ليبيا – عقب لقاء عقده الاربعاء مع مجموعة من نشطاء المجتمع المدني فى مدينته البيضاء بالجبل الأخضر ، شن المستشار مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني السابق هجوماً لاذعاً على جماعة الاخوان المسلمين الليبية متهماً إياها بممارسة الخداع كل الليبيين كاشفاً عن بعض كواليس عمل الجماعة بالمجلس الإنتقالي السابق .
صحيفة المرصد الليبية حاورت عبدالجليل مساء الخميس من البيضاء حول ماجاء فى إجتماعه مع النشطاء و صحة ماقيل فى ذلك اللقاء عن عدة مواضيع ، ليعرب فى حديثه لـ المرصد عن تأييده و بقوة لتصنيف جماعة الاخوان المسلمين كتنظيم إرهابي مؤكداً بأن الجماعة و من خلفها تنظيمها الدولي هم السبب الرئيس فى النكبات و النوازل التي ألمت بالبلاد .
و تابع : ” دور جماعة الاخوان المسلمين فى المجلس الانتقالي بالفعل كان مؤثر و إيجابي و لم نكن نعتقد أن لديهم هذه السلوكات العنيفة التي طفت لاحقاً على السطح ” .
و أضاف : ” الاخوان و عندما تلقو ضربة قاضية فى مصر علموا ان ليبيا لم لم يعد لهم فيها تواجد فتحالفو مع كل القوى المتطرفة بما فيها جماعة أنصار الشريعة و القاعدة و الجماعة الليبية المقاتلة و أظهروا الوجه الحقيقي الذي لم يكن يعرفه جميعاً كليبيين ” .
و عن الجماعة الليبية المقاتلة قال عبدالجليل ان الجماعة التي كانت تتواجد أكثر فى طرابلس لم يكن لها حضور فى المجلس الانتقالي كحضور و تواجد الاخوان مؤكداً رفضه و نائبه الاول مصطفى الهوني حينها لقرار تشكيل قوات درع ليبيا قائلاً ان أعضاء مارسوا ضغوط و عن طريق عضو آخر تمكنوا من تمرير قرار التشكيل نيابة عنه .
و فيما يتعلق بتدخل دولة قطر فى ملف النفط الليبي سنة 2011 ، أكد عبدالجليل ان الدوحة سوقت شحنة واحدة من النفط عبر ميناء الحريقة النفطي فى ليبيا و ان ثمنها تم توريده الى مالية المكتب التنفيذي الذي كان يتولاه حينها د.علي الترهوني .
و قال : ” سياسياً و عسكرياً قطر كانت تقفز على المجلس الانتقالي و المكتب التنفيذي و تتعاون مع شخصيات بعينها من جماعة الاخوان المسلمين و كانت ترغب فى فرض أشياء كثيرة علينا كنّا نرفضها ” .
هذه الاشياء بحسب المستشار عبدالجليل كان على مقدمتها ملف تشكيل الحرس الوطني كبديل للجيش و الشرطة .
و قال : ” الشيخ حمد أمير قطر السابق و رئيس أركانه عرضوا عليا صراحة انشاء الحرس و لم أتخذ فيه قرار و عرضته على المجلس الانتقالي و تم رفضه جماعياً ، بعد ذلك دعاني الشيخ حمد لحفل العيد الوطني فى الدوحة و بتلك لمناسبة اطلقوا اسم عمر المختار على شارع لديهم ، واستعرض القوات و قال لي هذا الحرس الوطني لدينا موازي للجيش و الشرطة ” .
و فى أجابته على سؤال حول دور جماعة الاخوان المسلمين فى الساحة السياسية الليبية بما فيه حضورهم الحالي بالمجلس الرئاسي و حكومته المدعومة دولياً ، قال عبدالجليل :
” رغم قناعتنا ان ليبيا للجميع بما يحقق مصلحة الليبيين ، لكن الحقيقة هي أن الشارع الليبي لم يعد يثق فى الاخوان على الاطلاق و الثقة تجاههم فُقدت نهائياً ، الان المجلس الرئاسي به كجمان و العماري ، هذه الشخصيات مرفوضة رفضاً قاطعاً فى المشهد الليبي و خاصة المنطقة الشرقية ، صحيح من المفترض ان الحوار يضم الجميع و هذا عين العقل و لكن خاصة فى الشرق لم يعد من الممكن قبول وجودهم على الاطلاق ” .
و فيما يتعلق بتسليم الانتقالي السلطة للمؤتمر العام ، أكد عبدالجليل ان الانتقالي لم يكن مُنزه و انه ارتكب بعض من الاخطاء ، و قال : ” سلمنا السلطة بسلاسة ، لم نتقاضى مرتبات ، منحنا منحة مالية فرح به كل الليبيين ، و حافظنا على سعر الدينار ، الاوضاع الامنية كانت مستقرة لكن بمجرد شعور الاخوان أنهم منبوذون فى ليبيا من خلال خسارتهم الانتخاب المحلية و لجنة الستين فقلبو الطاولة و تحالفو مع القاعدة و المقاتلة و جبهة الانقاذ و بقية المتطرفين ” .
و أكد رئيس الانتقالي السابق أن الاخوان هم من أعاقوا عمل المؤتمر الوطني العام و عرقلوا خطواته فى بناء الدولة ، ثم جائت فجر ليبيا التي قال أنهم انقلبوا من خلالها بعد خسارتهم كل الانتخابات بما فيها النيابية لانه لم يعد لهم وجود فى الساحة الليبية لكونهم اصبحوا منبوذون شعبياً فظهروا على حقيقتهم و مارسوا العنف و ظهر ان لا ولاء لهم للوطن و لا اتصال لهم بالوطنية ، وذلك وفق تعبيره .
و حول الاتهامات الموجهة له باستعانته بعناصر محسوبة على التيار الاسلامي المتشدد كمستشارين له و منهم محمد أبوسدرة و عبدالوهاب قايد و عبدالجواد البدين و غيرهم ، قال عبدالجليل أنهم كانوا موجودين بالفعل كأي مستشارين آخرين فى المجلس الانتقالي و لم يكن كل ما يقولونه يؤخذ او يتم العمل به .
و عرج عبدالجليل على الاتهامات الموجهة له بتنفيذه أجندة الاخوان الرافضة لمشروع الفيدرالية ، قائلاً : ” انا ضد الاخوان و ضد الفيدرالية و كنت و لا زلت ضد هذا المشروع و قلتها صراحة يوم 6 مارس 2011 من مصراتة عندما اعلن الحراك الفيدرالي مجلسه الانتقالي فى ذلك الوقت ببنغازي ” .
و فى ختام حديثه و عن ما اذا كان يريد توجيه رسالة معينة عبر عبدالجليل عن رغبته فى توضيح مسألة التعاون و التعامل مع اليهود و قال أن لا أحد له جرأة على القيام بذلك مؤكداً ان الجملة التي أخذت عليه و ربما كانت غير مقبولة عندما قال ” سنستعين بشارون لو كان سيساعدنا ” كانت جملة مزاجية شعبية دارجة كتعبير منه على انه مستعد لقبول أي مساعدة حتى من عدو لذوذ فى سبيل إنقاذ بنغازي التي قال أن هناك قوات كانت تزحف تجاهها ، و قال : ” اقسم بالله انه بعد التحرير و قبله لم يكن لدينا إتصال بأي منظمة او كيان يهودي ، هذا لا يصدقه عقل و لا هو من شيمنا و لا أخلاقنا ” .
– إنتهي الحوار –
المرصد – خاص