ليبيا – تواصل الشرطة وأجهزة الأمن البريطانية جهودها لتحديد ما إذا كان الليبي سليمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر يعمل بمفرده كـ ” ذئب منفرد ” أو انه جزء من شبكة أوسع ساعدته في عملية التفجير الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية و هو الذي لم تجد له الشرطة أي دليل حتى الان بحسب ذا غارديان البريطانية .
وحتى قبل الكشف عن اسم العبيدي ، تساءل العديد من أعضاء الجالية الليبية في جنوب مانشستر عما إذا كان الانتحاري سيكون أحدهم و ربما أحد الشبان الذين قاتلوا في ليبيا خلال ثورة 2011 ثم عاد بعضهم إلى منازلهم فى بريطانيا و ذلك بحسب ذات الصحيفة .
و أضافت ” : لم يخطر فى بال أحد أن العبيدي الشاب الصغير المتخلف قليلا و الذي يحترم دائما شيوخه سيصبح يوماً قاتلا جماعيا ” .
“سليمان ! أنا مندهش ، هذا ماقاله أحد أعضاء الجالية الليبي في مانشستر للغارديان و أضاف ” هذا الصبي الهادئ كان دائما محترماً جدا بالنسبة لي هو و شقيقه اسماعيل ، ولكن سليمان كان هادئاً جدا. انه شخص غير محتمل لفعل ذلك “.

و تابعت ذا غارديان : ” كان الإخوة يتعبدون في مسجد ديدسبري، حيث والدهم، المعروف باسم أبو إسماعيل شخصية معروفة بين الجالية الليبية و يقيم الصلوات الخمسة و الأذان و لديه صوت جميل تماما وأولاده تعلموا القرآن عن ظهر قلب ”
و يعتقد أن أبو إسماعيل العبيدي الذي عمل كرجل مغترب في مانشستر التي جائها من طرابلس رفقة زوجته سامية، أن يكون في مانشستر. وقال صديق العائلة للصحيفة “انه يأتي ويذهب بين هنا و ليبيا و لا أستطيع أن أصدق أنه كان قد تشبع بالتطرف في طرابلس.
و فى شهادة مثيرة ، قال الداعية محمد سعيد، وهو شخصية ليبية دعوية بارزة في مسجد ديدسبري والمركز الإسلامي بمانشستر أن سليمان العبيدي كان ينظر له بعين مليئة بالكراهية بعد أن ألقى خطبة تنتقد داعش وأنصار الشريعة في ليبيا.
وقال سعيد إنه خطب خطبة قوية ضد الإرهاب وحرمة النفس البشرية عام 2015 وقال ان حوالي 2،000 شخص من رواد المسجد كانو موجودين إعترض و انتقد القليل منهم ما جاء فى خطبته .
و أضاف ” أظهر لي سليمان الكراهية المطلقة بعد تلك الخطبة حتى إن أحد الأصدقاء كان قلقاً جداً من جلوس أبنائه البالغين بجانب العبيدي الذى كان و كأنه يريد مهاجمتي ” .
و أشار سعيد الذي ولد في ليبيا، وجاء إلى بريطانيا في 1980 الى انه يشعر بالقلق من احتمال تعرضه لحملة مناهضة الا انه قال ” يجب ان اتحدث لحماية مجتمعنا و الابرياء”.
https://youtu.be/muXTV5ywNYs
وقال إن مسجد ديدسبري كان مكانا معتدلا رحب بالمسلمين من الجزيرة العربية وأفريقيا وآسيا وأوروبا كما أنه خصص يوماً مفتوحاً فى كل اسبوع لغير المسلمين لتعريفهم المزيد عن الاسلام و المسجد و لكن ومع كل ذلك كان هناك مشاكل أخرى في المجتمع الليبي فى مانشستر .
و أشارت ذا غارديان الى الليبي عبد الرؤوف عبد الله البالغ من العمر 24 عاما الذي كان قد حكم عليه السنة الماضية بالسجن لمدة تسع سنوات ونصف بعد ادانته بتمويل الارهاب والتحضير لاعمال ارهابية و مساعدة عدد من العناصر فى السفر إلى سوريا لعدم تمكنه من السفر بنفسه لأنه يعاني من الشلل النصفي فى نصف جسده الاسفل بعد إصابته خلال ” الثورة الليبية ” سنة 2011.
وكان ستيفن جراي أحد الأشخاص الذين ساعدهم عبدالله في الذهاب إلى سوريا بعد ان اعتنق الإسلام إثر مغادرته القوات الجوية الملكية البريطانية في عام 2004 قد حكم عليه أيضاً بالسجن لمدة تسع سنوات بعد إدانته بارتكاب جرائم إرهابية.
و أكد صديق للعائلة بحسب ذا غارديان ان سليمان العبيدي و الموقوف عبد الله تعرفا على بعضهما البعض و أضاف : “كل الجالية الليبيين في مانشستر تعرف بعضها البعض”. و علقت الصحيفة بأن هذه العلاقة ستخضع للتدقيق مجدداً من قبل الشرطة و جهاز المخابرات البريطانية .
المصدر : ذا غارديان البريطانية
الترجمة : خاص – المرصد