تقرير : الحكم الرابع .. شبح القضاء الليبي يطارد ” شرعية ” المجلس الرئاسي و قراراته

المرصد / خاص – ليبيا – بعد يومين من المؤتمر الدولي الذي استضافته العاصمة الإيطالية روما بين دول شمال و جنوب المتوسط لمكافحة الهجرة غير الشرعية أصدر القضاء الليبي حكمه أمس الاربعاء بوقف نفاذ إتفاقية الهجرة الموقعة بين إيطاليا و الرئاسي فى 2 فبراير الماضي .

السراج فى مؤتمر شمال و جنوب المتوسط المنعقد فى روما حول الهجرة غير الشرعية 20 مارس 2017

و أكد حكم دائرة القضاء الاداري بحكمة إستئناف طرابلس إضافة لوقف نفاذ الإتفاقية فى الشق المستعجل على إختصاص المحكمة بالنظر فى الطعن المرفوع لها ضد الرئاسي .

منطوق حكم محكمة إستئناف طرابلس بوقف نفاذ اتفاقية الهجرة بين الرئاسي و روما

و كان الوزراء المشاركين بالمؤتمر الدولي اتفقوا على تكثيف التنسيق المستمر والتعاون وتبادل الخبرات والمعلومات لمواجهة تدفقات الهجرة في البحر الأبيض المتوسط .

و إستند الطعن المقدم ضد إتفاقية السراج – جنتلوني و التى أوقفتها المحكمة على عدة اسانيد على رأسها إغتصاب الرئاسي للسلطة ، و إنعدامه لعدم تشكيله بأداة صحيحة و عدم نيله ثقة الجهة التشريعية و مخالفة معاهدة الصداقة الليبية الايطالية الموقعة سنة 2008 .

https://www.facebook.com/ObservatoryLY/posts/1877034739198459

كما إستند الطاعنون أيضاً على ان حكومة الوفاق و وزرائها المفوضون ينتحلون صفة لا يملكونها إضافة لإضرار المطعون ضده – أي فائز السراج – بالعمل على الإضرار بمصالح ليبيا و شعبها من خلال الاتفاقية ، و فتح الباب لتوطين المهاجرين ما يعرض النسيج الليبي للخطر و يعرضهم هم للانتهاكات و التعذيب بمراكز الايواء فى ظل هشاشة أجهزة الدولة .

الفقرة الثانية من أسباب الطعن المتعلقة بانعدام الرئاسي لاغتصاب السلطة و انعدام صفته بما يضر بمصالح ليبيا

و من المرجح أن تكون هذه الاسانيد و غيرها من الاسباب الواردة فى مذكرة الطعن ، هي الاسباب التى حكمت المحكمة على أساسها بوقف نفاذ الاتفاقية ما يعني ضربة قانونية قاسية للمجلس الرئاسي و شرعيته و قانونية كل القرارات الصادرة عنه التى لم يحكم القضاء في المطعون منها لصالح الرئاسي، وفق قانونيين .
‎‏

حكم محكمة استئناف طرابلس بشأن بطلاق قرار الرئاسي بتشكيل لجنة تسييرية للمؤسسة الاستثمارات الليبية

و يعتبر هذا الحكم هو الرابع من نوعه بعد حُكمين سابقين من القضاء بإبطال و إيقاف قرارين صادرين من الرئاسي بشأن اعادة تشكيل لجنة تسييرية لادارة الشركة العامة للكهرباء و أخرى للمؤسسة الليبية للإستثمار لذات الاسباب و هي إنعدام الصفة و إغتصاب السلطة يضاف لهما قضية أخرى لازالت منظورة أمام القضاء بشأن بطلان اجراءات ” الترتيبات المالية ” للدولة التى يشرف عليها الرئاسي   .

حكم محكمة شمال طرابلس بقبول الطعن فى قرار الرئاسي بتشكيل لجنة تسييرية لشركة الكهرباء و إيقاف نفاذه

و إضافة الى ذلك ، فقد حكمت دائرة القضاء الاداري فى محكمة استئناف البيضاء بتاريخ 10 أكتوبر 2016 فى الدعوة رقم 2016/116 و المرفوعة لها ضد المجلس الرئاسي ببطلانه و قراراته حتى يستوفي ما جاء فى الاتفاق السياسي من ضرورة تضمين الاتفاق فى الاعلان الدستوري و نيل حكومة الوفاق ثقة مجلس النواب .

حكم محكمة استئناف البيضاء بشأن إنعدام الرئاسي و بطلان تشكيله و قراراته

و حتى الان لا يوجد أي مؤشر واضح عن مدى إمتثال الرئاسي لأحكام القضاء الليبي  ، لا سيما بعد الحكم المتعلق ببطلان قراره بشأن إعادة تشكيل ادارة شركة الكهرباء الذى أصدر بشأنه عبدالسلام كجمان خطاباً الى الادارة المكلفة من قبل الرئاسي بالاستمرار فى عملها رغم الحكم القضائي الصادر ببطلانها ، الأمر الذى إعتبره قانونيون جريمة و مخالفة فى حد ذاته .

خطاب كجمان الى اللجنة التسييرية المكلفة من الرئاسي بادارة شركة الكهرباء بعد صدور حكم ببطلانها

و لم يكن محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير التابع للرئاسي بمعزل عن هذه الاحكام حيث حكمت محكمة إستئناف طرابلس قبل ذلك ببطلان إستمراره فى منصبه باعتباره غير شرعي و أن كل قراراته باطلة رافضة قبول طعنه الذى قدمه ضد قرار إقالته من مجلس النواب .

حكم محكمة استئناف طرابلس بشأن عدم شرعية محافظ مصرف ليبيا المركزي و رفضها طعنه فى قرار اقالته من مجلس النواب

و  بذلك يبقى السؤال مطروحاً من القانونيين و الساسة موجهاً للرئاسي و كافة الاجسام السياسية فى ليبيا عن الخطوات المقبلة التى سيتخذونها سياسياً و قانونياً لا سيما مع تشديد الاتفاق السياسي فى مواده و ملاحقه على إستقلال القضاء و إحترام أحكامه.

خاص – المرصد

Shares