المرصد – خاص
ليبيا – منذ تدشينه سنة 2012 ، لطالما كان سجن الهضبة فى طرابلس ذي الطابع السياسي و العسكري بعيداً عن عدسات الاعلام و الصحافة ،و حاضراً بقوة على صفحات منظمات حقوق الانسان و العدالة الدولية .
و منذ سقوط هذا السجن الذي كان يوصف بأنه قلعة حصينة من قلاع الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة ، لإقتران إسمه بمسؤولها العسكري السابق فى أفغانستان و ليبيا خالد الشريف الذي تعرض مكتبه بالمناسبة للحرق ، بدأت الصور تتسرب و كذلك الروايات عن هذا السجن .

عدسة المرصد تمكنت من الوصول فى وقت مبكر من صباح السبت له و أخذ جولة به صباح السبت بعد يوم ونصف من المعارك الدامية التي شهدتها طرابلس بين قوات حكومة الوفاق و حكومة الانقاذ .

و بعد فتح بوابات السجن للعامة ليشاهدو هذا المكان و أثناء الجولة قابلت عدستنا أقارب لسجناء من مدن و مستويات مختلفة بعض جاء ليستفسر عن أخ او قريب او صديق كان حبيساً به بعض تضارب الانباء مساء الجمعة حول وضع السجناء و من يسيطر عليه .

و قد بدا أن أضراراً متفاوتة لحقت بمبنى السجن و أسواره و انتشرت اظرف الرصاص الفارغة على الارض و فى الشارع مع بعض السيارات المحروقة ما ينبئ بأن معركة دامية قد حدثت هنا .

كان هناك عند المدخل مجموعة من الفرقة الاولى ( ثوار طرابلس ) و أخرى من الردع و التدخل المشترك ابوسليم ، و كان بعضهم يجيب عن استفسارات الناس الذين يسألون عن أقاربهم عبر طمأنتهم أن لا وفيات و لا اصابات فى صفوف السجناء و انهم نقلو الى مكان آمن و ان من يرغب فى الاستقسار عن شخص ما عليه الاتصال بوزارة العدل او رئاسة كتيبة ثوار طرابلس .

و فى حقيقة الامر كان غالبية من تواجدو ساعة وجود عدستنا عبرو عن ارتياحهم لرحيل ذويهم من هذا المكان حتى أن بعضهم قالو أن أي سوء سيقابلونه مستقبلاً لن يكون أسوأ من الذي تعرضو له سابقاً على المطلق .

و روى بعض أقارب السجناء روايات مفزعة عن حفلات تعذيب قالو أن ذويهم تعرضو لها فى غرف و زنازين فردية ، و فى حقيقة الامر لم يتمكن مصورنا من التجول فى كل اقسام السجن بسبب تحذيرات من وجود متفجرات و اخرى بسبب احتمال تجدد الاشتباكات او القصف .

و يؤكد عناصر الكتائب المتواجدة فى السجن أنهم فككو عدة عبوات ناسفة عثرو عليها داخل السجن و قالو أن طريقة إعدادها لا تنم الا عن شيء واحد و هو ان من كانو يتواجدون هنا جهاديين و متشددين من الطراز الرفيع لا علاقة لهم بأي شيء يمت للدولة بصلة ، وذلك وفق تعبيرهم .
و مع إقفال ملف هذا السجن يفتح ملف السجناء الذين تحيط بهم السرية منذ نقلهم منهم وسط تفاؤل من ذويهم بسير الامور على نحو أفضل ، و قالت أمل البغدادي المحمودي إبنة رئيس الوزراء السابق فى حديث للمرصد ان والدها يشعر بأنه نقل الى مكان أفضل .

و لم يظهر فى السجن مظاهر معيشية بالغة السوء فى عنابر المبيت التى تباينت مستوياتها بين سجناء مهمين او متعاونين و منخرطين فى حوارات و مناقشات مع الجماعة و آخرين أقل أهمية فيما وجد فى احد المباني قفص المحاكمة الشهير الذي كان يظهر السجناء من خلفه عبر التلفاز أثناء المحاكمات .

ء بعض ما يتعلق بالنظافة العامة ، لكن اقارب السجناء يقولون أن سجن قبل سنوات كان فى وضع مزري و انه تحسن بعد ضغوط المنظمات الخيرية و المحامين ليكون مكاناً ظاهره حسن و باطنه سوء لا سيما فى ما يتعلق باتهامات التعذيب التي تحدثت عنها تقارير دولية و محلية .

و فى الاشتباكات التي سبقت السيطرة على السجن قتل مسؤول رفيع به إتهمه الاهالي بأنه أحد المشرفين على التعذيب و الصعق بالكهرباء الذي تسبب فى فقدان أحد السجناء عقله من هول ما تعرض له ، كما أنهم طالبو بالتحقيق مع البقية و محاكمتهم و أولهم شخص يرمز له بـ ( ص . د ) قالو أنه ظهر فى مقطع تعذيب مسرب من السجن قبل سنتين و آخر يرمز له بـ ( ع . ب .ن ) قالو أنه مسؤول التعذيب الابرز .
المرصد – خاص