الغرياني 3

الغرياني : لهذه الاسباب يجب دعم مبادرة الحوار الليبي الليبي و الدعوة اليها

ليبيا – أكد مفتي المؤتمر الوطني العام “الشيخ” الصادق الغرياني إتصاله منذ 6 أشهر بمجموعة كبيرة من النخب والوجهاء والسياسيين والمسؤولين لدعوتهم إلى التحاور بعد ما وصل إليه حال الوطن من التردي وسفك الدماء وتضييع الحقوق والظلم والإفساد في كل شيء.

الغرياني أوضح خلال إستضافته الأسبوعية في برنامج الإسلام والحياة الذي أذيع أمس الأربعاء عبر قناة التناصح وتابعتها صحيفة المرصد بأنه قال لهذه المجموعة بأن تجربة الأمم المتحدة مضى عليها أكثر من عام والأمور تزداد سوء كل يوم وهو ما يحتم على الليبيين أنفسهم المعنيين بالأمر التحرك لأن المجتمع الدولي يقول أن الحل بأيديهم ما يدعو إلى الإلتقاء وبدء صفحة جديدة وعدم نبش الماضي والوصول إلى حل توافقي بعيداً  عن هيمنة هذا المجتمع والتدخل الخارجي حيث لم تلاقي هذه الدعوة جدية من قبل الأطراف التي تم دعوتها إليها.

وأضاف بأن كل ما جرى هو إرسال بعض المندوبين ليتم بعد النقاش والجدال الإنحراف عن المسار الذي تم النقاش بشأنه وأصبح الكلام عن الكيفية التي يمكن من خلالها الإفادة من مشروع الصخيرات فيما كان من المفروض أن يتم التوصل إلى حل توافقي ليصار إلى عرضه على المجتمع الدولي الذي لن يرفضه إذا ما تم التوافق عليه داخلياً وليس أخذ إتفاق سياسي هو محل نزاع وخلاف كبيرين بين الليبيين ومفروض عليهم من بعض القوى الخارجية مشيراً إلى إختيار اللجنة الدائمة لإدارة الحوار الليبي الليبي مبادرة من بين 60 مبادرة تم عرضها على العلماء ومجلس البحوث بدار إفتاء المؤتمر الوطني العام فوجدوها جديرة بالدعم والدعوة إليها لأنها تقوم على العدل والإنصاف.

وأشار الغرياني إلى أن المبادرة دعت إلى إستقالة وتخلي جميع الحكومات الـ3 والمجالس الموجودة الآن وترك المجال لغيرها لأنها جميعاً أصبحت محل نزاع وخلاف وشقاق وفرقة بين الليبيين ليتم إستبدال كل ذلك بإختيار مجلس تشريعي جديد من أكثر الأعضاء أصواتاً في الإنتخابات الماضية للمؤتمر الوطني العام والبرلمان لتتساوى الفرص أمام الجميع مبيناً بأنه لا يوجد عاقل يرفض هذه المبادرة لأنها تتيح الفرصة أمام الجميع من حزب التحالف وحزب العدالة والبناء ومن يتبعون طبرق والإنقاذ والمؤتمر وسبها وطرابلس من خلال أخذ 100 من أعضاء المؤتمر ومثلهم من مجلس النواب ممن تحصلوا على أعلى الأصوات.

وأضاف بأن ميزة هذا الإختيار حتى وإن خرج فيه أعضاء لا يكونوا بالمستوى المطلوب أو من السييئين فأنهم قادرون على جمع الكلمة وإنهاء الشقاق والخلاف لأن أزمة ليبيا ستزداد إذا إستمر النزاع والفتنة والإضطراب وتمسك الجميع بمكانه وموقعه وتمترس بالسلاح ضد خصمه مبيناً بأنه حتى وإن إستطاعت “حكومة الأمم المتحدة” بعد إستقوائها بالدول ودعمها بالطائرات والأموال حفظ الأمن فإن فرض الأمن بالقوة لا يمكن أن يحقق لليبيا الإستقرار حتى لو جاءت قوة العالم كله لتفرض هيمنة السلاح والتجسس والمخابرات والتكنولوجيا لاسيما بعد أن دعموا “حفتر” وقدموا له المال في وقت تتوق فيه الناس إلى الدولار لحاجتهم إليه فضلاً عما عانته البلاد من قهر القذافي الذي بقي لأكثر من 40 عاماً ولم يتم بناء ليبيا بالقهر الذي تم تسخير الأموال لحفظه والإستبداد في ظل غياب العدل والإنصاف وعدم تكافؤ الفرص.

وتطرق الغرياني إلى أسباب دعوة دار إفتاء المؤتمر الوطني العام إلى هذه المبادرة لأنها تجمع الكلمة وتوحد الصف في حكومة واحدة وصوت واحد وجهة تشريعية واحدة وجهاز قضائي مستقل وجهاز أمني وجهازين للشرطة والجيش يتم بنائهما بشكل حقيقي لتنمو بعدها البلاد مبيناً عدم إمكانية بناء دولة بالقوة أو عبر سيطرة جماعة وهو ما عليه الحال وسيبقى في العاصمة طرابلس التي سيطرت عليها عدة جهات منذ الثورة وكل جماعة تطرد سابقتها فيما أعلن “حفتر” (القائد العام للجيش المشير حفتر) منذ أسبوع عن تحرير مدينة بنغازي بشكل كامل في وقت يسقط فيه الموتى بالعشرات كل يوم.

وأعرب الغرياني عن إستغرابه من قيام النخب السياسية والأحزاب مثل العدالة والبناء والتحالف والمحللين السياسين بالتكلم بالصفحات فيما يتجاهلون هذه المبادرة وهو ما يحتم عليهم الإلتفات إليها مناشداً إياهم لأن يلتفتوا لمصلحة بلادهم وأن يأخذوا بها وإن قاموا ببعض التعديل أو الإنقاص أو الزيادة عليها ليسارعوا وتتجه همم الجميع إليها بهدف إنقاذ البلاد والخروج من هذه الأزمة الشنيعة فيما سيتحملون مسؤولية التمسك بالمجتمع الدولي والتدخل الخارجي الذان يعدان إستسلاما وبيعا للوطن سيحاسبهم الله والأجيال عليه لأن هذه المبادرة فرصة للمصالحة الحقيقية.

 

 

Shares