ليبيا – نشرت دار الافتاء مساء أمس السبت عبر صفحتها الرسمية على ” فيسبوك ” مقالاً جديداً للشيخ الصادق الغرياني بعنوان ” ألا أدلكم على خير من ذلكم ” تناول فيه الاشتباكات فى منطقة أبوسليم و من قبلها فى زليطن و جنزور و غيرها و ما إعتبرها أسباباً ربانية أدت لنشوب هذه النزاعات و الاشتباكات فى مختلف المناطق .
و قال الغرياني أن الدماء المعصومة البريئة حرمتها واحدة توعد الله من انتهكها مِن الطغاة والمجرمين والخاطفين وقطاع الطرق والقتلة، باللعنة والغضب والخلود في نار جهنم، قائلاً ان ما يجري اليوم في طرابلس، وبالأمس في زليطن، وقبله في جنزور هو نار تتنقل، وبؤر تتوتر وتشتعل، ما أن تخمد في مكان، إلا لتستعر في مكان ليهب رجال المطافئ من الأعيان والحكماء للإسعاف والنجدة ، و ذلك على حد تعبيره .
و إنتقد الغرياني من قال أنهم يتظاهرون فى وسائل الاعلام بحرصهم على المصالحة و يرسلون الذخائر والمعدات لتصفية الحسابات في الميدان وبالوكالة عن الدخلاء قائلاً ” أن هؤلاء يتولاهم الله وهو غالب على أمره عزيز ذو انتقام ” .
و تابع ” كلما أطفأ الخيرون النار ظننا أننا حققنا شيئًا، وما هي إلّا مسكنات، لا تلبث أن تذهب بالأرواح، وتعود أعنف مما كانت ألا هل أدلكم على خير من ذلكم لإخماد الحرائقِ وقطع دابره ا؟ إنه الدواءُ الرباني، نتدارك به ما فرّطنا في جنب الله ” .
و أعتبر المفتي أن ما جري في منطقة أبوسليم و في غيرها من إشتباكات هو عقوبة ربانية نستحقها، لكثرة الموبقات وعلى رأسها ثلاث أولهم السياسيون و النخب ونسبة كبيرة ممن بيدهم السلاح و قال ” ينامون على المعاصي ويصبحون عليها، خمر وحشيش، وفجور وأوكار للفساد، وسب للدين، وأكل للحرام، وبيع للدين والأوطان للأعداء بعرض من الدنيا، أو وعود بمناصب، قد تكون، وقد لا تكون، فيأخذ الله وديعته مِن صاحبها قبل إدراكها، فيلقاه غدر” .
و أضاف أن ثاني هذه الاسباب هي التخلي عن ” المظلومين والمستضعفين ” في بنغازي، وتركهم لما وصفها بـ ” آلة البطش ” المتعددة الجنسيات، محلية، ومرتزقة، ودولية، التى قال أنها تحاصر إخوانكم ونساؤكم وذراريكم بينما الكثيرين ممن وجبت عليهم النصرة يتفرجون على من يموتون جوعًا، ويصدق ما يقول عدوهم فيهم بأنهم إرهابيين، ويرى نفسه في مأمن مِن مكر الله ، و فق تعبيره ” .
و تطرق الغرياني إلى الوضع في طرابلس معتبراً ما يحدث من سكوت مذنب ومهادنة لقطاع الطرق والخاطفين للأبرياء، والعلماء، و ” الثوار الصادقين الشرفاء ” من بين ثاني هذه الاسباب .
و قال ” ماذا يرجو امرؤٌ من ربه لا تهمّه إلا نفسُه و لا يبالي بمن ظلم ولا من هلك، لنفكر مليا في سنن الله في الظالمين ، ماذا يرجو منن خالقِه امرؤ يرى قطاع الطرق يخطفون الأبرياء والعلماء، ويقوم هو وقومه بحماية الظالمين، والتستر عليهم، ولا يَكفهم، ولا يأخذ على أيديهم ماذا يا ترى ينتظر من هذا حاله مِن خالقه، مع التمادي والإصرار؟ ”
أما عن ثالث الاسباب التى قال الغرياني أنها تندرج ضمن الموبقات هي الاستهتار بمحارم الله، بين منتهك وساكت عن المنكر، إلا من رحم الله ، مشيراً إلى أن ذبك من الظلم للنفس، وكفران النّعم الذي أخذ الله به قبلنا الأمم، و ختم مقاله ” فليراجعْ كل أحد نفسه، وليتدارك ما فات من أمره، فقد عاشت طرابلس هذه الليالي ما لعل أهلها رأوا به البأس، واستوعبوا به الدرس! ” .