محمد أنور – بينما كنت أتجول فى ثنيات موقع تويتر بين حسابات خاصة و عامة تتابع أخبار بلادنا و لا سيما تلك الاقتصادية منها ، وقعت عيناي على منشور للإعلامي بقناة ليبيا محمد زيدان يطرح فيه فكرة مناظرة تلفزيونية لمدراء أقطاب الإقتصاد الليبي الذى بات يتجه رويداً رويداً الى مالا تحمد عُقباه .
حيث يعاني إقتصاد ليبيا الأمرين في ظل إنقسام أغلب مؤسسات الدولة السيادية سياسياً و ادارياً وما ترتب عن ذلك من آثار لهذه المعاناة تُرجمت في تقلص أرصدة ليبيا واحتياطياتها و إنعكست بجلاء عبر غلاء الأسعار وقلة السيولة حتى بات توفير اصناف الطعام على المائدة تحد كبير لأغلب الأسر الليبية ، يقول محمد زيدان .
ولآن الموضوع تم اقتراح طرحه عبر برنامج تلفزيوني بدت الفكرة بالنسبة لي أكثر من ممتازة ، و تذكرت أن جموع الشعب الليبي و بالفعل لا تعلم كيف تُدار ثرواتهم و لا مواردهم و لا من الذي يديرها فلا أحد من المسؤولين منهم إلا ما رحم الله ، أقام وزنا لشعب سلمهم أمانة بينما بخلوا هم عن مجرد الحديث له .
يقول زيدان أن المناظرات التى يدعوا لها مدراء القطاع السيادي المالي و الاقتصادي و الاستثماري الحاليين و السابقين هدفها البحث عن حقائق و أفكار ومقترحات علها تساهم في إنفراج الازمة ، و نقول نحن كمتابعين و مواطنين ، نعم من حقنا عليكم أن تتواضعوا و تخرجوا على الشاشة لتوضحوا لشعبكم المنهك مالذي يحدث و أين و كيف و لماذا ! أليست الشفافية أهم مبدأ من مبادىء العمل الاقتصادي و المالي !؟
أما عن المستهدفين من هذه المناظرات المقترحة فيجب أن يكون على رأسهم مدراء مؤسسةالاستثمار التى تمثل محفظة قوت الاجيال القادمة الذي تتلاطمه الامواج و المقررحين هنا السادة المدراء ، فوزي فركاش الذى قل ما يتحدث للاعلام العربي فقط ، و السيد علي محمود الذى لا يعرف غالبية الليبيين حتى صورته رغم انه احد المؤتمنين المفترضين لقوته ، و السيد عبدالمجيد بريش الذى لا يتحدث ايضاً الا للصحف الغربية او على لسان متحدث باسمه ، اما السيد حسن ابوهادي فكانت له مقالات و مداخلات عندما كان فى موقعه و لكننا نحتاج اكثر الى ان نستمع منه .
و ليس بعيداً عن الاستثمار هناك محفظة افريقيا التى تدير و تشرف على حوالي 20 مليار من ثروات الليبيين و مدرائها المقترحين للمناظرة هم السادة ، أمحمد جورة ، احمد كشادة ، بشير صالح ، علماً و مع ادعائي بأنني متابع جيد للشأن العام لا أعرف أحداً منهم باستثناء الاخير الذي ذاع صيته سنة 2011 .
ثم نأتي إلى ثالثة الاثافي حيث مصرف ليبيا المركزي و محافظه الحالي المثير للجدل السيد الصديق الكبير الذى سُجل آخر حديث لشعبه على قناة الجزيرة سنة 2012 ثم السيد علي الحبري الذى لم يقصر فى الظهور مؤخراً كما أننا نحتاج الى أن نستمع إلى السيد محمد الشكري و كذلك المحافظ السابق فرحات بن قدارة الذى إنشق ثم استقال عندما كان المركزي فى أفضل حال و اختفى عن الانظار ، أليس من حقنا كليبيين ان تتحدثوا لنا لنعرف ماذا يجري فى بيت مالنا !
و أخيراً نأتي إلى المؤسسة الوطنية للنفط فى طرابلس برئاسة مصطفى صنع الله الذى سجل ظهوراً قبل
أشهر و إختفى عندما إحتاج الليبيين أن يستمعوا منه لحقيقة ما يجري فى المؤسسة من صراع لا سيما بعد القرار 270 للرئاسي المقترح ، كما نحتاج الى أن نستمع الى السيد ناجي المغربي رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فى بنغازي و كذلم السادة سعيد العبد و نوري بالروين .
و ختاماً .. أقول لكم أيها السادة المحترمون الكرام ، كما إرتضيتم على أنفسكم تولي مهام قيادة موارد و أموال شعبكم ، فوضعه المزري اليوم و من منطلق المسؤولية الأخلاقية و التاريخية قبل الوظيفية و القانونية ، يحتم عليكم أن تتواضعو لله بالحديث لهذا الشعب و وضعه فى حقيقة ما يحدث و مستقبل عيشه .. تواضعوت فمن تواضع لله رفعه !
محمد أنور – 7 أبريل /2017
____________________________________
تنوه صحيفة المرصد بأن مقالات الرأي لا تعبر بالضرورة عن آرائها و لا تعبر إلّا عن آراء كُتّاب المقالات .
لإرسال مقالات الكُتاب مستوفاة الشروط على البريد الإلكتروني : [email protected]