ليبيا – أجرت صحيفة ” بيلد تسايتونغ ” الألمانية مقابلة مطولة مع فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج نشرتها الثلاثاء و تطرقت معه خلالها لجملة من المواضيع أهمها ملف الهجرة غير الشرعية و المليشيات و الجيش و الحوار .
و فى ما يلي نص الحوار الذى أجراه الصحفي باول رونزمير و ترجمته و تابعته المرصد :
الصحيفة : سيادة رئيس الوزراء ، أوروبا قلقة لتدفق جديد من اللاجئين الأفارقة نحوها عبر ليبيا فكم من الناس تعتقد بأنهم سيخاطرون فى رحلاتهم إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط هذا العام؟
السراج : ” الأرقام فى زيادة لان الاتجار بالبشر تجارة مزدهرة للعصابات الإجرامية و بتقديرنا آلاف البشر يرغبون فىربدء رحلتهم بالوقت الراهن لأن الطقس الجيد والبحر الهادئ يؤدي لتدفق أعداد كبيرة منهم لذلك يجب علينا أن نفعل شيئاً في النهاية لمنع موت المزيد في المتوسط و كذلك منع زيادة عدد اللاجئين في أوروبا .
و لسوء الحظ، فأن أوروبا لا تساعدنا حتى الآن و لم تقدم الا الوعود الفارغة و اذا لم يتغير الوضع و تلبى طلباتنا فإن النتيجة ستكون مهاجرين أكثر ” .
الصحيفة : اجتمعت مع رؤساء الحكومات الأوروبية في روما ، ماذا طلبت ؟
السراج : نحن بحاجة ماسة لعناصر مؤهلة فى ما يتعلق بحماية ومراقبة السواحل لتحقيق الهدف و بالتالي خفر السواحل الليبي يجب ان يتلقى تدريباً أفضل ، نحتاج كذاك للمراقبة الالكترونية و بالأقمار الصناعية للحدود و يجب على المجتمع الدولي فعل ذلك لتحقيق الاستقرار في ليبيا فالثغرات الأمنية والأوضاع السياسية والاقتصادية الحالية غير المستقرة توفر فرص للعصابات الإجرامية فى تهريب الناس من دولهم إلى أوروبا و الآلاف يفقدون حياتهم في هذه المحاولات “.
الصحيفة : منظمات حقوق الإنسان تتهم ليبيا باساءة معاملة اللاجئين في البلاد !؟
السراج: ” بوجود أزمة سياسية واقتصادية كبيرة في ليبيا، لا أستطيع نكران أن هناك العديد من انتهاكات حقوق الإنسان ، لذلك نحن نطالب أوروبا والمجتمع الدولي بمساعدتنا في تحسين اوضاع اللاجئين ، نحن نرفض قمع حقوق الإنسان و لكن الاعمال الإجرامية تحقق أرباحاً من عمليات الاتجار بالبشر “.
الصحيفة : ذكرتم ان الوضع غير المستقر و ان لا سيطرة مطلقة لكم على البلاد ، و الميليشيات فى مختلف أنحاء ليبيا تعمل لصالح لنفسها اذاً كيف يمكن السيطرة على حدود فى هذا الوضع ؟
السراج : ” هذه واحدة من أكبر التحديات التي نواجهها ، هناك مشاكل اقتصادية، و الحيازة غير المشروعة للأسلحة، و الثغرات الأمنية ، لذلك نحن في أمس الحاجة للمساعدة “.
الصحيفة : هل يمكن القول أخيراً أن القوات الدولية هي من يستطيع وقف المهربين؟
السراج: المجتمع الدولي ترك ليبيا لفترة طويلة جدا و أدى ذلك لمشاكل عدة كالفراغ الأمني وانتشار التنظيمات الإجرامية و نأمل ان يفهم المجتمع الدولي الآن أخطائه ويساعدنا مرة أخرى كما نأمل أن لا يكون كلامهم مجرد وعود فارغة كما هو الحال حتى الآن .
الصحيفة : بشكل عام ، هل لديك فكرة عن من يتقاتل في ليبيا ؟
السراج: حيازة الأسلحة غير المشروعة في طرابلس مكنت عديد الجماعات المسلحة من الظهور طيلة السنوات الست الماضية ونحن نحاول دمج الجيدة منها في مؤسسات الدولة ومحاربة السيئة التى تريد عرقلة إعادة بناء الدولة ، نحاول كذلك تجنب القتال بكل الوسائل ومع ذلك فإن عناد البعض ومحاولاتهم تدمير الدولة يجبرنا على محاربتهم ، بشكل عام، نقول أن إطلاق النار يمكن أن يحدث في أي مكان و نحن لسنا استثناء “.
الصحيفة : أكبر منافسيك هو الجنرال حفتر الذى يسعى إلى السلطة و يتعاون بالفعل مع روسيا !؟
السراج: ” السيد خليفة حفتر أختير قائداً للقوات المسلحة من قبل البرلمان و لعب دوراً هاماً في مكافحة الإرهاب ببنغازي وبصفتنا حكومة توافقية، حاولنا التواصل معه لبناء مؤسسة عسكرية موحدة وطالبنا بعدم اقصاء أحد وأن يتحد كل القادة العسكريين تحت نظام سياسي موحد لأنه من المهم ان تكون المؤسسة العسكرية تابعة للقيادة السياسية ولسوء الحظ فان القوات العسكرية ترفض الالتزام ما يؤخر توحيد ليبيا “.
الصحيفة : هل تخشى الاغتيال؟
السراج: “كل من يحاول حكم او قيادة هذا البلد فى وقت عصيب كهذا ، يمكن أن يصبح ضحية ولكننا نعول على الناس و وعيهم ورغبتهم فى المصالحة الحقيقية “.
الصحيفة : بعد ست سنوات هل ما حدث فى ثورة 2011 خطأ تواجه ليبيا بسببه هذا الوضع المأساوي ؟
السراج: “ارتكبت عدة أخطاء خلال الثورة ، و ذكرت في وقت سابق أن المجتمع الدولي تركنا ما أدى إلى الانقسام السياسي الحالي ، إن حيازة الأسلحة بصورة مشروعة وغير مشروعة عقبة رئيسية أمامنا، إن حكومة الوفاق لا تملك عصاً سحرية لحل كل المشاكل ولكن من الواضح ايضاً ان الوضع قد يكون اسوأ بكثير “.