ليبيا – أعرب محافظ مصرف ليبيا المركزي – البيضاء علي الحبري عن تفاجئه من خطوة البرلمان الاخيرة وسعيه لانتخاب محافظ جديد للمركزي ، مبيناً بأنه لا ينظر الى منصب وأنه مع ما تتخذه الشرعية التى أصدرت قراراً في وقت سابق بإقاله الصديق الكبير.
وجود المحافظ في طرابلس
الحبري أكد خلال استضافته عبر برنامج الحدث الذي يذاع على قناة ليبيا الحدث أمس الاحد وتابعته صحيفة المرصد عى أنه يحترم السلطة التشريعية لانها منتخبة من قبل المواطن مباشرة وأنه سيكون ممتثلاً دائماً لأي جسم منتخب بطريقة ديمقراطية من الشعب ، معرباً عن ترحيبه بانتخاب محافظ جديد من قبل البرلمان .
وبخصوص رأيه بوجود المحافظ في مدينة طرابلس قال:” هل تمكين المحافظ في طرابلس عملي ام غير عملي اذا نظرنا للمجتمع الدولي والكتابات الاخيرة ستجد ما كتبته ” اطلنتك كانسل” وتقول في شهر مارس 2017 ان اي حكومة تكون في طرابلس ستكون تحت رحمة الميليشيات يعني هل هذا المجتمع الدولي الذي يدرك من خلال مؤسساته أن العوامل الموجودة في طرابلس لا تؤهل أي شخص أن يمسك محافظ لأنه سيكون مسيطر على احتياطيات النقد الاجنبي وسيكون فاشل تماماً أمام الميليشيات التي تتسارع للحصول على النقد الاجنبي وبتالي في الحقيقة الذهاب الى طرابلس لم اتمكن منه شخصياً ولهذا وجود نائب المحافظ الاصلي مع محافظ جديد مع بقاء منطقتين للحركة وهي المنطقة الشرقية ممثلة في البيضاء وطرابلس ستكون عندك نوع من المراجحة في التحرك واستخدام قراراتك بشكل مناسب للمنطقتين وهذه طبعاً قوة اضافية للمصرف ولكن عندما تقول أن المحافظ ونائبه سيكونان في طرابلس صدقني فأنت تسحب البساط تماماً من تحت اقدامك أنا أقصد هنا مجلس النواب” .
واعتبر الحبري أن وجود ادارتين للمركزي افضل حالياً بسبب وجود الميليشيات في طرابلس ، مبيناً بأن الجميع ينادي بوحدة المؤسسة وهو منهم ولكن توحيدها متمثلة بمجلس الادارة واتخاذ القرارات التي تهم الناس يجب أن يتم من مجلس ادارة لأن المصارف المركزية لا تسيير بعقل فردي.
وبخصو تصريحات بعض النواب التى تتحدث عن استبعاده عن طريق تكليفه بمهمة في الخارج تزامناً مع جلسة انتخاب المحافظ قال الحبري:” لا هذا كذب وافتراءات لا علاقة لها بالحقيقة لأنه كان لدي اجتماع خارج ليبيا ولم يحدد مجلس النواب توقيت هذا الاجتماع “.
مقترح اعادة تشكيل مجلس ادارة المصرف المركزي
وكشف الحبري عن تقديمه لمقترح إعادة تشكيل مجلس الادارة للمصرف المركزي من جديد بنفس شخوصه ، مرجعاً ذلك الى أنه لا يريد التغيير لان تغيير الاشخاص خلال الازمات أمر حساس جداً ويؤثر تاثيراً سلبياً على سير المؤسسة المصرفية.
وأوضح محافظ مركزي البيضاء بأن المقترح الذي قدمه كان ينص على وجوده شخصياً بمنصب المحافظ وأن يكون محمد شكري هو النائب وأنه قد قدم هذا المقترح منذ شهرين لرئاسة المجلس وأنه أكمل المقتر بترشيح أشخاص آخرين من الجنوب والغرب مكان كل من طارق المقريف ومحمود الاسود باعتبار انهم لم يحضروا معه أربعة اجتماعات وحسب القانون لابد من تغييرهم ولا يوجد محاصصة لان المعيار كان مهنياً حسب قوله.
وتابع قائلاً :” أنا اقولها بكل بساطة وعلناً انا لو انتخبت محافظاً لن أذهب الى طرابلس لأنني متأكد من الفشل هناك فالاموال عندما تصرف بالقوة مألها الفشل “.
وأثني الحبري على المرشح لتولي منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي محمد الشكري وأنه يعرفه شخصياً وهو شخصية واعية وذات رؤيا وطنية ولديه فعلاً القدرة على أن يتولى منصب المحافظ ، مؤكداً على أنه يدعمه لتولي هذا المنصب بدون شك .
وقال الحبري بأن المحافظ اذا لم يسيطر على احتياطي النقد الاجنبي سيكون ضعيفاً جداً في المرحلة الحالية ، مرجعاً ذلك الى أزمات انهيار سعر الصرف وشح في السيولة والتضخم العالي وأن حل هذه الازمات يتطلب أدوات ومنها احتياطي النقد الاجنبي بمصرف ليبيا المركزي لأنه احد وسائل العلاج.
انتخاب محافظ جديد وتأثيره على الجيش
وبخصوص دور المركزي في دعم القوات المسلحة قال الحبري :” هنالك أشياء طبعاً لا يتم الافصاح عنها وهنالك اشياء ممكن الافصاح عنها وامر الجيش أنا اتركه للجيش إذا كان علي الحبري مثلاً بوجوده الحالي لا يدعم الجيش فالجيش هو من يقول ذلك أنا لا أريد أن أتفاخر بأنني أدعم الجيش لأني أنا أدعم في وطني الذي أراه كمثلث الاستقرار الامني بالنسبة لي رقم واحد لأن الاستقرار الامني هو الوسادة التي ينام عليها الاستقرار الاقتصادي والاستقرار الامني يأتي بدعم القيادة العامة للجيش هذه وجهة نظري وانا هنا لا اسوق لنفسي في الحقيقة انا املك من القدرة على قيادة هذه المؤسسة”.
ويرى محافظ مصرف ليبيا المركزي – البيضاء أن اختيار محافظ جديد في هذه المرحلة سيؤثر تأثيراً جوهرياً على القيادة العامة للجيش وأن هذا الامر غير قابل للشرح حالياً ، مرجعاً ذلك الى لؤيته أن الاستقرار الامني هو الرقم 1 والاستقرار الاقتصادي رقم 2 والجانب السياسي يأتي في المرحلة الاخيرة.
وبخصو الانباء التى تتحدث عن وجود عملية شراء للذمم لانتخاب شخص بعينه لمنصب المحافظ قال :” طبعا الله اعلم وانا شخصياً ضد الفساد لا احب هذه الممارسات ولا أحب من يساعدني اذا تم الوصول الى مناصب المحافظ ونائب المحافظ بهذه الطريقة فعلى الاقتصاد الليبي السلام لأن الاقتصاد النقدي سوف ينهار بالكامل وبتالي لا تلحق سعر الصرف ولا تلحق سيولة ولا تلحق تضخم وسيجد الشعب نفسه بنفس الوضع الذي حدث في دولة زمبابوي يعني تم الغاء العملة بالكامل ولجأوا الى الدولار فنحن لا نتمنى ذلك هذه المناصب يجب أن تكون كما جاء في القرآن “اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم” يعني هذا هو قرآننا ودستورنا حفيظ عليم هذه تحتاج الى انسان امين ومتعلم يعني بمعنى حليم بعلم الاقتصاد النقدي والاقتصاد الحقيقي فإذا كان فيه هذه الممارسات فأنا لا أعلم ولكن أنا شخصياً لا أؤمن بهذه الممارسات لا أريد من يساعدني ولا أريد من يتزلف لي ولن أخدم أحد”.
ودعا الحبري الى تأجيل مسألة انتخاب محافظ جديد للمصرف المركزي الى أن يتم الحوار السياسي وليس قبله ، مضيفاً أن أعضاء مجلس النواب أحرار هم ممثلين الشعب وهم أدرى الا أنه شخصياً وكمحلل للوضع يرى أن تظل مسألة إنتخاب المحافظ للحوار السياسي والوصول الى حل توافقي.
تقرير ديوان المحاسبة والحلول قبل شهر رمضان
وعن تقرير ديوان المحاسبة – طرابلس أكد الحبري بأنه ووفقاً للتقرير لقد سرق 86 % من الاعتمادات ، مبيناً بأنه هناك من أخذ اموال الشعب التى جائت من مبيعات النفط واشترى بها العملة الصعبة بسعر الصرف المدعوم واصبحت لديه أرصدة يعمل بها بالسوق وهنا لابد ان تتدخل الدولة حسب قوله.
وعن كيفية منح هذه الاعتمادات قال :” تمنح لان هذه الاعتمادات لمراكز القوة والميليشيات لاجل ان توفر لك حماية وهل تعتقد أن المسكين الصديق الكبير ينزل من الطائرة ويمشي من مكان الى آخر بدون حماية هؤلاء.. ؟ .. حتى المدة الاخيرة هجموا على بيته فهذه البئة الان خطرة جداً لا يوجد فيها نقاش وبتالي يجب ان تدفع ثمن الحماية وهو اعتمادات وشراء نفوذ وهكذا “.
وبخصوص عملية تمويل استيراد جديد للسلع قبل شهر رمضان وكيفية توزيعها كشف الحبري بأنهم قد أقحموا السلعة مع بطاقات الدفع الالكترونية وأنهم الان يطبعون 240 ألف بطاقة سيتم توزيعها على المواطنين ، مضيفاً :” من ضمنهم هنالك سلة اسمها سلة رمضان سلة الخير يعني ستوزع على 115 الف اسرة هذا الرقم الذي وصلنا له وهذه السلة ستكون مجانية مع البطاقة ومكوناتها هي :” 10 لتر زيت وشوال رز وصندوق طماطم و20 كيلو سكر 2 كليو شاي اخضر و2 كيلو شاي احمر و5 صناديق حليب معقم ايطالي و 20 كيلو دقيق هذه سلة رمضانية مجانية تمنح لمحدودي الدخل الذي حددهم صندوق الضمان وصندوق التضامن ومستحقي الزكاة ونحن هنا نتحدث عن 115 الف اسرة 28% سوف توزع في المنطقة الشرقية فقط لان هذه السلع للمنطقة الشرقية في الحقيقة”.
توزيع 400 دولار على المواطنين في طرابلس
وانتقد محافظ مصرف ليبيا المركزي – البيضاء توزيع مركزي طرابلس لـ400 دولارعلى المواطنين ، معتبراً أن هذا الاجراء هو توزيع للثروة وأن هذا الامر أسوأ شيء يمر به الاقتصاد الريعي.
واضاف :” لا تعد الناس بتوزيع الثروة ولكن قدم لهم وعود بإقتصاد مزدهر وبتوفير فرص العمل وبتحقيق النمو الاقتصادي وبتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة هذه هي اهداف المصرف المركزي أما توزيع الثروة فهو اكتساب للعواطف ونحن لا نكتسب في العواطف”.
وأكد الحبري في ختام حديثه بأن مركزي طرابلس أول مصرف في العالم يقوم بهذه الفكرة (توزيع 400 دولار) ، مبيناً بأنه لا يجوز توزيع الثروة فالمصرف المركزي من وظيفته التدخل في السوق الموازي عندما ترتفع الاسعار هذا واجبه من خلال ادارته للنقد الاجنبي وأن المستفيد الوحيد من هذه الخطوة هم المضاربين وأنهم هم أنفسهم من يأخذون الاعتمادات من مركزي طرابلس بالقوة والضغط والاكراه وأن أسمائهم مدرجة بتقرير ديوان المحاسبة – طرابلس .