ليبيا – أكد القيادي في “سرايا الدفاع عن بنغازي” العقيد مصطفى الشركسي بأن أهداف “السرايا” تتمثل في رفع الظلم عن مدينة بنغازي وإعادتها إلى حضن ثورة 17 فبراير وإرجاع المشردين منها إلى مدينتهم وإزاحة ما أسماه بـ”الإنقلاب” الذي يعرف بإسم عملية الكرامة حسب تعبيره.
الشركسي أوضح خلال حوار خاص أجراه معه موقع نون بوست الإخباري التونسي وتابعته صحيفة المرصد بأن “سرايا الدفاع عن بنغازي” لا تتبع أي حزب ولا إلى حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر العام أو دار إفتاء المؤتمر مستدركاً بالإشارة إلى أن بيان تأسيس “السرايا” الذي أعلنت فيه أن مرجعيتها لدار إفتاء المؤتمر الوطني العام كان القصد من ورائه توضيح محلية المرجعية على خلاف التشكيلات المسلحة الأخرى التي تأخذ فتاويها من البغدادي أو من أفغانستان أو من علماء في السعودية.
وأضاف بأن بيان الملتقى الـ6 للعسكريين من ضباط وضباط الصف الموجودين بالمناطق الغربية والجنوبية والوسطى نص على عدم تدخل القوات العسكرية بالصراعات السياسية في البلاد وبأن يختار الليبيون من يحكمهم وعدم وجود أي مشكلة مع ما يتوافق عليه الليبيون مبيناً بأن سبب الخلاف مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق هو وصفه لما أسماه بـ”لإنقلاب حفتر” بإنتفاضة 15 أكتوبر ووصفه لما أسماها بـ”الميليشيات” التي تقاتل في صفوفه بالجيش.
وأشار الشركسي إلى أن عدم توافر عنصر التوازن في التصريحات السابقة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وعدم الدعوة إلى الحياد وضرورة تطبيق وقف إطلاق النار بين أبناء المدينة الواحدة حال دون تغيير موقف “سرايا الدفاع عن بنغازي” من هذا المجلس الذي صنف “السرايا” منذ مجيئه أول مرة كإرهابيين وصنف من إنقلب على شرعية رئاسة الأركان كجيش نظامي حسب تعبيره ، نافيا في ذات الوقت تحالف تنظيم “القاعدة” مع “سرايا الدفاع عن بنغازي” و”وزارة الدفاع المفوضة” بحكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب حيث يقوم ما أسماه بـ”إعلام الكرامة ” بإقحام أسماء وصفات لأشخاص ولا علاقة لهم “بالسرايا” المعروفة قيادتها لدى الجميع.
ونفى الشركسي تلقي”سرايا الدفاع عن بنغازي” الدعم من أية دولة حيث يأتي الدعم بشكل رئيسي من رجال أعمال من مدينة بنغازي وتجار في سوق العرب بالمدينة ومن مدن ليبية أخرى من النازحين وأبنائهم من “الثوار” فضلاً عن الدعم القادم من الرجال والذخائر من كتائب “الثوار” من المدن الأخرى التي يسودها الإستقرار والتماسك الإجتماعي فضلاً عن قيام من ينتمون “لجيش حفتر” (وحدات الجيش التابعة للقيادة العامة) ببيع السلاح المتبقي من تركة عهد القذافي “للسرايا” واصفاً في ذات الوقت إمكانية عودة المهجرين من مدينة بنغازي إلى مدينتهم عبر التفاوض بين الفرقاء والتسويات والتوافقات السياسية بالمستحيلة.
وشدد الشركسي على عدم تلقي “سرايا الدفاع عن بنغازي” أية تطمينات من دول إقليمية بشأن عدم تدخل الطيران الأجنبي قبل البدء بالتحرك نحو السدرة وراس لانوف وبأن هذه التطمينات هي مجرد إستنتاجات حيث لم تتلقى الكتيبتين التابعتين “لوزارة دفاع الوفاق” التي شاركت في الهجوم مثل هذه التطمينات عازياً تراجع قواته عن المنطقة بعد ذلك لتحشيد “حفتر” (القائد العام للجيش المشير حفتر) عدد كبير من القوات منها 1500 عنصر من ممن أسماهم بـ” ميليشيا العدل والمساواة ” المتموضعة في منطقة زلة ورغبة منه في حماية “سرايا الدفاع عن بنغازي”.
وقال الشركسي بأن “سرايا الدفاع عن بنغازي” ستكون لديها جولات أخرى بعد أن إلتحقت بها مجموعات أخرى من شباب “الثوار” وأصبح وضعها أفضل من السابق فيما لا يمتلك القدرة على الإفصاح على توقيت ومكان التحرك الذي سيكون قريباً جداً مضيفاً بأن “السرايا” لا يمكن أن تقبل بأن يكون لخليفة حفتر موقع ما في أي عملية سياسية مستقبلية وبأنه يجب أن يتم إيداعه السجن أو تسليمه “لسرايا الدفاع عن بنغازي”.
وأضاف بأن “حفتر” يجب أن يرحل لأنه أفسد الحياة السياسية في ليبيا وأفسد الفرحة بالثورة ومزق النسيج الإجتماعي وتعتبره “سرايا الدفاع عن بنغازي” مجرم حرب ومسؤول عن كل التجاوزات والإنتهاكات التي إرتكبها جنوده ولن تفيده تصريحات قياداته بأن جنوده مرضى نفسيون أو أن تجاوزاتهم مخالفة لأوامره مبيناً إمكانية قبول “السرايا” بإتفاقات مع القبائل والصفح عما مضى بالنسبة للشباب المغرر بهم والإستعداد لتقديم أي عنصر في “سرايا الدفاع عن بنغازي” للمحاكمة إذا ثبت إرتكابه تجاوزات وبأن “السرايا” ليست طالبة سلطة أو حكم وهي مع كل ما يتوافق عليه الليبيون.