بقلم عيسى عبدالقيوم – شكل لقاء القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر مع رئيس المجلس الرئاسي المقترح فايز السراج فى ابوظبي بالامارات العربية المتحدة محطة مهمة وفاصلة فى الحراك الليبي المتسارع .
محطة حركت فى بداياتها الماء الراكد محلياً ودولياً ، قبل ان يعجز السيد السراج عن اكمال المشوار والحضور الى الجولة الثانية فى القاهرة ، مما دفعني للبحث وراء السؤال: لماذا لم يحضر السراج لاستكمال استحقاقات لقاء ابوظبي المدعوم دولياً وللتباحث عن ما جرى فى الجلسة الثنائية؟!
فطلبت مقابلة مع القائد العام المشير حفتر ، واثناء اللقاء استفهمت منه عما جرى فى تلك الجلسة غير المعلنة من اجل ان يعرف الرأي العام الليبي والدولي ما حدث ، ولماذا انقطع المشوار بشكل مفاجىء ، فتحدث عنها كاشفاً للمرة الاولى والحصرية بعض تفاصيلها حيث انطلق فى حديثه بالتاكيد على انه التقى السراج بشكل منفرد .

مضيفاً انه شرح له الموقف السياسي والوضع على الارض .وان دول الجوار والمجتمع الدولي يعولون على هذا اللقاء كثيرا ، وبأنهم اذا ما حسنت النوايا ووضعوا مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار قد يوفّقون الى احداث انفراجة مهمة فى المشهد المتأزم ، واضاف المشير انه اكد للسراج على الوضع المزري الذي تعيشه البلاد على جميع الاصعدة ومعاناة المواطن الليبي رغم ما قدم من تضحيات وما يملك من ثروات وأنه لابد من إيجاد حل بشكل عاجل.
وشدد المشير موجهاً حديثه للسراج حرفيا : “نحن لم نتدخل فى شئونكم منذ رشحتم واكتفينا بواجبنا فى بناء الجيش وتعزيز الامن ومحاربة الارهاب ، ويبدو واضحاً انكم وصلتم الى طريق مسدود على المستويين السياسي والخدمي”.
واضاف المشير حفتر بانه اكد للسراج انه لا يريد التحدث عن الماضي وانه هنا من اجل الاهتمام بالحاضر والمستقبل وانه حرص على ان يكون اللقاء ثنائياً حتى يتمكنا من الحديث بكل شفافية وصراحة وان يطرح كل منهما ما لديه بدون تحفظ وبكل وضوح .
ونوه الى انه عند هذه النقطة شدد على انه لديه جملة من الثوابت والمبادىء التى لا يمكن ان يتخلى عنها ، واضاف موجهاً حديثه للسراج : ” اذا اتفقنا على قيمة واهمية هذه الثوابت ربما يكون فى وسعنا تحقيق انفراجات اكبر”.
ويضيف المشير قائلا : “عندما طلبت منه ان يقدم ما لديه من مقترحات او مبادرات أجاب السراج بانه جاء فقط لجلسة كسر الجمود والتقاط صورة من اجل اثبات ان الامور تعود لمجاريها” وانه طلب فقط اتفاق تهدئة فى الجنوب ، وهو ما صدم المشير بحسب وصفه ، مؤكداً بانه كان يتوقع عرض بنود وقضايا خلافية للنقاش والتحاور .
سألته :وهل عرضتم عليه انتم اي بنود او افكار للنقاش؟!
فأجاب بانه قدم للسراج بشكل مكتوب عدة نقاط ، ان السراج اطلع عليها وناقشها معه ووافق عليها بشكل مبدئي طالباً مهلة لعرضها على جهات اخرى فى المنطقة الغربية .
- عندها سألته هل تلقيتم منه اي رد؟!
– اجاب بانه لم يتلق اي رد حتى الان .
- استفسرت منه عن امكانية الاطلاع على تلك النقاط فأعطاني نسخة منها فوجدتها تتمحور حول التالي :
1 – ليبيا دولة واحدة غير قابلة للتقسيم.
2 – الجيش الوطني الليبي هو الجيش الوحيد في الدولة ولايسمح باي قوة موازية له والجيش يشمل كل من يحمل رقما عسكريا بصورة قانونية ويخضع لقانون المؤسسة العسكرية.
3 – لا سلطان للحكومة على الجيش وتكون تبعيته للمجلس الرئاسي بعد الاتفاق على شكله وصلاحياتها ومكوناته.
4 – الرفض القاطع لاي تدخل اجنبي في بناء هيكل الجيش الليبي وتنفيذ الترتيبات الامنية فى كل مدن ليبيا وعاصمتها.
5 – الجيش هو المسؤول عن حماية مقدرات الشعب الليبي مثل الموانىء النفطية ومصادر المياه وحقول النفط والغاز والحدود الدولية .
6 – يجب ان تتحرر السلطة التنفيذية المتمثّلة في الحكومة المقبلة من هيمنة اي تيار أيدولوجي او حزبي او مناطقي او مليشياوي.
7 – اعتبار تنظيم داعش والقاعدة وانصار الشريعة والجماعة الليبية المقاتلة والاخوان المسلمون وما يسمى بسرايا الدفاع عن بنغازي تنظيمات ارهابية.
8 – حل المليشيات بمختلف توجهاتها ويتم الاتفاق على الية قانونية تنظم عملية حل التشكيلات واعادة ادماجها واقتراح البدائل لمن لا يرغبون فى الاندماج بالمؤسسة العسكرية .
9 – لا سلام ولا امن في ليبيا مع انتشار السلاح لذا يحظر امتلاك السلاح خارج الدولة وينظم القانون ما هو مسموح به للافراد.
10 – اي اجراء خارج نطاق الإعلان الدستوري وتعديلاته يعد باطلاً .
11 – مواصلة الحرب على الارهاب وفق ما سبق تعريفه حتى القضاء عليه نهائيا من اجل سلامة الوطن وانطلاق عملية التنيمة.
12 – مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط والهيئة الوطنية للاستثمار مؤسسات سيادية لا تخضع للحكومة .
و يضيف عبدالقيوم مستكملاً حواره الحصري : عدت للتأكد على السؤال و قلت : هل اطلع السراج على هذه النقاط وناقشها معكم ؟!
فكانت الاجابة من المشير بالتاكيد على ذلك وانه فقط طلب مهلة لعرضها على جهات فى المنطقة الغربية لم يسمها مع طلب التهدئة فى الجنوب ، وهو ما وافق عليه القائد العام وتم تضمينه فى البيان المشترك ، وقامت قوات تعمل تحت شرعية المجلس الرئاسي بخرقها قبل ايام باقتحام قاعدة براك الشاطىء .
وعن سؤال حول اهم ما جرى مناقشته فى تفاصيل النقاط التى سبق عرضها ؟!
يجيب المشير حفتر بانه اقترح ان يكون المجلس الرئاسي من ثلاثة اشخاص فقط وان يُفصل عن الحكومة التى يكلف بتشكيلها شخصية وطنية مستقلة ، وان يمثل المجلس الجديد بصفاتهم كل من رئيس البرلمان والقائد العام ورئيس المجلس الرئاسي الحالي ، وان يمثل فقط رئاسة الدولة ويفصل – أي الرئاسي – عن المستوى التنفيذي ليكون من ضمن صلاحياته تكليف رئيس وزراء لتشكيل الحكومة واعتمادها وتعيين السفراء والبعثات الدبوماسية فى الخارج .
واضاف المشير حفتر قائلا فى معرض إجابته : وفى حالة عدم الرغبة فى وجود الجيش ضمن تشكيلة الرئاسي بشكله الجديد ، اقترحنا ضمن جملة المبادىء الغاء المادة الثامنة التى اسقطها البرلمان من اي اتفاق وان تنقل صلاحيات القائد الاعلى الى القائد العام فى المرحلة الانتقالية فقط وان تعاد بعد انتخاب رئيساً للدولة .
يشار إلى ان السراج كان قد التقى المشير حفتر فى مدينة المرج بتاريخ 30 يناير 2016 وعرض عليه الاخير يومها حزمة من المقترحات وافق عليها اثناء الجلسة وغادر طالباً مهلة لمشاورة بقية اعضاء الرئاسي ولم يعد منذ ذلك التاريخ ولم يرسل اي رد عليها حتى الان ، فهل سيرد السراج على مقترحات ابوظبي ام ان فى غيابه عن لقاء القاهره يكمن الرد !!.
كتب النّص و حاوره الصحفي / عيسى عبدالقيوم
المرصد – خاص