تقرير طبي يكشف طبيعة مرض الساعدي القذافي بسجن الهضبة و المحامي يحمل الشريف المسؤولية الجنائية

خاص – المرصد

ليبيا – أكد المحامي خالد الزايدي فى حديث اليوم الاربعاء لـ المرصد تدهور الحالة الصحية للساعدي معمر القذافي داخل سجن الهضبة بطرابلس نتيجة إصابته بورم و تقرحات فى الكبد و عدة أمراض أخرى و حرمانه من تلقى العلاج و إمتناع السجن عن تنفيذ توصية الافراج الصحي عليه بناءً على تقرير اللجنة الصحية المكلفة بمتابعة سجناء سجن الهضبة .

و حمل الزايدي الموكل كمحامٍ عن عائلة العقيد معمر القذافي مدير السجن شخصياً و بقية إدارته و المسؤولين عنهم المسؤولية الجنائية فى حال وفاة الساعدي معتبراً إمتناعهم عن الافراج عليه و حرمانه من تلقى العلاج شروعاً فى القتل العمد و جريمة جنائية متكاملة الاركان ضمن ما يعرف فى القانون الجنائي الليبي بـ ” الجريمة السلبية ” أو جريمة ” الإمتناع عن أداء الواجب ” ، وذلك وفق تعبيره.

مقدمة تقرير اللجنة الطبية المكلفة من إدارة الرعاية الصحية بالشرطة القضائية

و تحصلت صحيفة المرصد على نسخة من تقرير طبي صادر عن اللجنة الطبية المكلفة من إدارة الرعاية الصحية المكلفة من الشرطة القضائية فى سجن الهضبة بطرابلس و يتعلق بالحالة الصحية للساعدي معمر القذافي .

و يعود تاريخ التقرير الذى فصل الحالة الصحية للساعدي داخل السجن الى يوم 9 فبراير الماضي ، و إستهلت اللجنة سرد حالته الصحية بالتأكيد على أنه لم يكن يقوى على المشي الا بمساعدة حارس و بالفحص الاولى تبين ان حرارته مرتفعة و ان تنفسه كان فوق المعدل الطبيعي .

الصفحة الاولى من تقرير اللجنة الطبية المكلفة من إدارة الرعاية الصحية بالشرطة القضائية – المرصد

و قال المحامي الزايدي أن إدارة السجن و منذ تاريخ صدور التقرير الطبي و حتى اليوم لم تنفذ أي من التوصيات الواردة به بالمطلق .

و أشار الاطباء فى تقريرهم لوجود فقعات هوائية بقاعدة الرئة اليمنى و نقص فى دخول هواء لليسرى يضاف له ألم وسط البطن يمتد حتى أسفلها و يمينها و هي أعراض لمرض بالكبد مع معاناته من إلتهاب مزمن فى البواسير .

و يضيف التقرير بأن حرارة المعني كانت ترتفع باستمرار و مع اجراء تحاليل قياس نسبة البروتين فى الدم ( CRP ) لمدة 21 يوم متتالية تبين أن النسبة أعلى من المعدل الطبيعي بـ 102% ثم بنسبة 177% فى الوقت الذى يجب ان يكون فيه معدلها الطبيعي من %0 الى %6 و مع اجراء تحليل ( ESR ) وهو تحليل اختبار سرعة ترسّب كريات الدم الحمراء داخل عيّنة اختبار، بقصد اكتشاف التغيّرات التي تحدث لبروتينات الدم تبين بأنها وصلت الى 60 وهي مؤشرات خطيرة ، بحسب ذات التقرير .

الصفحة الثانية من تقرير اللجنة الطبية المكلفة من إدارة الرعاية الصحية بالشرطة القضائية – المرصد

و يبدو من التقرير بأن الحالة الصحية المتدهورة للساعدي دفعت اللجنة الى الاستعانة بالطبيب البهلول بن رمضان إخصائي الباطنة الذى أجرى له كشف بجهاز موجات فوق الصوتية على الاعضاء الداخلية للجسم ليتبين وجود كتلة ” ورم ” بحجم 5×5 سنتم بالكبد مع وجود تقرحات كذلك على الكبد ما أظطر الطبيب لاجراء فحص بالمنظار العلوي لأخذ عينة من المريض الذى تقرر إجراء صورة كومبيوتر لصدره و بطنه و حوضه .

كما استعانت اللجنة بالطبيب فاروق النجار إستشاري الجراحة العامة الذى حدد له اجراء عملية جراحية للبواسير لم يتم إجرائها لعدم وجود إمكانات داخل سجن الهضبة .

و شددت اللجنة فى تقريرها على توصيات أكدت فيها على سوء الوضع الصحي للقذافي و أوصت بسرعة و ضرورة إجراء صورة كومبيوتر له فى أسرع وقت ممكن مبينة بأنها لم تُجرى حتى تاريخ إعداد التقرير .

و أكدت بأن المريض يعاني من مرض خطير بالكبد مع التقرحات التى قد تؤدي إلى تسمم جسمه بالكامل و وفاته اضافة لمعاناته من إنزلاق غضروفي فى الفقرات القطنية و إصابته بداء الملاريا و إلتهاب مزمن بالبواسير و الالتهاب الرئوي .

و ختم تقرير اللجنة و بإجماع أعضائها بأن الوضع الصحي للساعدي القذافي سيء و قابل للتدهور الى الاسوأ ما يستدعي الافراج عنه للعلاج لعدم توفر الرعاية الصحيةً المطلوبة و العلاج الطبي داخل السجن .

و حمّل الزايدي كافة المؤسسات الحقوقية الدولية العاملة فى طرابلس المسؤولية الاخلاقية لعدم متابعتها حالة الساعدي و ضمان تلقيه حقه فى العلاج ، لا سيما مع وجود تقرير رسمي يثبت تدهور وضعه الصحي .

و إلتمس المحامي فى ختام حديثه من المحكمة النظر فى الموضوع و تنفيذ الافراج الصحي الذى قال أنه شروطه تتوافر بالكامل فى هذه الحالة مؤكداً أن القذافي يحتاج لتلقى العلاج فى مصحة حديثة خارج السجن لمعالجة الاثار الصحية التى ترتبت عن استمرار حجزه إضافة لبقية العوارض و الامراض الأخرى .

و فى مايو 2015 تسرب مقطع مصور على الانترنت لتعرض الساعدي القذافي للتعذيب النفسي بينما كان المحقق يقول له ” عليك أمان الله هذه المرة ” ما يشير إلى تعرضه قبل ذلك الى تعذيب جسدي أدى إلى أصابته بإنزلاقات فى فقرات ظهره و هو ما أكده سجناء أُفرج عنهم خلال العام الماضي و الجاري .

و قبل ذلك و فى مارس 2014 ظهر الساعدي فى تسجيل مصور بعد إستلامه من النيجر ، أشاد فيه بحسن المعاملة داخل السجن قبل أن تظهر تسريبات التعذيب و تبدء حالته الصحية فى التدهور تدريجيا منذ مطلع 2016 .
و قال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنطمة هيومن رايتس ووتش حينها : “يُثير مقطع الفيديو، الذي يصوّر على ما يبدو تعرّض سجناء للضرب، مخاوف جدية من الأساليب المستخدمة في استجواب الساعدي القذافي وغيره من المحتجزين في سجن الهضبة ، على سلطات طرابلس تحديد ما يحدث بالضبط، واتخاذ تدابير تضمن حماية جميع المحتجزين من الانتهاك، ومحاسبة كل شخص مسؤول عن هذا النوع من الممارسات”.

خاص – المرصد

Shares