ليبيا – أكد رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان بأن وضع الجنوب زاد إلتهابا بعد “الجريمة النكراء” بقاعدة براك الشاطئ والتي لا يقوم بها إلا من تجرد من مقومات الإنسانية فيما ستستمر إستباحة حقوق أهل فزان ما لم يتحلوا بالجسارة والحماس والجدية والإندفاع لنيلها.
زيدان أوضح خلال إستضافته في برنامج سجال الذي أذيع أمس الأحد عبر قناة ليبيا روحها الوطن وتابعتها صحيفة المرصد بأن ما جرى مثل إستهانة وعدم إكتراث لايمكن السكوت عليهما في مسألة إعطاء الأوامر من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق و”وزارة الدفاع المفوضة” بحكومة الوفاق وهو ما قاد إلى مقتل 70 شخصاً فيما لا يتم تحديد الجهة المسؤولة عن مقتلهم نافياً في ذات الوقت موافقته على إرسال القوة الثالثة إلى الجنوب إبان توليه مهام رئاسة الحكومة فيما إنتهت الآن مبررات مجيئها بعد إن إنتهاء المشاكل بين أهل الجنوب.
وأضاف بأن رئاسة الأركان كانت تتبع المؤتمر الوطني العام عندما كان في الحكومة وكل القرارات التي تصدرها كانت بعيدة عنها حيث كان المؤتمر معادياً له طوال تلك الفترة ويتخذ قرارات كثيرة لا تصل إليه مشيراً إلى أنه وحكومته وقفا بالضد من مسألة أرسال أي قوة إلى الجنوب أو مدينة بني وليد أو أي منطقة أخرى.
وأشار زيدان إلى أن أهل الجنوب ميالين للحسنى وأهل حلم وعقل وحكمة وحسن تدبير فيما يقع اللوم على من بيده المسؤولية في ليبيا لكي يتقي الله في هذه المنطقة التي أتى إليها المعتدون من أقصى الشرق من مدينة بنغازي مشيراً إلى أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لاقدرة له ولا كفاءة لاسيما وأن الأعضاء فيه عن فزان هم من حزب العدالة والبناء وهو أمر غير مقبول فيما يتحمل هذا المجلس المسؤولية عما جرى في الجنوب بوصفه القائد الأعلى للجيش.
وشدد زيدان على أن ما قام به المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لا يرقى إلى أدنى حد من المسؤولية التي ينبغي أن تناط بمثل هذا المجلس الذي جاء ضد إرادة الشعب الليبي وبإرادة بعض الدول في المجتمع الدولي حيث ضاق الليبيون ذرعاً به بعد أن عجز عن إيجاد الحلول مشيراً إلى وجود من أدانوا هذا الأداء السيء للمجلس من مدينة مصراتة.
وأضاف بأن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج رجل مؤدب وخلوق وهادئ والأمر يحتاج لشخصية حازمة صارمة قادرة على إتخاذ المواقف وتحمل مسؤوليتها فيما يسعى السراج إلى مهادنة المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس وهو ذات الأمر الذي قام به زيدان مشيراً إلى أن اللقاءات التي جمعت السراج بقائد الجيش المشير خليفة حفتر لن تحقق شيئاً لاسيما في ظل وجود معطيات بشأن قيام رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بفرض أعضاء لجنة الحوار النيابية فضلاً عن عجز السراج عن التواصل مع باقي الأطراف.
وأشار زيدان إلى أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق تتجاذبه جميع القوى وهي قوة الجضران والمهدي البرغثي الذي نتج عنها فيما ينتمي كل عضو إلى مجموعة تتحكم وتسير فيه حيث لا يستطيع عبد السلام كاجمان التصرف إلا بتوجيه من حزب العدالة والبناء ومثله أحمد معيتيق وعلي القطراني ولكل منهما له توجهه الخاص.
وطالب زيدان أهل الجنوب بأن يتحررو من قضية فبراير وما قبل فبراير ويتفاهموا مع بعضهم مبيناً بأن فبراير جاءت لإرساء الدولة وحق المواطنة بغض النظر عن الخلفية السياسية.