ليبيا – تحصلت صحيفة المرصد الليبية على وثائق أرشيفية تتعلق بالميزانية الأكثر جدلاً خلال السنوات الست الأخيرة و التي خصصت من رئيس المؤتمر العام لغرفة عمليات ثوار ليبيا بناءً على طلبها بعد إصداره قرار تشكيلها .
و بينت الوثائق و هي عبارة عن مطالبة تنشر لأول مرة مقدمة من الغرفة لرئيس الوزراء السابق علي زيدان بشأن صرف ميزانية الربع الأخير من ميزانيتها التي بلغت 990 مليون دينار ليبي ، و قد أحال زيدان بدوره المطالبة الى رئيس المؤتمر الذي أشّر عليها بتكليف ديوانه بمراجعتها مع شخص مالي من غرفة الثوار و صرفها لأسباب وصفها بـ ” الطارئة ” .
و تستند الوثائق على قرار أصدره رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين فى 27 يوليو 2013 بشأن ” تكليف قوة لحماية طرابلس ” و هو القرار الذي أحدث إنقسامات حادة داخل المؤتمر لصدوره من بوسهمين بصفة القائد الاعلى للجيش الليبي رغم إنتهاء صلاحية تفويضه بتلك الصفة .
إضغط للإطلاع بالحجم الكامل
و بينت جداول الميزانية للربع الأخير و التي بلغت 141 مليون من إجمالي 990 مليون إسرافاً فى الصرف على 5000 عنصر من منتسبي غرفة ثوار ليبيا لا يعلم مدى حقيقة وجودهم على أرض الواقع فى ظل إندثار تلك الغرفة بالتزامن مع قرارات إذن مناقلات مالية بعشرات الملايين من المؤتمر لوزارة الدفاع عبر وزارة المالية قبل أن يصدر قرار بنقل تبعية الغرفة لرئاسة الاركان و ذلك بعد صرف مخصصاتها .
إضغط للإطلاع بالحجم الكامل
و على سبيل المثال فإن ملابس و قيافة الـ 5000 عنصر المذكورين للربع الأخير من السنة قد بلغت مليون و 700 ألف دينار أما إجمالي مرتباتهم لأربعة أشهر فبلغ 30 مليون دينار بواقع 6000 دينار شهري لكل عنصر يضاف لهم ممبلغ مماثل للتسليح و الذخيرة .
إضغط للإطلاع بالحجم الكامل
تضمن كشف ميزانية الغرفة عن الربع الأخير لسنة 2013 و هي التي انخرطت فى أنشطة وصفها أعضاء كتلة الـ 94 فى المؤتمر بالإرهابية و المشبوهة فى الوقت الذي دافعت عنها كتلة الوفاء المحسوبة على جماعتي الاخوان و المقاتلة التي كان محمد عماري زايد عضو الرئاسي الحالي عضو قيادي بتلك الكتلة ، تضمن بنوداً غريبة و مموهة ، و منها على سبيل المثال بند العمل السري بقيمة 9 مليون و 500 ألف دينار و بند المحاضرات و الحصص بقيمة 700 ألف دينار و على الأرجح فإنها صرفت لمشائخ و رجال دين من الداخل و الخارج كانت الغرفة تتبنى أفكارهم الدينية ، و ذلك بحسب مراقبين و أعضاء سابقين بالمؤتمر العام .
و لم يخلوا الكشف من جوانب إسراف أخرى واضحة ، و على سبيل المثال لذلك فأن تكاليف خدمات النظافة لأربعة أشهر بلغت 500 ألف دينار أما مياه الشرب فبلغت 195 ألف دينار تضاف لها نفقات سفر و مبيت بواقع 500 ألف دينار إضافة لمبلغ مليون و 200 دينار لخدمات البريد .
مقارنة ميزانية غرفة عمليات ثوار ليبيا بسعر صرف الدولار فى ذلك الوقت و التي تعد التشكيل المسلح الأكثر غموضاً فى ليبيا خلال السنوات الماضية تعادل سنوياً ، حوالي 85% من ميزانية الجيش التونسي ذي الـ 80 ألف جندي و البالغة 1.1 مليار دولار سنوياً و حوالي 50% من جيش المغرب و حوالي 65% من ميزانية الجيش الأردني الذي يحتل مراتب متقدمة على مستوى تراتيب جيوش المنطقة العربية .
https://www.facebook.com/ObservatoryLY/posts/1950868795148386
وثائق و ميزانيات و أموال بمئات الملايين لم تُعرف مواضع صرفها فى ظل منهج عدم الشفافية الذي تنتهجه الحكومات الليبية و تشتت المؤتمر العام بين مستقيل و باقٍ فيه و بين من طوى الملفات و انتقل الى مجلس الدولة ، ما يطرح التساؤلات حول حقيقة الاتهامات الموجهة للغرفة بتمويل الإرهاب عن طريق أفرعها فى الجنوب و الشرق و التي تتهم بدورها بالتحالف و تمويل و تسليح تنظيمات متطرفة كالقاعدة فى الجنوب و درنة و داعش فى بنغازي مع غياب كامل قادتها عن المشهد الاعلامي منذ اكثر من سنتين و إعتقال السعودية مؤخراً ثلاثة قادة كبار منهم ، حتى إنه لم يتبقى من ذلك الكيان الا صفحة رسمية قليلة النشاط على موقع فيسبوك !
المرصد – خاص