أقر زعماء ورؤساء حكومات الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مشروع الخطوط العريضة لإطار المفاوضات القادمة مع بريطانيا لتنظيم خروجها من تحت مظلة التكتل الموحد.
وشدد زعماء الدول والمؤسسات الأوروبية في ختام القمة التي جمعتهم اليوم في بروكسل على وحدة صفهم بشأن عملية الخروج البريطانية وكذلك على تمسكهم بعدة أولويات تتمحور حول ترتيب عملية الطلاق وضمان حقوق المواطنين.
وفي هذا الإطار حرص كل من رئيس الاتحاد دونالد توسك، ورئيس المفوضية جان كلود يونكر على رفع حدة اللهجة تجاه لندن بشأن حقوق المواطنين، حيث اعتبرا أنه “يتعين على لندن الاستجابة بسرعة وتسهيل الوصول إلى إتفاق للرد عل مخاوف ملايين المواطنيين”، حسب كلامهما.
ويشير يونكر وتوسك إلى ضرورة تسوية أوضاع أكثر من 3 مليون أوروبي يعيشون في بريطانيا و1,5 مليون بريطاني يعيشون في دول الاتحاد وكذلك عائلاتهم وهم المتأثرون بشكل أساسي بخروج لندن من الاتحاد الأوروبي.
وطالب المسؤولان الأوروبيان في مؤتمر صحفي مشترك في ختام القمة لندن بتقديم ضمانات حقيقية وواضحة لمستقبل المواطنين وتسهيل التوصل إلى إتفاق حول التسوية المالية للطلاق.
ولفتا إلى أن الأمرين المذكورين يعدان شرطان أساسيان للتحرك إلى الأمام، فـ”بدون تحقيق تقدم كاف على المسارين لا يمكن البدء بالحديث حول مستقبل العلاقات بين الاتحاد وبريطانيا بوصفها دولة مجاورة”، كما قالا.
واعتبر يونكر أن بريطانيا تعرقل حالياً عملية التوصل إلى تسوية سواء بشأن المواطنين أو بشأن تكلفة خروجها من الاتحاد.
أما توسك فقد تطرق إلى وحدة الصف الأوروبي في مواجهة بريطانيا، وقال “يخطأ من يعتقد أن الخلاف داخل أوروبا يصب في مصلحة بريطانيا”.
ولم يفت يونكر وتوسك التأكيد على صلابة الموقف الأوروبي ووحدته في هذه القضية دون إهمال جدية المشاكل التي قد تواجهها دول الاتحاد مستقبلاً خلال المفاوضات مع بريطانيا.
هذا وكانت بريطانيا قد أعلنت رسمياً في 29 مارس الماضي عن نيتها تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة والشروع بإجراءات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي ما يدخل الأخير في مرحلة جديدة غير مسبوق في تاريخه.