” تيلغراف ” تفجر مفاجأة من العيار الثقيل فى إطار تحقيقات قضية الإنتحاري سلمان العبيدي

ليبيا – قالت صحيفة ” دايلي تيلغراف ” البريطانية أن انتحاري مانشستر الليبي البريطاني سلمان العبيدي كان قد اطلعت السلطات البريطانية و بشكل متكرر على ما يفيد بتوجهاته المتطرفة الا انه لم تقوم بإيقافه .

و فى مفاجأة من العيار الثقيل ، قالت الصحيفة ستوجه الانتقادات لأجهزة مكافحة الاٍرهاب البريطانية بعدما تبين أن سلمان العبيدي قال لأصدقائه ذات مرة بأنه من المقبول أن يكون الشخص انتحاريا وقد أدي كلامه الي اتصال الاصدقاء بالشرطة و ابلاغها بحديثه و قد فوتت الفرصة ولم تحقق معه .

وتشير مصادر تيلغراف فى تقرير نشرته اليوم السبت ترجمته و تابعته المرصد إلى أن السلطات أبلغت بالخطر الذي يشكله العبيدي في خمس مناسبات منفصلة على الأقل خلال السنوات الخمس السابقة.

مسجد ديزربي في مانشستر – الانترنت

وكانت السلطات تدرك أيضا أن رمضان العبيدي والد سلمان مرتبط بمجموعة إسلامية شهيرة معروفة في ليبيا و محظورة في بريطانيا كما انها تدرك ان له صلات مع العديد من الجهاديين الذين يتخذون من بريطانيا مقرا لهم ومنهم من لديهم صلات بتنظيم داعش ، بحسب تيلغراف .

https://youtu.be/fOYjwJ2OFS4

و تقول الصحيفة ، ان الاخفاقات بدأت تتضح يوم تصاعدت انشطة الشرطة البريطانية و حملتها للبحث عن خلية العبيدي الارهابية و تم خلالها دهم “مصنع المتفجرات ” المشتبه فيه بتصنيع الجهاز المتفجر المستخدم فى الهجوم .

و تضيف بأن اعتراف وزير الداخلية البريطاني عن ان العبيدي كان معروفا لدى أجهزة الاستخبارات دفعت مسؤولي مكافحة الإرهاب للاستعداد لتلقى الانتقادات بشأن إخفاقاتهم الواضحة .

اثناء تفتيش خبراء المتفجرات البريطانيين لمنزل عائلة رمضان العبيدي فى مانشستر

وتصاعد الحديث عن الفرص الضائعة للقبض على العبيدي بعد ما نشرته  صحيفة “تلغراف” فى لقاء مع زعيم محلي فى الجالية المسلمة بمانشستر قال إنه أبلغ عن سلمان  قبل عامين لشعوره بأنه منخرط في التطرف والإرهاب”.

وقال محمد شفيق، الرئيس التنفيذي لمؤسسة رمضان: “أعرب الناس في المجتمع المسلم بمانشستر عن مخاوفهم بشأن الطريقة التي يتصرف بها هذا الشاب وقد تصرفو بالطريقة الصحيحة و عبر القنوات الصحيحة ايضا ”  .

و أشارت الصحيفة الى ان اثنان من اصدقاء العبيدي كانو قلقين للغاية حيث اتصلا هاتفيا بخط ساخن  ( رقم طوارئ ) يعود لشرطة لمكافحة الارهاب و ابلغو عن صديقهم ، مرة  قبل خمس سنوات ،  ومرة ​​اخرى العام الماضى.

رمضان العبيدي والد سلمان

وقال مصدر في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) “لقد كانوا قلقين من انه يدعم الارهاب بعد ان افصح عن وجهة نظر مفادها ان” العمل الانتحاري عمل مقبول  “.

وقال اكرم رمضان (49 عاما) وهو من الجالية الليبية بجنوب مانشستر ان العبيدي منع مؤخراً من دخول مسجد ديزبري بعد مواجهة دارت بينه مع إمام كان يلقى خطبة مناهضة لداعش .

https://youtu.be/QE_y9gRWKDg

و أضاف رمضان إنه كان توقع بأن سلمان قد وضع على قائمة مراقبة السلطات لدى مكافحة التطرف بوزارة الداخلية ، لأنها تلقت بلاغاً عن آراءه و توجهاته المتطرفة.

كما ان مسؤول اميركي ، بحسب تيلغراف ، كشف على ان افراد لم يسمهم من عائلة العبيدي اتصلوا بالشرطة البريطانية و قالوا ان سلمان اصبح ” شخص خطير” لكن ول مرة اخرى لا يبدو ان اي اجراءات قد اتخذت حيال هذه المعلومات .

صورة الانتحاري سلمان العبيدي من كامرة مراقبة اثناء اقترابه من موقع التفجير حاملاً حقيبته المتفجرة على ظهره

كما عرجت تيلغراف فى معرض تقريرها لنقطة مثيرة و هي أن الخلفية الفكرية العائلية بسلمان كانت يجب أن تكون بحد ذاتها مثاراً لانتباه السلطات لا سيما و ان والده كان  عضوا في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة.

و تشير الصحيفة باستغراب من انه و رغم كل ذلك كان سلمان قادرا على السفر بشكل متكرر بين المملكة المتحدة وليبيا، حيث يخشى أن يكون قد تدرب على صناعة القنابل مع احتمالية سفره إلى سوريا ايضاً .

https://youtu.be/jlp1ipWOwTE

و بالعودة لشقيقه هاشم المعتقل لدى قوة الردع الخاصة فى طرابلس ، قالت الصحيفة نقلاً عن متحدث باسم القوة انه كان يشعر بحدوث شيء ما في مانشستر، وكان يعتقد أن شقيقه سيقوم بشيء ما كهجوم او تفجير حتى انه قال انه عندما بدأت الاخبار تتدفق على الانترنت بحدوث هجوم في مانشستر، كان يعرف بأن الفاعل هو شقيقه ‘.”

المعتقل هاشم رمضان العبيدي شقيق سليمان منفذ عملية مانشستر اثناء تدربه على السلاح فى ليبيا سنة 2012

و لم تكن الردع التي كانت تراقب هاشم فى طرابلس لمدة شهر و نصف متأكدة تماما من انضمامه لداعش، ولكن عندما اعتقلته و استجوبته اعترف لمحققيها بأنه يحمل  أيديولوجية اسوة بشقيقه سلمان وانه يعرف كل شيء عن ما كان يفعله هناك في مانشستر .

وقالت السلطات الامريكية ان سلمان كان معروفا لها قبل الهجوم بينما قال وزير الداخلية الفرنسى ان هذا الشخص البالغ من العمر 22 عاما ثبتت علاقته بداعش وان اجهزة المخابرات البريطانية والفرنسية لديها معلومات عن انه كان فى سوريا.

صورة الانتحاري سلمان العبيدي من كامرة مراقبة اثناء اقترابه من موقع التفجير حاملاً حقيبته المتفجرة على ظهره

و بالعودة لوزير الداخلية البريطاني فقد قال  أن أجهزة الاستخبارات كانت على بينة من توجهات العبيدي، الذي عاد خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى المملكة المتحدة بعد زيارة ليبيا وقال لـ ” سكاي نيوز”: “نحن نعرف انه كان معروفا الى حد ما لدى اجهزة الاستخبارات”.

لكن شخص يدعى عادل الغرياني قال تيلغراف أنه أحد أصدقاء رمضان العبيدي قال إن والد و والدة سلمان  أصبحوا يشعرون بالقلق إزاء سلوك ابنهم الذي طلبو منه مغادرة المملكة المتحدة للعيش معهم في ليبيا.

وقال الغرياني : “كان والده مهتما جدا بمصادرة جواز سفره ، حتى ذهب سلمان إلى والدته وقال إنه يريد الذهاب إلى العمرة فى السعودية فأعطته جواز سفره لكنه بدل من ذلك جاء إلى مانشستر حيث نفذ هجومه بعد اسابيع   “.

هاشم العبيدي معتقلاً لدى قوة الردع الخاصة فى طرابلس 24 مايو 2017

ويعتقد ضباط مكافحة الإرهاب الآن أن سلمان استأجر شقة عبر وسيط في الأيام التي سبقت الهجوم وبقي فيها حتى حوالي الساعة 7 مساء من ليلة هجوم حفل أريانا غراندي في ساحة مانشستر.

https://youtu.be/muXTV5ywNYs

وذكرت مصادر  تليغراف ان هناك مصنعين منفصلين للقنابل حيث اختلطت المواد الكيميائية احدهم فى الشقة  المستأجرة و آخر فى مكان آخر تم تجميع القنبلة به .

 

Shares