ليبيا – ربط تقرير تحليلي أعدته صحيفة “جورساليم بوست” الإسرائيلية الصادرة بالإنجليزية بين حصول تنظيم “داعش” وتنظيم أنصار بيت المقدس في شبه جزيرة سيناء المصرية على الأسلحة بإنتظام والفوضى التي حصلت في ليبيا إبان العامين 2011 و2013 والتي تمكن خلالها “داعش” من الحصول على مخزونات الأسلحة الضخمة للجيش الليبي السابق.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد تطرق إلى ما تناولته صحيفة المصري اليوم المصرية بشأن وجود أعضاء في المجلس الوطني الإنتقالي من قادة تنظيم أنصار الشريعة الذي نشأ في شرق ليبيا قبل مقتل معمر القذافي ما أتاح لهؤلاء الوصول إلى مخازن الأسلحة والذخائر بسهولة لتجد هذه الأسلحة بعد ذلك طريقها نحو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فيما ذهب الجزء الأكبر منها إلى مصر ووصل إلى المنظمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة فضلا عما قام به ضباط ليبيون فاسدون من تهريب للسلاح طمعا بالمال من خلال التعاون مع مسلحي أنصار الشريعة لتهريب الأسلحة والذخائر من المستودعات العسكرية وعبر الحدود الرابطة بين مصر ليبيا ومن خلال معبر السلوم ليتم نقل قسم من الأسلحة لتخزينها في مستودعات تحت الأرض على طول المعابر الحدودية وفي واحات سيوة والفرافرة وهي مستودعات عميقة بما فيه الكفاية لتخزين سيارات جيب مجهزة بأسلحة رشاشة فيما تم تحويل بعض الأسلحة نحو صعيد مصر وأسيوط وبني سويف ومنها تم نقلها إلى سيناء بينما ذهب الجزء الأكبر عبر الممرات الصحراوية الغربية والطرق النيسمية نحو شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة.
وأضاف التقرير بأن ترتيب اللقاءات مع الإرهابيين المحليين تم من خلال هواتف تعمل بالأقمار الصناعية وعبر إعطاء إنذار مسبق بشأن نقاط تفتيش الجيش وتم على ما يبدو إرسال سيارات مدنية قبل الشاحنات التي تحمل الأسلحة المهربة لتحذيرها من الحواجز العشوائية ولإتخاذ طرق بديلة.
وأشارت الصحيفة المصرية أيضاً إلى وصول قذائف من نوع “كورنيت” الروسية المضادة للدبابات في عام 2012 إلى شبه جزيرة سيناء ليتم إستخدامها ضد الجيش المصري لأول مرة في رفح فضلا عن أسلحة أخرى منها صواريخ غراد من النوع الذي أطلق مؤخرا على مدينة إيلات وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف صاروخية وصواريخ ستريلا للدفاع الجوي وأحدث بنادق الكلاشنيكوف وبنادق القنص النمساوية من طراز شتاير والمدافع الآلية الثقيلة من مخزونات الجيش الليبي في عهد القذافي والتي إستوردها من الإتحاد السوفيتي السابق ومن بعد ذلك من روسيا وأظهرت التحقيقات المتعلقة بمبيعات السلاح والأرقام التسلسلية للأسلحة ذلك بوضوح.
وكشف التقرير أيضاً عن وصول مسلحين أجانب من قطاع غزة وليبيا إلى سيناء لتدريب العناصر المسلحة هناك على إستخدام هذه الأسلحة التي إستهدفت نقاط تجمع الجيش المصري فيما أسهمت زيادة التنسيق والتعاون مع الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بضبط الحدود إلى حد ما وتقليل معدلات تهريب الأسلحة في الوقت الذي لا تزال فيه القوات المصرية تكتشف مستودعات تحت الأرض من وقت لآخر ومن بينها ما أعلن عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن وجود مواد تكفي لإنتاج ألف طن من المتفجرات فيما إكتشفت القوات الليبية على الجانب الآخر من الحدود مستودعا تحت الأرض يضم 70 كيسا من المتفجرات تزن نحو نصف طن وتكفي وفقا لقائد محلي لتدمير 20 مبنى من طابقين في دائرة نصف قطرها 4 آلاف متر مربع.
وأشار التقرير نقلاً عن الصحيفة المصرية إلى عدم إنتهاء المعركة مع تنظيم “داعش” في سيناء في ظل إستمرار الحصول على الإمدادات الثابتة من الأسلحة من ليبيا فيما يتم نقل البعض من هذه الأسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة في إطار التعاون المشترك مبينا في الوقت ذاته ونقلاً عن ضباط ليبيين بأن تهريب الأسلحة يتم أيضا على طول الحدود المشتركة مع السودان وأن هذه الأسلحة تجد طريقها إلى المنظمات الإرهابية الناشطة في الجزائر وتونس والنيجر ومالي وحتى في سوريا.
من جانب آخر أشار التقرير إلى عدم وجود بيانات موثوق بها بشأن الأنواع المختلفة من الأسلحة التي إختفت من مخزونات جيش القذافي والتي تقدر بـ21 مليون قطعة سلاح حيث تم تهريب معظمها إلى خارج البلاد وفي المقام الأول إلى مصر أو تم تدميرها خلال الحرب الأهلية المشتعلة في ليبيا.
وأختتم التقرير بالتساؤل عن سبب صمت الدول الأوربية على وجود هذا العدد الهائل من الأسلحة لدى معمر القذافي متوقعاً بأن ذلك تم لعلم هذه الدول بأن أي إعتراض قد يتسبب بتدفق الماجرين غير الشرعيين من ليبيا إلى سواحلها.