بالصور .. واشنطن بوست تكشف تفاصيل مثيرة عن التحقيق مع أبوختالة ببنغازي بعد إعتقاله و نقله بحراً إلى سجنه فى أمريكا

ليبيا- كشف تقرير إستقصائي أعدته صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن خطوة محورية جديدة سيشهدها إستجواب الزعيم الميليشياوي الليبي أبو ختالة المتهم بالوقوف وراء الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي في مدينة بنغازي كريستوفر ستيفنس عام 2012.  

التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أشار إلى خضوع أبو ختالة لإجراءات قضائية بمحكمة أميركية إتحادية في العاصمة واشنطن وعلى مدى أسبوع كامل وهو ما سيميط اللثام عن تفاصيل جديدة عن ظروف أسره وإعتقاله من قبل السلطات الأميركية مضيفا بأنه وإبتداء من اليوم الأربعاء وعلى مدى 7 أيام ستعمل النيابة العامة ومحامي الدفاع على وضع جدول زمني مفصل عن التعامل مع أبو ختالة وذلك وفقا لما تم إعلام القاضي الإتحادي به بعد أن تم إستجوابه خلال 13 يوما في الخارج على متن سفينة تابعة لمشاة البحرية الأميركية من دون حظور محام للدفاع عنه.

وتم إستجواب أبو ختالة البالغ من العمر 46 عاما بعملية من خطوتين بعد أن تم إحتجازه في يونيو من العام 2014 عن طريق قوات العمليات الخاصة الأميركية في فيلا جنوب مدينة بنغازي وتم نقله بحرا إلى الولايات المتحدة.

وقالت النيابة العامة بأن أبو ختالة تنازل عن كتابة حقه ورفض الإجابة عن الأسئلة قبل كتابة لوائح الإتهام له بشأن 18 تهمة بشأن هجمات سبتمبر من العام 2012 بضمنها الإتهامات بقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز و3 أميركيين آخرين وقتل شخص في هجوم على منشأة أميركية وتقديم دعم مالي للإرهابيين وزعم بأنه ليس مذنبا.

تم إستجواب أبو ختالة من قبل فريق من الإستخبارات الأميركية لمدة 3 أيام إنتهت في الـ5 و45 دقيقة صباحا في الـ19 من يونيو وبعدها تم توفير فراش وسجادة للصلاة وملابس وقرآن ومواد للكتابة لمكان إحتجازه وحصل على مرات إستحمام مناسبة ووجبات للطعام.

وزعم محامي أبو ختالة قيام الولايات المتحدة بإختطاف موكله وتعريضه إلى مجموعتين منفصلتين من المستجوبين الأولى وحدة لجمع معلومات إستخبارية غير خاضعة لضمانات دستورية ومن ثم وحدة من الأف بي آي التي قرأت عليه حقوقه القانونية قبل جمع الدليل للمحاكمة الجنائية حيث تم التصميم عمدا على منع وصوله إلى محام وتركه غير قادر على فهم ما يجري من تنازل عن حقوقه القانونية.

ووفقا للدفاع فإن أي من لوائح الإتهام لأبو ختالة لم يتم صياغتها بعد مرور أكثر من 8 أيام من إستجوابه عن طريق عملاء الأف بي آي والتي لايمكن السماح بإعتبارها من الأدلة فيما خضع في وقت مبكر للإستجواب ولأكثر من 3 أيام عن طريق وحدة عليا للتحقيق مع المعتقلين تضم عناصر من القوات المسلحة والمخابرات وضباط إنفاذ القانون.

ومن المتوقع أن لا يحضر أبو ختالة إسبوع الإستماع الطويل في دار العدالة الإتحادية بالعاصمة واشنطن وفقا للمتحدث بإسم مكتب محاماة أميركي رفض التعليق على موقع المتهمين في الحجز.

صورة نشرتها واشنطن بوست لـ أبوختالة بعد إعتقاله فى ليبيا

وستوفر جلسة الإستماع أمام القاضي كريستوفر كيسي كوبير لمحة نادرة عن نظام العدالة الإجرامية الأميركي وتعامله مع المشتبه بهم بالإرهاب في البحر وهو ما تتخله السرية والمحددات القانونية فيما يجادل محامو أبو ختالة على مسألة عدم توجيه إتهام له في ظل الظروف المشابهة للإستجواب وقبل حضوره إلى المحكمة.

وعلى النقيض من ذلك فمن المتوقع أن يستمع القاضي كوبير لشهادة بشأن أبو ختالة من عنصرين من فريق الإستخبارات في جلسة مغلقة فيما سيتم عرض كافة المواد السرية بعيدا عن الرأي العام.

وتم إستدعاء 16 من الشهود إلى جلسات الإستماع ومن المتوقع حضورهم بأسماء مستعارة لحفظ سلامتهم فيما قال محامو أبو ختالة بأن العملية الأميركية لنقل وإستجواب أبو ختالة التي كلفت ملايين الدولارات تم التخطيط لها بدقة لإعداد ما عبروا عنه “بقرية بوتيكمن دستورية” أي خلق حماية ظاهرية لحقوق المتهم ولكنها ليست واقعية وجعل جلسات الإستماع على مدى أسبوعينجلسات غير مسجلة ومستمرة.

وقال أحد محامي الدفاع بأن أبو ختالة الحاصل على شهادة الصف التاسع قد تم إعتقاله إبان عهد معمر القذافي ولم يكن لديه أي فهم بقانون النظام والحريات الأميركي أو نظام العدالة الجنائية والتمييز بين مجموعات المستجوبين.

بعد أن إختتمت فرق الإستخبارات إستجوابها قالت النيابة العامة بأن محققي إنفاذ القانون والأف بي آي سألوا أبو ختالة في غرفة المقابلة التي تبلغ مساحتها 8 أقدام طولا و7 أقدام عرضا حيث تم تغيير الديكور وإضافة رسوم زهريات للجدران.

هذا وقد وقد تم وضع صورة تبين بأن أبو ختالة قد مات بعد أن أوسع ضربا خلال القبض عليه وتم أخذه إلى نيويورك مقيدا بالأغلال ومغطى الوجه ولايستطيع السمع والكلام مع سمعات أذن لتحقيق أعلى قدر من الإرتباك له وحينما طلب محاميا أخبروه بأن لا أحد موجود على الرغم من إمكانية سفر محام معه أو الحضور عبر دائرة فيديوية وفقا لما قاله محامين في مكتب الدفاع الإتحادي ومكتب لويس باتش للمحاماة في إلتماس قدموه إلى المحكمة.

ووفقا لمحامي لدفاع فإن أبو ختالة لم يحصل على محام لأن تواجد محام على السفينة غير ممكن وفي الحقيقة كان الأمر كذبة وكان من الممكن لكن الحكومة قررت عدم السماح به وإتهموا الحكومة بإطالة إجراءات الإستجواب على السفينة بذريعة عدم وجود طائرة أو بلد من الممكن الطيران منه بسرعة.

وأضاف الدفاع بأن الحقيقة تبقى ذاتها وهي أن أبو ختالة تم تشويشه وسجنه ومحاصرته في البرد القارص والضوء في غرفة ورحلة غير معلومة المدة والمسافة ولم يكن معه محام ليساعده.

وقالت النيابة بأن حقوق أبو ختالة قد تم تقديمها بدقة ومر يومان بين عمل فريقي الإستجواب وفقا لمسؤولين أميركيين وتم توفير فترات الراحة والرعاية الطبية وفرصة لأداء الصلاة وفرصة رفض الإجابة على الأسئلة لأبو ختالة وتم توفير فراش له وسجادة للصلاة وملابس وقرآن ومواد للكتابة وحمام ووجبات طعام.

ووفقا للنيابة فقد كتب أبو ختالة بخط يده وبالعربية والإنكليزية تنازلا ووقع عليه بأنه يفهم من خلال المحادثة بأنه يملك حق الحصول على محام حاضر معه في أي وقت ولكن يؤيد بأن يوم الـ21 من يونيو عام 2014 سيشهد حديثه من دون وجود محام.

المصدر : صحيفة واشنطن بوست الأمريكية 

إعداد التقرير الخبري و الترجمة : خاص – المرصد 

 

Shares