قبيل مغادرته .. كوبلر يكشف ما دار بينه وبين سلامة من نقاشات بشأن ليبيا

ليبيا- أكد المبعوث الأممي السابق مارتن كوبلر بأن هذا اليوم السبت سيشهد قيامه بتسليم مهامه للمبعوث الجديد غسان سلامة الذي سيعود له إتخاذ القرار بشأن كيفية المضي قدما وماهية الخيارات المتاحة أمامه لإستكشافها بالنسبة لليبيا لأن المسألة ليست بإطار قانوني فقط.

كوبلر أوضح خلال لقاء خاص أجرته معه قناة ليبيا روحها الوطن أمس الجمعة وتابعته صحيفة المرصد بأن المسألة لا تقتصر على نقاط قانونية تتعلق ببدأ تنفيذ الإتفاق السياسي من عدمه بل بالكيفية التي سيتم من خلالها جمع الليبيين مع بعضهم لأنهم بحاجة إلى أن يكونوا في دولة متحدة وبلد متحد ليتمكنوا من إرسال أولادهم للمدارس وأن يعيشوا في سلام وإزدهار ، وفق تعبيره .

و أشار كوبلر إلى أن خلفه يجب عليه أن يتخذ القرار بشأن تحقق أهداف منها إمكانية إستكشاف المجالات المتاحة له مع الجانب الليبي والمجتمع الدولي وماهية السبل الممكن أن يسلكها لتحقيق هذه الأهداف وإحراز تقدم سريع على صعيد إحلال السلام والإستقرار في ليبيا في أقرب وقت ممكن لأن هذا الأمر يهم دول هذا المجتمع لأن المنفعة تعود عليها وعلى دول الجوار والليبيين في جميع أرجاء ليبيا شرقا وغربا وجنوبا.

وشدد كوبلر على أهمية القيام بتعزيز الحلول والسبل البديلة مع أهمية عدم التخلي عن مسار من دون النظر في مسارات بديلة وهي مسؤولية خلفه الذي يجب أن يتواصل بشأنها ويناقشها مع الأطراف السياسية والأمنية مع عدم إمكانية التخلي عن الإتفاق السياسي في حال عدم وجود معرفة لما سيتم في الأول من يناير المقبل أو ضرب الإتفاق بعرض الحائط من دون وجود خيار بديل وحل آخر معربا عن إعتقاده بأن نهاية المطاف يجب أن تشهد الإصغاء إلى من تابع الملف الليبي في السابق والحديث عن جمع الليبيين من مدن طبرق وبنغازي وسبها وغدامس والعاصمة طرابلس والمدن الأخرى وتعزيز مفهوم التجميع وعدم عرقلته.

وأشار كوبلر إلى وجود توافق بدأ في النمو الآن بشأن أهمية إدخال تعديلات محدودة على الإتفاق السياسي وهو ما يجب أن يبحثه خلفه مع الأطراف الفاعلة سياسيا وأمنيا في جميع أرجاء البلاد شرقا وغربا وجنوبا ومعرفة الحال بشأن وجود إجماع وتوافق بشأن هذه المسائل مشددا في ذات الوقت على وجوب عدم قيام المجتمع الدولي بأي شيء لا يلقى موافقة وإجماع الليبيين مع أهمية القيام بأخذ جميع وجهات النظر بعين الإعتبار وبأن أول خطوة يجب أن يتخذها خلفه هي الحديث مع الجميع لتحديد ملامح الخطوات التالية.

ودعا كوبلر الشعب الليبي إلى الأخذ بيد المجتمع الدولي الممتدة له لدعمه ومساعدته لإيجاد السبيل الذي يبتغيه هذا الشعب لحل المسائل في البلاد وإيجاد حلول للمشاكل عن طريق الليبيين أنفسهم حيث لا تبغي الأمم المتحدة تحقيق أي مصالح وليس لديها شركات نفط وهو ما يحتم على الشعب الليبي الإعتماد على المنظمة الدولية لتساعده على إيجاد وتأسيس حياته ليعيش بوحدة وسلام وإزدهار مبينا بأنه يغادر ليبيا ولديه مشاعر مختلطة بشأن عدم تمكنه من تحقيق ما سعى لتحقيقه من وحدة لليبيا وتوحيد للموقف السياسي وإحلال للسلام فيها إلا أنه يرى من جهة أخرى بأنه تمكن من إستيعاب الوضع وإحراز تقدم في الوضع الإقتصادي على الرغم من كون الشعب الليبي يعيش في أزمة إنسانية ونقص في السيولة النقدية فيما وصل إنتاج النفط إلى نحو مليون برميل يوميا قياسا بـ200 ألف سابقا ما يعني المزيد من الأموال في صناديق المصرف المركزي.

وتطرق كوبلر إلى تقلص سيطرة تنظيم “داعش” على سلسلة متواصلة من الأراضي في ليبيا وإحراز تقدم على الصعيد الأمني فيما لا يمكن أن تتحقق جميع الإنجازات والأهداف أو إيجاد الحلول لكل مشاكل ليبيا في غضون 18 إلى 20 شهرا حيث رزحت البلاد تحت عبء الدكتاتورية لمدة تجاوزت الـ40 عاما ولا يمكن حل مشاكلها بين ليلة وضحاها معربا عن أمله بأن يبقى الشعب الليبي مع بعضه البعض وينصت لأصوات القلوب وأن يكون لديه رغبة قوية وتعاطف ورحمة لجمع شمل البلاد لينال هذا الشعب الفتي بنسبة 70% ما يستحقه لاسيما وإن جل سكان البلاد هم تحت سن الثلاثين من العمر ويستحقون إعطائهم الفرصة ليتمتعوا بمستقبل أفضل وليعيشوا بسلام وإزدهار.

وأضاف بأن السؤال المطروح الآن هو الكيفية التي سيتمكن من خلالها الشعب الليبي العمل على تحقيق أهدافه وآماله وما يصبو إليه بنسائه وأطفاله الذين يريدون الذهاب إلى المدارس ومرضاه وجرحاه ممن يريدون الحصول على الرعاية الطبية في المستشفيات ومراكز الطبابة من قبل أطباء متمكنين وهو ما يتمنى تحققه الجميع كاشفا عن حديث جمعه بخلفه شهد نقاشا بشأن المشاكل في ليبيا ونصحه إياه بأن يتعاطى مع الأمور بقلب مفتوح وأن يصغي لجميع الليبيين في كافة مجالات الحياة وشرائح المجتمع والمناطق الجغرافية وأن يعطي لنفسه وقتا كافيا لإستيعاب ما لديهم وأن يكون منفتحا بأكبر قدر ممكن مع الجميع ويحث الليبيين كافة على أن يتعاملوا بإنتماء للبلاد وليس كمنتمين إلى مدن طبرق أو سبها أو طرابلس لأن هذا شرط مهم كي يتمكن من فهم الوضع في البلاد والتصدي للأوضاع الموجودة فيها لمساعدة أبناء ليبيا على لم شملهم وإيجاد مصالحة بجهد مشترك فيما بينهم.

وأشار كوبلر إلى أن نهاية المطاف يجب أن تشهد قيام الليبيين بتحديد وتقرير مصيرهم حيث كان المجتمع الدولي واضحا في هذا الإطار من خلال قرارات مجلس الأمن ودول الجوار التي لديها مصلحة شرعية في أن لا يتدفق الإرهاب إلى بلدانها عبر حدود ليبيا فضلا عن دول الجوار الأخرى في الإتحاد الأوروبي المهتمة بعدم تدفق المهاجرين غير الشرعيين والعناصر الإرهابية إليها مطالبا الجميع بأخذ هذه الأمور بعين الإعتبار وإحترام القيادة الليبية لهذا الأمر والملكية الليبية للقرار فيما ستستمر الرحلة الطويلة لبناء دولة ليبيا والتي بدأت منذ العام 2011.

وإختتم كوبلر اللقاء بتوجيه رسالة للشعب الليبي مفادها بأن على كل رجل وشاب وإمرأة في ليبيا العمل سوية بتوافق وأخذ زمام المستقبل بأنفسهم وعدم الإصغاء لدعاة العنف والمواجهة والإستعاضة عن ذلك بالإستماع لدعاة الإعتدال ولكل من يريد مساعدتهم وإتخاذ القرارات الصعبة الواجب إتخاذها مع وجوب إشراك الجميع في هذه القرارات وإجتماع الليبيين على رؤية بشأن الكيفية التي سيكون بها السلام في البلاد مبينا بأنه سيفتقد المباحثات الصعبة مع الأطراف السياسية والأمنية لأنها أثرت مسيرته المهنية بالأفكار المهمة وأشكال الإختلافات والمواجهة التي حصلت مع هذه الأطراف والتي تدخل في إطار الديمقراطية وبناء الدولة وتحقيق الأفضل لليبيا.

المرصد – خاص

Shares