البرعصي: رؤية حزب “العدالة والبناء” لحل الأزمة الليبية قاصرة ومبادرة السلام لا علاقة لها به

ليبيا – أكد نائب رئيس الوزراء السابق ورئيس المنظمة الليبية للسياسات والاستراتيجيات عوض البرعصي على أهمية إقناع ممثلي الأطراف الليبية بضرورة اعتراف كل طرف بمخاوف وهواجس الآخر والبدء في تقديم تنازلات مرضية للطرفين في إطار الاتفاق السياسي الموقع بينهما، مشدداً على ضرورة توسيع دائرة التفاوض فيه لتشمل كل قضايا الاختلاف بين الليبيين وتمثيل أقاليم ليبيا الثلاثة والمكونات المحلية والثقافية والسياسية.

وفي ما يتعلق بمبادرة السلام في ليبيا التي دعا فيها البرعصي لأهمية الالتفات إلى عمق وجذور الخلافات التاريخية بين الليبيين كسبيل مهم للوصول إلى ميثاق سلام قال البرعصي “قمنا بعقد حلقات نقاشية مع شخصيات معنية بالوضع العام في ليبيا بما فيها الخلافات التاريخية محاولة منا لفهم الواقع الليبي على حقيقته قبل وضع تصور للحل بالإضافة لإجراء عدد من الدراسات حول أثر الجغرافيا والديموغرافيا والخطاب الديني في الصراع في ليبيا”.

البرعصي إعتبر في حوار أجراه مع صحيفة “العربي الجديد” أمس الأحد أن المبادرة استفادت من تجارب عدد من البلدان التي زارها ومرت بحروب وصراعات داخلية واستطاعت الوصول إلى قدر من التفاهمات الداخلية لإنهاء أزمتها، مشيراً إلى أن مبادرته ليست معنية بوضع تفسيرات جاهزة للخلافات التاريخية وإنما ما تدعو إليه هو اعتراف كل طرف بمخاوف وهواجس شركائه في الوطن ومن ثم تقديم تنازلات متبادلة ترضي جميع الأطراف للوصول إلى التعايش المشترك في الوطن الواحد.

وأضاف البرعصي أن المبادرة ليس لها أي علاقة بحزب “العدالة والبناء”، مؤكداً على إستقالته من الحزب منذ فترة وعلى أنهم يعملون بمسارين أحدهما بعيد المدى يتعلق بتأسيس تيار يؤمن بالسلام والحوار ويضغط على أطراف الحرب للجلوس على طاولة التفاوض والمسار الثاني قصير المدى يرى أن الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات يمثل إطاراً للحل في ليبيا بشرط أن تتسع دائرة التفاوض فيه لتشمل كل قضايا الاختلاف بين الليبيين مع ضرورة إشراك كل الليبيين في الحوار.

وأكد البرعصي على أن المبادرة ستسعى إلى إقناع كل الداعمين الخارجيين بأهمية السلام في ليبيا لتحقيق مصالحهم وتوضيح أضرار الحرب بهذه المصالح لأن هذه الرؤية لا تتحقق إلا بإقناع كل المنخرطين في الصراع والحرب وداعميهم من الخارج بأن السلام هو الطريق الوحيد لتحقيق المصالح وتأمين المخاوف وأن السلام لا يتحقق مع الحرب أو استخدام الحرب كآلية لتحقيق توازنات موهومة تؤدي إلى السلام بل هذه التوازنات الموهومة تصنع حروباً جديدة وتفتح الباب على مصراعيه أمام مزيد من التدخلات الخارجية في القضية الليبية بحسب تعبيره.

وأشار البرعصي إلى وضعهم خلال الفترة الماضية خارطة طريق تفصيلية تتضمن الاتصال المباشر وغير المباشر مع الدوائر المستهدفة في المبادرة بالإضافة للبدء بعقد حلقات نقاشية أسبوعية وجلسات استماع مع أعيان من مختلف مناطق ليبيا وسياسيين وممثلين عن المكونات الثقافية والمناطق والجهات الليبية وحتى أطراف الحرب والصراع لمعرفة على وجه الدقة مطالبهم ومصالحهم ومخاوفهم.

وإعتبر البرعصي أن رؤية حزب “العدالة والبناء” لحل الأزمة الليبية قاصرة نظراً لعدم إدراك الحزب بأسباب الأزمة الحقيقية ولتعاطيهم الخاطئ معها واقتصار جهودهم على مدن ومناطق معينة وإغفال بقية المدن والأقاليم الليبية إضافة إلى أن الحزب يرى الأزمة الليبية ما بعد عام 2011 ولكنه لم يدرس الأسباب التاريخية للأزمة في البلاد.

Shares