حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب من تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” وتحولها إلى “الدين فوبيا” حيث يصبح العداء لجميع الأديان، جراء التمادي في اتهام الإسلام أو أي دين بالإرهاب.
جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الأربعاء في الجولة الخامسة من جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب بمشيخة الأزهر شرقي القاهرة، الذي يعقد حول «دور القادة الدينيين في تفعيل مبادرات المواطنة والعيش المشترك» بحضورالأمين العام لمجلس الكنائس القس أولاف فيكس.
وأضاف الطيب أن “مشكلة الأديان السماوية اليوم لا يُمكِن أن تُحلَّ بالانشغال بالصراع فيما بينها، وإنما الخطوة الأولى للحل هي إزالة ما بينها من توترات، ومن مواريث تاريخية لا يصح أن نصطحب آثارها السلبية، أو نستدعيها في الوقت الذي نواجه فيه نُذر معركة طويلة مع أعداء الأديان”.
وطالب شيخ الأزهر بالحذر من “أكاذيب الإعلام التي تربط الإرهاب بالإسلام، وتتهم المسلمين باضطهاد مواطنيهم من إخوتهم المسيحيين، وأن الإسلام أو الأزهر في أحدث مسرحياتهم المفضوحة وراء التفجيرين الإرهابيين الأخيرين، فمثل هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على عاقل يقرأ الأحداث وما وراءها قراءة صحيحة”.
وعقب تفجيرين كبيرين طالا كنيستين، شمالي البلاد، 9 إبريل/ نيسان الجاري، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات، طالت عدة انتقادات الأزهر واتهمته بأنه “مفرخة للإرهابيين”.
وتابع الطيب: “الحقيقة التي يثبتها الواقع.. هي أنَّ الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين، وستعلمون بعد ذلك أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنه لن يبالي في تعطشه للدماء أدم مسلم هذا الذي يسفكه أم دم مسيحي؟ فالغاية عنده ضرب استقرار الأوطان، ولتأت الوسيلة من مسجد أو كنيسة أو سُوق أو أي تجمع للبسطاء الآمنين”.
وأشار إلى أنَّه “في ظل هذه التحديات تصبح قضية المواطنة هي القضية الأولى التي يجب أن يَتحدَّث فيها قادة الأديان، لأنها الرد العملي على هذه الأوهام التي تجد من الدعم المادي والأدبي ما خيّل لهؤلاء المتوهمين، أن العمل على تحقيق هذه الأوهام جهادٌ في سبيل الله وعَوْد بالإسلام إلى عصور المجد والعزة”.
بدوره، قال القس أولاف فيكس، إن مجلس الكنائس حريص على الشراكة التي تربطه بمجلس حكماء المسلمين؛ لما له من جهود كبيرة في نشر السلام، ودعوة القادة الدينيين للحوار وتعزيز السلام العالمي.
وأضاف فيكس أن الإسلام بطبيعته دين منفتح على كافة الأديان والطوائف، وأن دعوة شيخ الأزهر لمبدأ المواطنة التي تساوي بين جميع المواطنين بغض النظر عن عقائدهم، تمثل أهمية كبيرة لتحقيق السلام بين كافة المجتمعات.
ودعا الدول الأوروبية ألا تفرق بين المسلمين والمسيحيين عند استقبالها للاجئين من مناطق النزعات.
وانطلقت مبادرة الحوار بين حكماء الشرق والغرب فى يونيو 2015 بمدينة فلورنسا الإيطالية بمبادرة من مجلس حكماء المسلمين بهدف نشر التعايش والسلام.
واحتضنت باريس الجولة الثانية مايو 2016، وانعقدت ثالث جولاته فى مدينة جنيف بسويسرا مطلع أكتوبر الماضى، فيما استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي الجولة الرابعة من الحوار في نوفمبر 2016.
ويضم مجلس حكماء المسلمين، مجموعة من علماء الأمة الإسلامية، وهو هيئة دولية مستقلة تأسست عام 2014، وتسعى للوصول إلى “مجتمعات آمنة توقر العلم والعلماء، وترسخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر”.
وتستمر الجولة الخامسة من جولات الحوار بين حكماء الشرق والغرب حتى الجمعة المقبل موعد إطلاق مؤتمر السلام بين الأزهر وبابا الفاتيكان فرانسيس خلال زيارته الأولى إلى مصر، المقررة يومي 28 و29 أبريل/ نيسان الجاري.