تحليلي أعدته وكالة أنباء سبوتنيك الروسية بأن الديمقراطية التي تلت تدخل حلف شمال الأطلسي “ناتو” العسكري في ليبيا عام 2011 حولتها لواحد من أسوء الكوابيس التي تواجه أوروبا بعد أن تحولت لمرتع للإرهاب ومصدر للهجرة غير الشرعية.

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد توقع إفادة روسيا من إخفاقات الغرب لتدعيم موقفها في منطقة البحر المتوسط وتشجيع التوصل إلى حل في ليبيا التي دمرتها الحروب بعد مرور 6 أعوام على سقوط نظام القذافي حيث تحاول روسيا تحقيق إنتصار على حساب الغرب وفقاً للكاتب الصحفي الدنماركي جاكوب سفيندسين.

وأضاف سفيندسين بأن روسيا التي بدأت في وقت متأخر التعاون مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر المسيطر على المنطقة الشرقية والحجم الأكبر من الموارد النفطية والغازية في البلاد قد يقود إلى جعل المشير جزء من الحل المستدام في ليبيا وبه تحقق موسكو نفوذاً في منطقة البحر المتوسط.

وأشار الكاتب الدنماركي إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت سباقاً دبلوماسياً سريع الخطى بإتجاه المشير خليفة حفتر حيث أصبح هدف الإتحاد الأوربي إستمالة المشير للحوار مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الضعيف والذي يسيطر على أجزاء صغيرة من البلاد قياساً بما يسيطر عليه قائد الجيش الليبي مضيفاً بأن المشير خليفة حفتر يتكلم من موقع قوة فيما يتكلم الرئاسي الأعرج من موقع ضعف في ظل إعتماده على خليط من الميليشيات.

ووفقاً للأكاديمي الدنماركي بيتر سيبيرغ فأنه ما زال من غير الواضح إذا ما كانت هنالك إمكانية لنجاح الإتحاد الأوروبي في إيجاد حل وسط يرضي المشير خليفة حفتر والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الضعيف مشيراً إلى أن السؤال الذي يبقى محل طرح هو هل يرغب المشير بأن يكون مشاركاً في الحل السياسي أم يفضل أن يكون قائداً أوحداً على غرار القذافي.

من جانبه رأى الخبير في الشأن الليبي ماتيا توالدو بأن جميع الدول المعنية بأوضاع ليبيا أعترفت بأن المشير خليفة حفتر يجب أن يتم إيجاد مكان له في السلطة مضيفاً بأن هنالك مخاوف من أن يتحول المشير إلى رجل قوي جديد وبأن مرد هذه المخاوف إعلانه في أكثر من مرة عبر بياناته بأن القيادة العسكرية يجب أن تكون مستقلة عن القيادة السياسية فضلاً عن الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها بين الليبيين الذين يرون إمكانية تمكن الجيش من النجاح في إنهاء الميليشيات والفوضى التي سببتها.

وبحسب توالدو فإن روسيا ملتزمة بستراتيجية جيوسياسية تهدف إلى إكتساب التأثير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن خلال هذه الستراتيجية ستتحول موسكو إلى وسيط في ليبيا ما يبين بأنها قادرة على فعل ما عجز عنه الغرب منذ سقوط نظام القذافي.

ووفقاً للتقرير فإن المسألة الأخرى التي يجب أن يتم أخذها بعين الإعتبار هي دور الولايات المتحدة في ليبيا في عهد الرئيس دونالد ترامب الذي بدأ مساعدوه بإجراء الإتصالات مع المشير خليفة حفتر والتي ستصب بالتأكيد في صالح تعاونه مع روسيا.

وأختتم التقرير بالإشارة إلى سعي الإتحاد الأوروبي لتحقيق هدفين رئيسيين له في ليبيا وهما وقف الهجرة غير الشرعية وتقليل مخاطر الهجمات الإرهابية التي تنطلق من ليبيا وتهدد أمن أوروبا وكلا الهدفين لا يمكن الإستغناء عن المشير خليفة حفتر لتحقيقهما على حد وصف التقرير.

Shares