ليبيا – قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة العربية الليبية عبد الرزاق الناظوري إن العمل جار من قبل ضباط وجنود سلاح الهندسة العسكرية على تفكيك آلاف الألغام التي زرعها الإرهاب بمدينة بنغازي وذلك بعد إعلان تحريرها.
الناظوري أكد في حوار صحفي مع صحيفة “الأهرام” المصرية على سيطرة الجيش والقوات الشرطية على كامل المناطق والمدن الليبية باستثناء مدينة درنة، مشيراً لتعمدهم تأجيل الدخول العسكري لبدء تحريرها وترك وقت للعسكريين والمثقفين من أبناء المدينة لإخراج المسلحين منها بدون قتال و الضغط عليهم و تفكيك أي حاضنة اجتماعية لهم داخل المدينة.
وبيّن أن مدينة درنة يسيطر عليها تنظيم “القاعدة” متمثلاً فى كتيبة “أبوسليم” و بعض كتائب تنظيم “أنصار الشريعة” و لا وجود لتنظيم “داعش” داخل المدينة، معتبراً أن كل هذه المسميات هي مجرد أشكال متعددة لنفس الفكر و النهج المتطرف الذي يعمل ضد كيان الدولة.
وأشار الناظوري إلى تشكيل الجيش غرفة عمليات “عمر المختار” خاصة بمدينة درنة مؤكداً على محاصرة المدينة من جميع الجهات البرية والبحرية حيث لا يتمكن أي إرهابي الخروج أكثر من 3 كيلو خارج المدينة.
وفي مايتعلق بالمنطقة الجنوبية قال الناظوري” إنه تم تقسيم الجنوب لمنطقتين جنوب شرقي وجنوب غربي وتم بحمد الله السيطرة الكاملة على الجنوب بالكامل وبعد المذبحة الغادرة التي قام بها الإرهاب لقاعدة باراك الشاطئ و راح ضحيتها 165 تمت الأوامر من القيادة العامة للجيش وتحركت قواتنا وسيطرت على جميع القواعد العسكرية بالجنوب وسيطرنا على قاعدة الجفرة أهم القواعد العسكرية بالجنوب واستطيع أن أقول إن الجنوب الليبي بالكامل في قبضة قواتنا المسلحة”.
ولفت رئيس أركان القوات المسلحة إلى سيطرة الجيش وبقوة على مناطق كبيرة جداً من غرب البلاد وما تبقى الآن هما مدينتا مصراته وطرابلس فقط خارج السيطرة وجزء من مدينة الزاوية، مضيفاً “حوالي 300 كيلومتر كما قلت مصراتة وطرابلس والزاوية وصبراتة فقط لم يتم تحريرهم حتى الآن وفي الوسط الليبي نحن على حدود مدينة سرت بـ20 كيلومتر.
الناظوري أشار إلى البيان الصادر عن مجموعة من “الدواعش” في صبراطة و الذي يريدون إعلان المدينة إمارة إسلامية لكن ذلك أمر مستبعد وصعب عليهم جداً لأنهم لا يملكون حاضنة اجتماعية بين الأهالي.
وعن الهجمات التي تشنها “سرايا الدفاع عن بنغازي” بمعاونة العناصر التابعة للمعارضة التشادية على الجنوب الليبي وما تشكله من تهديد تطرق الناظوري إلى أن الحدود الليبية كبيرة وإمكانياتهم مازالت أقل من ضبط هذه المساحات الجغرافية المترامية الأطراف لكن بالتعاون مع الحكومة التشادية والحكومة النيجرية والجزائرية فهناك مراقبة مشتركة للحدود و إستهداف سلاح الجو الليبي لهذه المجموعات التى تحاول مرارا اختراق الحدود.
وأكد على وجود تنسيق مصري ليبي لمراقبة الحدود المشتركة من خلال اتفاقية مشتركة لمراقبة الحدود وقد قام رئيس مجلس النواب المستشار صالح بتوقيع اتفاقية مراقبة مشتركة للحدود مع السلطات المصرية.
وشدد الناظوري على عدم وجود خلاف بينهم وبين أي وطني بل أن خلافهم مع من يعمل ضد ثوابت الوطن من ميليشيات غير عسكرية تحمل السلاح وميليشيات إرهابية تنتمي فكرياً لجماعات متطرفة إرهابية تعمل على تفتيت البلاد و إرهاب المواطن، وهذه هى عقيدة القوات المسلحة بحسب تعبيره.
وأوضح أنه ليس لديهم إشكالية فى المؤسسة العسكرية بل هناك معركة إعلامية شرسة يتعرضون لها من دول وحكومات تدعم الإرهاب تختلق المشكلات مرة فيما يتعلق بالمصرف المركزي ثم بالمؤسسة الليبية للنفط والآن يقومون بتصوير ضباط الجيش و كأنهم منقسمون ويريدون زرع الفتن وهذا غير صحيح حسب قوله.
وفي ما يتعلق بالمسلحين الذين يسيطرون على مدينة مصراتة والتي شاركت بعملية “البنيان المرصوص” للقضاء على “داعش” في سرت أشار إلى “أن الإخوة فى مصراتة لديهم خلط في الوضع العسكري فهناك كتائب مؤدلجة دينياً بجانب معظم الذين اشتركوا فى عملية البنيان المرصوص هم شباب وطني متحمس لتحرير ليبيا وهذه نظرة غير التي لدى التيارات المتأسلمة و الآن نحن نمد أيدينا لهؤلاء الشباب فمن يريد الانضمام للقوات المسلحة و تنطبق عليه الشروط فليتفضل ومن لا ينطبق عليه شروط القوات المسلحة فليرجع للعمل المدني لكن تكوين الكتائب بأسماء أشخاص أو مناطق أو قبائل فهذا لا يسمح به بالقوات المسلحة للدولة”.
قطر و أدلة دعمها للإرهاب
أكد الناظوري على دعم قطر للإرهاب فى ليبيا كما قد قام الناطق الرسمي للقوات المسلحة بالإعلان عن بعض المستندات والأدلة التى تؤكد تورط قطر بذلك، وتابع قائلاً:”نحن كشهود عيان ومنذ 2011 تخيل الشعب الليبى بطيبة وقومية عربية أن قطر تمد يد العون فى مساعدتنا للتخلص من حكم اهلك الشعب في المعيشة لكن اكتشفنا بعد ذلك أن لديهم مخطط آخر وانتقامات خاصة وعملوا على تدمير البلاد فلدينا الأدلة على تمويلهم وجلبهم لكل الإرهابيين الليبين من الخارج ثم بدأت قطر تمول دخول عناصر الإرهاب من الأجانب وحتى الآن وخلال معركتنا مع الإرهاب التى استمرت ثلاث سنوات قطر كانت على رأس الدول الداعمة للإرهاب وتمد مقاتلي التنظيمات الإرهابية بالسلاح والأموال والعناصر الجديدة”.
وأضاف” الطائرات القطرية تهبط فى الخرطوم ومنها يوزع السلاح والمقاتلون عبر الكفرة أو عبر مطار ميعتيقة فى طرابلس لدعم الإرهاب بمليارات الدولارات فى شكل سلاح وذخائر وأموال كما أن قطر وتركيا استمروا فى دعم الجماعات الإرهابية وأنا شخصياً اتهم قطر باغتيال اللواء ركن الشهيد عبد الفتاح يونس فى 2011 رئيس الأركان السابق فهو أول من قاوم التواجد القطري في البداية حينما طرد رئيس أركان الجيش القطري من مدينة بنغازي الذي دخل ليبيا وتجول بدون إذن عسكري بعدها بأيام تم استهدافه وقتله والتمثيل بجثته تمثيلا بشعا نحن في ليبيا نتهم قطر بأنها سبب دمار البلاد”.
أعرب الناظوري عن تفائله بوجود اتفاق بين العسكريين تحت قيادة القوات المسلحة و الإتفاق سياسياً، مؤكداً على ضرورة الجلوس على طاولة الاجتماعات.
وأشار إلى وجود مؤشرات تقارب كبيرة بين الليبيين في الوقت الراهن أما تيار “الإسلام السياسي” لا يمكن أن يتم الاتفاق معهم لأنهم جماعات إرهابية بما فيهم “الإخوان المسلمين” و”الجماعة الليبية المقاتلة” وكل المسميات للتنظيمات الإرهابية فلا حوار مع الإرهاب، معتبراً أن الإخوان المسلمين هم أساس الارهاب لكل الجماعات التي خرجت من “عباءة الإخوان المسلمين” بحسب قوله.