المرصد – خاص
ليبيا – المخابرات الإيطالية لديها أدلة على أن قارب المنظمات الخيرية التي تنقذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط على صلة مع المهربين الليبيين ، كما يقول أحد كبار المدعين العامين الايطاليين .
ويقوم كارميلو زوكارو، وهو قاض صقلي و مدعي عام ، بجمع أدلة على أن تجار البشر فى ليبيا على صلة بالمنظمات الخيرية الاوروبية حتى أنهم أصبحو يرسلون قوارب محملة بحمولة مفرطة من المهاجرين من السواحل الليبية .
كما يقوم زوكارو بالتحقيق أيضا في مزاعم تتحدث عن ان المهربين يمولون بعض المنظمات ليكون لديها ما يكفي من سفن لالتقاط المهاجرين في البحر.
و ألمح زوكارو لوسائل الاعلام و الصحف الايطالية و فى حديث ترجمته و تابعته المرصد مع صحيفة التايمز البريطانية إلى أن أحد مصادر معلوماته قد تكون أجهزة المخابرات الإيطالية واضاف بان المعلومات التى يسلمها المُخبرين يمكن ان تكون غير دقيقة و لا تصلح للاستخدام فى المحكمة مؤكداً أنه لن يستطيع الاستفادة من هذه المعلومات ما لم تكن واردة من الشرطة .
ويأتي هذا التحقيق فى الوقت الذى تقوم فيه سفن خيرية عديدة باستقبال المهاجرين الذين يبحرون فى قوارب خشبية رديئة و واهية و متفككة .
الأعداد فى تزايد
و تشير الاحصاءات الاوروبية الى ان حوالي 37 ألف مهاجر انطلقو من ليبيا خلال الاشهر الاربعة الاولى من هذا العام ما يشير إلى أن العدد الكلي يمكن أن يتجاوز 250،000 مهاجر عند نهاية السنة .
و لقى حوالى 1000 مهاجر مصرعهم خلال الرحلات الاخيرة إما بسبب الغرق او بسبب اختناقهم بأبخرة الوقود المنبعثة من محركات القوارب.
وقال زوكارو انه لا يشك بارتكاب الجمعيات الخيرية الرائدة مثل منظمة أطباء بلا حدود ومنظمة انقاذ الطفولة التى تقوم بتشغيل قوارب انقاذ بأي ممخالفات.
الجمعيات غير الحكومية
وفي حين أن الجمعيات الخيرية قد تصر بأن عملياتها تنقذ الأرواح، يقول النقاد إنها تعطي التجار المزيد من الحوافز لاستخدام قوارب أرخص وأكثر تدميرا لوزيادة أرباحهم.
وقال متحدث باسم مركز مساعدة المهاجرين فى مالطا ان لا صلة لهم بمهربي البشر مضيفا أن كل عملية إنقاذ يقومون بها يجري تنسيقها مع خفر السواحل الإيطالي.
و تقول وكالات الإغاثة إنه إذا لم يكن ذلك مهماً بالنسبة لهم فإن عددا لا يحصى من المهاجرين سيهلكون في البحر .
اما جياني روفيني عضو منظمة العفو الدولية قالت : “الآن و منذ بعض الوقت تقوم المنظمات غير الحكومية بإنقاذ الأرواح في البحر و على من طعن و قال أن هناك صفقات مشبوهة بين مهربين مع المنظمات غير الحكومية تقديم أدلة ” .
خلاف سياسي فى إيطاليا
تحقيق زوكارو أثار أيضاً خلافا سياسيا في إيطاليا حول دور الجمعيات الخيرية التي توصل المهاجرين في الموانئ الإيطالية.
وقد أدانت حركة الخمس نجوم الإيطالية المعارضة الجمعيات الخيرية قائلة بأنها بمثابة خدمة سيارات أجرة للمهاجرين بينما ترد الجمعيات إن المهاجرين سيحاولون العبور حتى دون وجود سفن الانقاذ التى تعمل ببساطة على إنقاذ الأرواح.
وتقول الجمعيات الخيرية إن المهاجرين سيحاولون العبور حتى لو لم يكونوا هناك وأنهم ببساطة ينقذون الأرواح.
وخلال عطلة عيد الفصح أبحر 8500 مهاجر حيث بقيت القوارب الخيرية بالقرب من المياه الليبية بينما تعرقل عمل قوارب إنقاذ البعثة الأوروبية.
مهمة محفوفة بالغموض
وقال فابريس ليغيري رئيس وكالة دوريات الحدود التابعة للاتحاد الاوروبي ان المهاجرون يتحصلون على هاتف يعمل عبر الاقمار الصناعية و يطلب منهم المهربون الاتصال بخفر السواحل الايطالي عندما يصلون الى عرض البحر أما الآن فهم يبحرون باتجاه مواقع تواجد الجمعيات الخيرية.
و بالعودة الى القاضي زوكارو فهو يشتبه في أن المهربون انفسهم يتصلون ببعض الجمعيات الخيرية و عندما تغادر القوارب ليبيا فأن السفن الخيرية تشغل الأضواء الساطعة في الليل ليصل المهاجرين اليهم كهدف .
و يضيف ” هذا يثير مسألة ما إذا كان الامتثال لقانون البحار الدولي الذي ينص على إنقاذ الأرواح يمكن أن يصبح قانونا للتواطؤ ” .
و يقول زوكارو ” إذا كان المهربين يخبرون المهاجرين بأنه “يمكنهم الإبحار فى لحظة ما لأنهم اتصلوا بالمؤسسة الخيرية لتستخدم سفن المؤسسة التى تنتظرهم أضواء يمكن رؤيتها من الشاطئ فإن القانون الدولي لا ينطبق على هذه الحالة ” .
المصادر : التايمز البريطانية ، وكالة دوريات الحدود الاوروبية ، منظمة MOAS فى مالطا ، بيان العفو الدولية ، بيان حركة خمس نجوم الايطالية .
الترجمة : المرصد – خاص