ليبيا – أكد مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا صلاح الدين الجمالي بأن حالة التعقيد المستمرة بالمشهد الليبي لا تعني إستحالة إيجاد الحلول في ظل رغبة الجميع بتوحيد ليبيا أرضاً وشعباً وتوحيد الحكومات الثلاث فيها وأعادة اللحمة للشعب والهدوء والإستقرار.
الجمالي أوضح خلال إستضافته في برنامج سجال الذي أذيع أمس الأحد عبر قناة ليبيا بأن حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب يقع على عاتقها مهمة توحيد البلاد ووضع برنامج وهيئة سياسية متطورة وعصرية وترك المسيرة بعد ذلك لمن يختاره الشعب مشيراً في الوقت ذاته إلى أن لقاءاته الأخيرة التي عقدها في ليبيا وتونس مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج ورئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح وقائد الجيش المشير خليفة حفتر أظهرت رغبة الجميع وحرصهم على لم الشمل وإن لم يتفقوا بعد على الآلية التي سيتم من خلالها ذلك فيما يقع هذا الدور على الأجهزة والأجسام المختلفة في البلاد والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والإتحاد الإفريقي.
وشدد الجمالي على سعي جامعة الدول العربية والأمم المتحدة لتسريع الحوار وجعله يصل إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن عبر الإفادة من الإتفاق السياسي الحالي بعد أن قبله نحو 90% من الليبيين كأرضية يتم منها الإنطلاق لإنهاء الوضع الأمني المتردي وإيقاف النزيف الإقتصادي والإجتماعي مع إجراء بعض التعديلات المطلوبة في هذا الإتفاق فيما يمثل تركه بداية من الصفر وإضاعة لمزيد من وقت الشعب الليبي الذي يعاني من غياب الخدمات ووقوع أغلب إبنائه تحت خط الفقر على الرغم من كون البلاد دولة نفطية مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الشعب يستطيع بعد ذلك أن يسير شؤونه بنفسه في دولة عصرية ويطور دستور البلاد والحكم فيها مع أهمية بقاء الأجسام الرئيسية الموجودة حالياً بالإتفاق السياسي وهي مجلس النواب والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ومجلس الدولة والجيش لبناء أسس الدولة الليبية مع إمكانية بحث تطوير الرئاسي ومجلس الدولة ومستقبل الجيش وقياداته.
وأرجع الجمالي غياب الدور الفاعل لجامعة الدول العربية خلال الفترة الماضية في ليبيا وغلبة دور الأمم المتحدة عليه إلى الأوضاع الداخلية الصعبة للدول العربية فيما يعمل أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط منذ مدة على تفعيل الدور العربي في القضايا العربية والدفع بإتجاه الحل في ليبيا بالتنسيق مع الدور الأممي مشدداً في الوقت ذاته على وجوب توحيد المبادرات المصرية والتونسية والجزائرية لتصب في إطار واحد لكون التشتت يضيع الفرصة على ليبيا ويؤخر الحل فيها فيما يجب على هذه الدول الثلاث جمع إسلوب العمل وطريقته ووضع خطة التحرك الثلاثية حيز التنفيذ لإنهاء الأزمة الليبية.