تحقيق : هل كان ” مسجد ديزبري ” الذي إرتاده منفذ هجوم مانشستر و عائلته منبراً لنشر التطرف بين الليبيين ؟!

ليبيا – منذ أن أُعلن أمس الثلاثاء عن هوية منفذ عملية تفجير مانشستر الليبي سليمان رمضان العبيدي إنصبت وسائل الاعلام المحلية و البريطانية على معرفة تفاصيل حياته و اسرته و علاقاته و انشطته فى محل اقامته جنوبي مانشستر  البريطانية .

و فى كل تقارير الصحافة البريطانية تكرر ذكر اسم مسجد ديزبري الذي كان يأمه رمضان بلقاسم العبيدي والد المنفذ سليمان  و قد اشارت بعض التقارير الصحفية كصحيفة الغارديان الى معلومات متضاربة حول توجهات المسجد و من يإمونه .

مسجد ديزربي في مانشستر – الانترنت

و قال تقرير للصحيفة نقلاً عن ليبيون يقيمون بمانشستر و هم من رواد المسجد أن رمضان العبيدي خطب فيه ذات مرة خطبة مناهضة لتنظيم داعش فيما قال آخرون للصحيفة ان المسجد كان معتدلاً و على كل حال فأن الانتحاري سليمان و والده كانو زائرين يوميين له فيما كانت ربة الاسرة ( والدة المنفذ )  تُدرس فيه القرآن لبعض ابناء الجالية المسلمة بالمنطقة   .

و يرتبط أيضاً رمضان العبيدي والد منفذ هجوم مانشستر وفقاً لصحفيين أجانب بعلاقة متينة جداً مع مفتي المؤتمر العام الشيخ الصادق الغرياني و نجله سهيل و هم دائمي التردد على مدينة مانشستر التي أسسا فيها قناة التناصح الفضائية قبل ان تنتقل الى طرابلس و قد ألقي القبض عليه مساء اليوم الاربعاء فى طرابلس رفقة نجله هاشم على يد قوة الردع الخاصة .

لكن شهادات اخرى أظهرت عكس ذلك حيث قال بعض اعضاء الجالية أن المسجد يروج و فى أكثر من مناسبة لأفكار متطرفة متشددة بعلم إمامه الليبي المصطفى عبدالله خليفة قراف و ذلك بالرغم من إصداره بيان إدانة للعملية الارهابية فى مدينة مانشستر باسم المسجد و بالاشتراك مع المركز الاسلامي بالمدينة .

الداعية و الامام الليبي مصطفي قراف

و تشير وثيقة أمنية من أرشيف جهاز الامن الداخلي اطلعت عليها المرصد  بأن قراف و هو من مواليد 1970 فى الزاوية  بمحلة ابوعيسى قد كان مصنفاً للأجهزة الامنية السابقة على انه منتمي لتنظيم الجهاد و بأنه عاد الى ليبيا لأول مرة منذ التسعينات فى 14 اغسطس 2004 عن طريق لجنة تسهيل العودة التابعة لجهاز الامن الخارجي الذي كان يترأسه حينها أبوزيد دوردة .

وثيقة ارشيفية من جهاز الامن الداخلي سابقاً جول تصنيف إمام مسجد مانشستر مصطفى قراف

اما بعض شهادات السكان تؤكد أن قراف يقوم ومن منبره  بإلقاء الخطب والمحاضرات التي تدعو إلى التطرف و كذلك عبر حسابه على موقع فيسبوك بدعم جماعات متطرفة كمجلس شورى ثوار بنغازي و سرايا الدفاع   .

تدوينة للشيخ قراف فى اطار حملة اطلقها لدعم مجلس شورى ثوار بنغازي المرتبط بتنظيم القاعدة – فيسبوك

و قال الصحفي الامريكي جيمس ويلر المهتم بالشأن الليبي أن غراف مرتبط بالارهابي العبيدي و عدد آخر من الارهابيين واصفاً المسجد بأنه سيء السمعة  .

و يشارك قراف بشكل دوري فى انشطة دعوية و سياسية داخل و خارج المملكة المتحدة كان آخرها المؤتمر الخاص بليبيا الذي انعقد في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل و شارك فيه رفقة عضو الرئاسي محمد عماري زايد المقيم سابقا بمانشستر و الذي يرتبط معه بعلاقة وطيدة ، وفقاً للصحفي ويلر و عقب ذلك المؤتمر وصف غراف سفيرة ليبيا فى الاتحاد الاوروبي بالمعتوهة و قال انه و العماري بينا جرائم حفتر و اعلنا دعمهم لحكومة توافقية فيما لم يخفي مناهضته المطلقة لمجلس النواب   .

مصطفى قراف رفقة عضو الرئاسي محمد العماري زايد فى مؤتمر بروكسل

و يقول بعض رواد المسجد السابقين  ان “قراف” قام بإقناع عدد من الأجانب بدخول الإسلام إلا أن البعض يتخوف من أن يكون قد أقنعهم بنسخة متشددة للإسلام المتطرف.

الداعية الليبي مصطفى قراف رفقة عدد من الاجانب ادخلهم الاسلام فى مانشستر

و بالعودة الى خطبه و منشوراته عبر صفحته الشخصية على فيسبوك يبدو أن إمام مسجد ديزبري الليبي يدعم و بقوة  شورى و سرايا الدفاع عن بنغازي و قد أظهر ذلك فى بعض خطبه على منبر المسجد كما أنه كان داعماً و بقوة لعملية فجر ليبيا سنة 2014 و قد قاد حينها مظاهرات مؤيدة لها و منددة بدولتي مصر و الامارات العربية المتحدة   .

منشور من صفحة قراف على فيسبوك خلال مظاهرة فى لندن مؤيدة لعملية فجر ليبيا – 2014
Shares