ليبيا – أكد عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي بأن الأزمة الإقتصادية وتدهور الأوضاع في ليبيا يمثلان نتاجاً للخصام السياسي الذي أتى بسبب عدم وجود أرضية صلبة تقف عليها الدولة الليبية فيما سيمثل تحقيق أي حالة من التوافق السياسي حلاً لجميع المشاكل في البلاد.
الدرسي أوضح خلال إستضافته في برنامج الحدث الذي أّذيع يوم الخميس الماضي عبر قناة ليبيا الحدث بأن الإستقرار السياسي يتبعه الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي بعد أن إنعكست الحرب في ليبيا على جميع المستويات الإقتصادية والعسكرية والآيدولوجية والمناطقية والمجتمعية وعلى الواقع الإقتصادي للمواطن متهماً في ذات الوقت أطرافاً لم يسمها في المشهد السياسي الليبي بإستخدام العصا لتجويع الشعب الليبي ولكي تقوده إلى حالة سياسية معينة.
وأضاف بأن العالم وافق على شرعية مجلس النواب لكنه لم يعطيه الأدوات التي تخدم الشرعية مثل المصرف المركزي والسفارات والنفط وغيرها من الأدوات لأن بقاء المال عند الصديق الكبير ليتحكم فيه يتسبب بإستمرار الأزمات فضلاً عن إستخدامه لدعم الإرهابيين الذين يأتون بجرافات الأسلحة لقتل الناس وتدمير المدن فيما يمثل المجلس إنعكاساً لجميع الحالات الإجتماعية والجهوية والفكرية وغيرها داخل المجتمع الليبي ما قاد إلى حالة طبيعية من التناقض في الآراء والإنقسام داخل البرلمان مبيناً بأن أكبر خطأ قام به مجلس النواب هو عدم الإلتزام بوثيقة فبراير التي نصت على وجوب تحقق إنتخابات لرئيس الدولة تكون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لوضع رئيس تنفيذي مباشر كانت قرارات ستحسن من الأوضاع في البلاد.
وتطرق الدرسي إلى مسألة وجود تحامل كبير على مجلس النواب بسبب عجزه فيما يبقى المجلس الغطاء الشرعي للجيش والدولة الليبية والجسم الذي يحفظ ليبيا كدولة واحدة متماسكة بحكم وجود جميع شرائح الشعب الليبي فيه مشيرا في سياق آخر إلى دولة عربية مجاورة حصلت فيها تظاهرات بعد تم إغلق باب التهريب وذهاب خيرات الليبيين إلى الخارج بأثمان زهيدة.
وأضاف بأن الخيارات للخروج من الأزمة الإقتصادية 3 خيارات بسيطة لا رابع لها وهي إما الرضوخ للضغوطات الدولية والموافقة على حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب والعودة لسلطة السويحلي ومعيتيق وكاجمان ليصار إلى رفع الحظر الإقتصادي المدبر وهو ما لا يمكن القبول به أو الإستمرار في دعم الجيش وبقوة وإغلاق جميع المنافذ الأخرى السياسية والحوارية وغلق باب الحوار بالكامل وهو ما سيترتب عليه حروب قد لا تنتهي أو المطالبة بحق تقرير المصير في برقة بعد أن قدمت مدينة بنغازي آلاف الشهداء مخاطبا في ذات الوقت كل الليبيين في الشرق والغرب والجنوب بشأن كون الحل في ليبيا سياسي وبأنه لا بد من التوافق والجلوس إلى طاولة واحدة للحوار لأن ليبيا ذاهبة إلى المجاعة والإفلاس والفقر والجريمة فيما يجب على وسائل الإعلام التقريب بين الأطراف وليس العكس.