صحيفة إيطالية تكشف عن موقف السراج من الإتصالات بين حفتر و رئيس المخابرات الإيطالية

ليبيا – كشفت صحيفة ” ايمولا اليوم ” الايطالية المحلية اليومية عن اعتراض المخابرات الألمانية والهولندية اتصالات بين بعض السفن الخيرية التابعة لعدة منظمات غير حكومية ألمانية ومالطية وإسبانية مع قوارب ليبية تقل على متنها زوارق مهاجرين غير شرعيين. 

و قالت الصحيفة اليوم الأحد فى تقرير ترجمته و تابعته صحيفة المرصد أن اعتراض هذه الاتصالات كشف وجود السفن الخيرية داخل المياه الاقليمية الليبية لملاقاة زوارق المهاجرين المطاطية مؤكدة أن هذه السفن تغلق أجهزة إرسالها و ملاحتها عندما تدخل مياه ليبيا و لما يمكن بعد ذلك تحديد موقعها من قبل حرس السواحل الإيطالي إلا أنها تعيد تشغيل أجهزة الملاحة و الاتصال بعد إنتشالها للمهاجرين و مغادرتها نحو المياه الدولية .

مجموعة مهاجرين ايريترين خارج محطة قطارات تيبورتينا فى روما

و أشار التقرير الى أدلة أخرى إضافة لتقارير أجهزة المخابرات الألمانية والهولندية و عمليات التنصت و المصادر السرية كافادات بعض المهاجرين المغادرين على متن تلك القوارب و نوع التعليمات التي تلقوها من المهربين في بداية رحلتهم وأرقام الهواتف التي تم تسليمها لهم للاتصال و طلب مساعدة طواقم السفن الخيرية .

ولا يمكن استخدام هذه التقارير المخابراتية في التحقيقات الجنائية الإيطالية، كما أن المدعي و القاضي زوكارو الذي يتولى التحقيق لا يملك الا الإشارة إلى المحتوى الوارد في التقارير الواردة من دول أخرى و ذلك بحسب ذات التقرير الذي إنتقد عدم وجود أي رد فعل من المؤسسات الايطالية الاخرى و عدم اتخاذها اجراءات حقيقية نحو تحقيق جنائي تتحرك على اساسه الشرطة مؤكداً بأن قاضي التحقيق لا يمكنه التعامل مع مايحدث داخل المياه الليبية لا سيما و ان تلك المنظمات الخيرية لا تعمل داخل إيطاليا فى ظل شكوك بتواطؤ بعضها مع المهربين لملأ إيطاليا بالمهاجرين .

https://www.facebook.com/ObservatoryLY/posts/1913058658929400

و أضاف ” و لكن هناك حكومة أخرى لا يبدو أنها قلقة بشأن ما يحدث وهي الليبية و بالطبع فأن كلمة حكومة كبيرة جداً عليها ، الحقيقة أنهم لا يتعاملون مع هذه القضية بما فيهم الذين يتحكمون في المناطق القريبة من طرابلس بقيادة فايز السراج الذي يقود السلطة التنفيذية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي ، أو حتى فى الشرق ، فتنتهك السيادة الليبية على المياه الإقليمية في بلد ما زال في حالة حرب ولا سيطرة عسكرية له على ارضه و مياهه ، حتى أنهم لم يتدخلوا أبدا للدفاع عن مياههم الإقليمية ” .

كما اشار التقرير الى مذكرة التفاهم الموقعة بين الرئاسي و إيطاليا بشأن المهاجرين، التي أعدها رئيس الحكومة السابق ماتيو رينزي و صادق عليها خلفه باولو جنتيلوني قائلاً أن هناك نوع من التشوش لدى المخابرات الايطالية يترجم فى عدم الاهتمام بالتعامل مع عمل القاضي زوكارو .

https://www.youtube.com/watch?v=9xDiEdg7mGE

 

و تابع  ” الشكوك حول تواطؤ المنظمات الخيرية فى هذا الملف و تعاملها مع اطراف فى ليبيا غير واضح ، و من غير الواضح ايضاً ما إذا كانت هذه الاطراف تتبع لحرس السواحل الحكومي المعترف به، أم ميليشيات تابعة لطرف ما ” .

كما عرج التقرير على ناحية عدم وجود اتفاق يشمل كل الجانبين لوجود جزء كبير من الأراضي خارج سيطرة حكومة الوفاق و تحت سيطرة الجيش بقيادة حفتر ، ومن ناحية أخرى عدم احترام ايطاليا للاتفاقات مع ليبيا عبر عدم إرسال المعونة الاقتصادية المتفق عليها لها أو الوسائل التشغيلية اللازمة للسيطرة على السواحل الليبية .

رئيس المخابرات الداخلية الايطالية – ألبرتو ماننتي

و أضاف : ” صحيح أن الوضع حرج نوعا ما، وأن الاتفاق الأخير مع إيطاليا رفضه البرلمان فى طبرق و صدر به حكم طعن أمام المحكمة إلا أن السراج من جهته قدم ضمانات بأن دوريات خفر السواحل الليبي ستؤدي مهامها بأي حال من الاحوال ، كما أنه – أي السراج – أبلغ الحكومة الإيطالية عن إنزعاجه من الإتصالات المستمرة والوثيقة بين الجنرال حفتر ورئيس جهاز المخابرات الايطالية ألبرتو ماننتي ” .

و ختم التقرير بأن الحكومة الإيطالية إعتقدت بأنها حلت بعض التوترات بعد اجتماع روما يوم 21 أبريل الجاري مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن كوبلر و من ثم إجتماع للصلح بين اثنين من الخصوم و هم عبد الرحمن السوحيلي رئيس مجلس الدولة في طرابلس و عقيلة صالح رئيس مجلس النواب في طبرق و قال ” ذلك كان يشبه ثقبا في الماء حيث تراجع صالح بمجرد وصوله الى منزله فى ليبيا ويبدو أن كل فشل دبلوماسي سيكلفنا المزيد من موجات الهجرة سواء بتواطؤ المنظمات الخيرية او بدونها ” .

 

المصدر : صحيفة إيمولا اليوم الإيطالية 

الترجمة : خاص – المرصد 

Shares