ليبيا – أطلقت الوحدات الأمنية والعسكرية التونسية المتمركزة في المنطقة العسكرية العازلة في بن قردان أمس السبت أعيرة نارية في الهواء إثر سماعها طلقات نارية داخل ليبيا على مقربة من الحدود الفاصلة بين تونس وليبيا.
وأكدت الإذاعة الوطنية التونسية “الرسمية” نقلًا عن مصدر أمني أن هذا التحذير يأتي في إطار العمل المستمر واليقظة الدائمة على مستوى الشريط الحدودي الفاصل بين تونس وليبيا، مشيرةً إلى أن هذا التحذير موجّه للأطراف المتنازعة داخل الأراضي الليبية من محاولة التوغل أو الهروب واللجوء إلى الأراضي التونسية مهما كان انتماء هذا الطرف المسلح.
وقال المختص في الشأن الليبي مصطفى عبد الكبير وفقاً لصحيفة “العربي الجديد” إن الاستنفار الأمني يأتي على خلفية المعلومات الاستخباراتية المتداولة بخصوص وجود اشتباكات بين عناصر ليبية وأخرى متطرفة وأن بعض هذه العناصر تتحرك في ليبيا وتحديداً في المنطقة الغربية، مبيناً أن تونس عادة ما تتوخى أقصى درجات الحذر كلما كانت الأوضاع في ليبيا مضطربة.
عبد الكبير أضاف أنه لا يوجد خطر معين يهدد تونس حالياً و لكن هذه التحذيرات هي من باب الحيطة واليقظة، مشيراً إلى أنه يفهم أيضاً من هذا التحذير أنه رسالة لكل العناصر التي تفكر في التسلل إلى تونس بأنها متيقظة وأن أي تحرك سيتم رصده والتصدي له.
وإعتبر عبد الكبير أن الأوضاع في ليبيا غير مستقرة حالياً وأنه أمام تردي الأوضاع الأمنية والاشتباكات الحاصلة بعدد من المدن الليبية فإن الحذر مطلوب، لافتاً إلى أن تونس اتعظت من الأحداث الإرهابية السابقة.
وبيّن أن القوات الأمنية والعسكرية كثفت من إجراءات المراقبة وأن الجاهزية الأمنية أصبحت أكثر صرامة، مشيراً إلى أنه جرى الاتعاظ من الأحداث السابقة لتلافي أخطاء الماضي.
وقال رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل والعميد المتقاعد من الجيش التونسي مختار بن نصر إن اليقظة على الحدود متواصلة خاصة في ظل قانون الطوارئ الذي تعتمده تونس منذ أعوام، مؤكداً على أنه تم تركيز عديد من العناصر الأمنية والعسكرية على الحدود التونسية الليبية خاصة بالقرب من المنطقة العازلة.
وأوضح بن نصر أنه كلما لوحظ اقتراب مجموعات مسلحة ليبية أو من الحدود فإنه يتم التنبيه عليها بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية أو صدّها ومنعها من التوغل داخل الأراضي التونسية، معتبراً أن الفترة الحالية مختلفة عن حالة الانفلات التي عاشتها تونس إبان “الثورة” عندما عمدت بعض العناصر إلى التوغّل داخل التراب التونسي وقامت بتهريب السلاح.