المجبري يكشف موقفه من قرار المناطق العسكرية الصادر عن السراج و يوجه له رسائل و تساؤلات

ليبيا – انتقد عضو المجلس الرئاسي فتحي المجبري قرار انشاء المناطق العسكرية السبعة الصادر عن رئيس المجلس فائز السراج ، مؤكداً بأنه لم يكن قرار من المجلس بل أنه قرار فردي من السراج لعدم وجود اي اجتماع للمجلس مجتمعاً حول هذا الموضوع او حتى مشاورات ومناقشات غير رسمية بشأنه .

المجبري أعرب خلال مداخلة هاتفية عبر برنامج سجال الذي يذاع على قناة ليبيا روحها الوطن يوم الخميس وتابعته صحيفة المرصد عن تحفظه على هذا القرار ، معتبراً إياه ضربة لعملية بناء الثقة بجمع كل هذه الاطراف معاً متسائلاً عن المغزى والرسالة التي يريد السراج إرسالها للجميع وله شخصياً كعضو مجلس رئاسي معه .

وقال : ” فى الرئاسي تحكمنا آليات اتخاذ قرار واضحة حددها الاتفاق السياسي وما هي الرسالة التي يريد ارسالها للقيادة العامة والبرلمان عبر انفراده بهذا القرار المخيب للآمال والذي جاء في توقيت كان ينبغي ان تبنى فيه الثقة بدل تفتيتها ” .

وأضاف : ” انا اتمنى على السيد السراج الخروج لليبيين ويشرح لهم لماذا اقدم على هذه الخطوة المضطربة وما الذي منعه من التشاور معنا لأنه لا مانع نفسي او قانوني ولا مادي يمنعه من التشاور ، لو انه تشاور معنا و واجه ببعض الصعوبات يمكن ان نفهم انفراده بهذا القرار رغم انه لا يبرر له الانفراد بالقرار ولكن ان يضرب بنا عرض الحائط هذا كان بالنسبة لنا صدمة كبيرة الحقت اذى بالغ جداً في عملية بناء الثقة التي بدأنها بجهد والتي بذل فيها السيد السراج نفسه جهداً كبيراً لماذا قرر اليوم أن يقضي على هذا الامل لجمع كل الاطراف ،  المسألة غايه في الاهمية والحساسية ” .

وتابع : ” اليوم سمعنا سكان طرابلس يهتفون ويطالبون الرئاسي بتوضيحات حول السيولة ونحن نعلم ان الجزء الاكبر من مشكلتها هو حالة عدم الاستقرار السياسي و تأتي الاستجابة لمطالبات هؤلاء الناس بمطالبات الليبيين البسطاء اللذين يتطلعون الى اللحظة التي يتم فيها لم شمل الليبيين لتكون الاستجابة اليوم لهتافاتهم في طرابلس بقرار منفرد يزعزع الاستقرار السياسي في ليبيا ويؤسس لحالة فيها اتخاذ قرارات مصيرية ويقتل عملية بناء الثقة والتوافق التي بدأناها ” .

اما النقطة الثانية والمهمة بحسب المجبري فهي شكل اخراج القرار الفني و قال : ”  لم نجد لجنة فنية اعدته حتى نستطيع ان نسأل ونتدخل فنياً في التفاصيل من المسؤول عنه ومن الذي اعده بشكل فني هل كلف السيد فايز لجنة بشكل منفرد ايضاً اعدت هذا التصور وما هي السلبيات والايجابيات لهذا التصور نحن نتحدث الان عن دولة تتمزق دولة يفتك بها الارهاب والتطرف نحاول ان نجمع اطرافها المختلفة هل هكذا تتخذ القرارات في دولة في هكذا لحظة بدون اساس معرفي او علمي باتخاذ  القرارات  ؟ ” .

وتابع المجبري متسائلاً : ” من هي اللجنة الفنية التي اعدت لهذا القرار لكي نحاسبهم او نفهم حتى منطقهم في تحديد هذه المناطق العسكرية و قد ارسلت الديباجة رسالة خاطئة للبرلمان و ضربت بعرض الحائط كل القوانين التي اصدرها البرلمان المتعلقة بتنظيم الشأن العسكري فيما يتعلق بمنصبي القائد الاعلى و العام ، كل هذا ضرب به عرض الحائط ولم يقدم في الديباجة فما هي الرسالة التي تريد ان ترسلها للبرلمان يا استاذ فايز السراج ؟ ” .

وواصل عضو الرئاسي انتقاداته قائلاً : ” هل تريد لمجلس النواب ان يستمر في بناء ثقة معك وانت تضرب القوانين التي صاغها البرلمان وانت عضو فيه بعرض الحائط ؟ نحن عانينا ما عنينا لأننا نرى ونؤمن ان الاتفاق السياسي وجمع كلمة الليبيين على كلمة سواء هو الطريق الوحيد امامنا من اجل اعادة توحيد ليبيا و القضاء على الارهاب وبناء جيش وشرطة وجهاز عدلي يستجيب لأمال الليبيين بالمطلق لم نفرط في هذا الخيار الاستراتيجي  ” .

وأكد المجبري وجود عدة اشارات جيدة في المدة القريبة الماضية من السراج شخصياً مع ما حققته قوة البنيان المرصوص في القضاء على داعش بسرت و عملية تحجيم وتقليم اظافر الجماعات الخارجة عن القانون في طرابلس معتبراً أن كل هذا يصب في خانة اتجاه اعادة الاستقرار ، و أعاد سؤاله : ”  لماذا يتم اتخاذ مثل هكذا قرار في هذه اللحظة انا عاجز عن ايجاد تفسير لذلك والشخص الوحيد القادر على التفسير هو السراج لعل لديه حكمة معينة نحن غير مطلعين عليها ليطلعنا عليها ولكن بحسب ما يحتويه القرار فهو بالمناسبة مليء بالمشاكل التي تتعلق بالجغرافيا ” .

اما عن خطر القرار على مشروع الحوار ، قال المجبري ان التوافق لن يضرب لأنه خيار استراتيجي لليبيين و أضاف : ”  لا يدعي احد انه يمتلك هذا الخيار وقد رعاه الليبيين جميعاً من خلال لجنة الحوار و القوى الاقليمية ورعاه المجتمع الدولي وازعم بأن كل هؤلاء المعنيين سواء كانوا الليبيين البسطاء الذين كانوا يهتفون اليوم في الشارع من اجل السيولة او الذين يعانون من الارهاب سواء كانت القوى الاقليمية او الدولية لن تقف مكتوفة الايدي امام هذا الخرق الجسيم و الواضح للاتفاق السياسي .

وبخصوص موقف أعضاء المجلس الرئاسي من اتخاذ السراج لمثل هذا القرا بشكل منفرد قال :” لم يكن هناك  بالمطلق أي مبرر للسراج لينخذ قراره منفرداً لأن الاجواء في المجلس الرئاسي جيدة ونحن نجتمع و نتناقش سوياً بشكل مستمر و لم يعرض هذا الامر اويلقى اي نوع من الاعتراض داخل المجلس الرئاسي ، الحقيقة هناك عملية قفز منفرده حدثت في هذا الامر ” .

اما عن سوابق القرارات اشار المجبري الى القرارات التي اتخذها في السابق و الغائها السراج منفرداً قائلاً بأنها  تمت بحضور اعضاء المجلس الرئاسي اللذين كانوا حاضرين في ذلك اليوم بطرابلس و هم أحمد معيتيق و موسى الكوني و احمد حمزة و لذلك فأنها لم تكن قرارات منفردة وانما بنيت على الاعضاء الموجودين .

المجبري طالب السراج بالخروج لليبيين وان يشرح لهم لماذا اقدم على هذا الفعل ، مضيفاً بأن عليه التوضيح للأطراف التي رعت الاتفاق والمنظمات الدولية ومنظمة الامم المتحدة لماذا قام باختراق الاتفاق السياسي اليوم بهذا القرار.

واعتبر عضو المجلس الرئاسي بأن قرار السراج بتقسيم البلاد الى 7 مناطق عسكرية لا يراعي خصوصيات الجغرافيا ، موضحاً :” ًعندما يتم اختيار البريقة تابعة لمنطقة الوسطى ويتتم اختيار بشر التي هي ابعد من البريقة ويتم وضعها ضمن المنطقة العسكرية بنغازي يعني هذا عبث شخص لا يعرف حتى الجغرافيا ويبدو انه لا يعرف الاحتقانات السابقة التي حدثت في هذه المنطقة منطقة الهلال النفطي تحديدا وهذه ذات حساسية كبيرة جداً لأن هذه المنطقة فيها قوت الليبيين وطالب شيوخها واعيانها بأن تكون منطقتهم منزوعة السلاح لان فيها قوت الليبيين وان تبعد عن كل ما يهدد البنية التحتية فيها”.

وجدد المجبري في ختام حديثه مطالبته للسراج بالخروج بموقف شجاع ليوضح فيه حيثيات قراره ، معرباً عن أسفه لأنه كان على اتصال بالسراج لوقت متأخر من يوم الخميس ولم يأتي السراج على ذكر هذا القرار وأنه علم به من وسائل الاعلام  فضلاً عن محاولته التواصل مع السراج  الا أنه لم يتلقى منه رد .

 

Shares