ليبيا – أكد رئيس لجنة إدارة شركة الخليج العربي للنفط محمد بن شتوان أن الشركة لم تتوقف عن الإنتاج لأنها كانت تصدر إنتاج الحقول النفطية عبر ميناء الحريقة النفطي فيما تم إغلاق الحقول الأخرى التي يتم تصدير إنتاجها عبر موانئ الزويتية والسدرة وراس لانوف.
بن شتوان أوضح خلال إستضافته في برنامج الحدث في أسبوع الذي أذيع أمس الجمعة عبر قناة ليبيا الحدث وتابعتها صحيفة المرصد بأن إغلاق الحقول أتى بسبب هيمنة الميليشيات المسلحة عليها قبل قيام القوات المسلحة بتحرير الموانئ النفطية في سبتمبر الماضي ليبدأ الإنتاج من هذه الحقول ومنها حقل النافورة مشيراً إلى عودة إنتاج كافة الحقول التي تعمل بها شركة الخليج العربي للنفط حيث وصل إنتاج الشركة بعد إعادة فتح الموانئ النفطية إلى 336 ألف برميل يومياً ليتعافى الإنتاج في ليبيا عموما وليتجاوز المليون برميل يومياً خلال مدة قصيرة.
وأضاف بأن الحقول النفطية تعمل الآن ولكن ليس بكامل كفائتها حيث لا يعمل حقل السرير بكامل كفاءته وينتج حاليا 140 ألف برميل يومياً فيما كان من الممكن أن يتجاوز إنتاجه الـ250 ألف برميل يومياً إذ حالت المشاكل الاستراتيجية التي لم تعالج في السابق دون ذلك وأبرزها مشكلة توليد الكهرباء مبيناً القيام بجلب توربينات متنقلة جاري تركيبها في الحقل بهدف تعافي الإنتاج فيما مثل تعرض المحطة للإحتراق بالكامل نتيجة لشرارة سببها تساقط الأمطار على حقل السرير سبباً آخر في تراجع الإنتاج حيث تم التعاقد على توريد محطة جديدة يتوقع وصولها قريباً.
وتطرق بن شتوان إلى وجود بعض المشاكل في الحقول الأخرى في وقت إستطاعت فيه شركة الخليج العربي النفطية وعلى الرغم من هذه الظروف أن تحقق مشاريع استراتيجية منها مولدات الكهرباء فضلاً عن إرسال التوربينات والمحركات في حقل البيضاء إلى الخارج لغرض إعمارها بشكل كامل وهو ما تم فعلاً مشيراً إلى وجود مشكلة مع شركة GE في حقل مسلة في وقت تمر فيه الشركة بمرحلة إنهاء التعاقد معها لأنها الشركة الوحيدة التي فيها تلكؤ في الحضور وإنهاء العمل.
وأشار بن شتوان إلى ما كانت تعانيه شركة الخليج العربي النفطية من وضع أمني مترد شهد الآن تحسناً في ظل قيام القوات المسلحة وحرس المنشآت النفطية التابع للقيادة العامة للجيش بتأمين الطريق والمطارات والمشاريع الاستراتيجية ليتم إفتتاح حقل مسلة بعد توقفه لسنوات طويلة بسبب تردي الوضع الأمني وعدم وجود الشركات الأجنبية وحتى الليبية منها التي كانت تتخوف من التواجد في الحقول النفطية مبيناً بأن الشركة إستطاعت على الرغم من غياب الميزانيات المالية من تحقيق إنتاج نفطي جيد.

وأضاف بأن الدولة والمصرف المركزي لم يقدما الميزانية الكاملة للمؤسسة الوطنية للنفط التي تقوم بدورها بتوزيع هذه الميزانية على شركة الخليج العربي النفطية التي تعد أول شركة إستطاعت إقناع الشركات الأجنبية بالحضور إلى مدينة بنغازي والحقول النفطية والوحيدة التي لم تتوقف عن الإنتاج على الرغم من وجود الميليشيات المسلحة في الموانئ النفطية وكان تعمل في مقرها بمنطقة الكيش في وسط المدينة وبالقرب من مناطق الإشتباكات فيها حيث أسهمت وطنية من هم موجودين بالشركة والحقول وتظافر الجهود بالإستمرار في الإنتاج.
وتحدث بن شتوان عن قيام شركة الخليج العربي النفطية بوضع حجر الأساس للمشاريع وإزالة ركام ما دمره “الدواعش” وتجري الآن الدراسات الهندسية وتضع الخرائط والأسس التي تم عرضها على مدير الأمن وسيتم عرضها على وكيل وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة وعميد بلدية بنغازي ليتم الإعلان عنها في العطاءات فضلاً عن قيام الشركة بترميم وصيانة مركز قلب بنغازي وكان الإنجاز ضخما لخدمة المواطن البسيط وهي الآن في طور جلب جهاز قسطرة لمدينة بنغازي ومعدات طبية لمدينتي جالو وإجخرة بالإضافة إلى تقديمها قطع أراض لإنشاء مستشفى 1200.
وأضاف بأن الكثير من المؤتمرات والدورات والإمتحانات للأجهزة الأمنية والقوات المسلحة أقيمت في شركة الخليج العربي النفطية التي لم تتأخر عن فعل أي شيء لصالح مدينة بنغازي وقامت بحفر بئر مياه عميق جدا في مدينة طبرق على الرغم من تكلفته العالية لتوفير المياه للمدينة بالإضافة إلى الكثير من الإنجازات التي يعلمها الكثير والتي قدمتها الشركة إنطلاقاً من واجبها الوطني تجاه البلاد مشيراً إلى إمتلاك الشركة الإستكشافات والإنتاج ومصفاتين في حقل السرير وفي ميناء الحريقة وفيهما كوادر فنية ممتازة ومنظومة متطورة ذات تقنية عالية حيث تم الإشادة بالشركة في عدة مؤتمرات ومحافل دولية ومن قبل رئيس المؤسسة الوطنية للنفط.
وتطرق بن شتوان إلى الطلب الذي تقدمت به شركة الخليج العربي النفطية لشركة شلمبرجير التي غادرت ليبيا بالكامل عام 2011 بسبب الوضع الأمني حيث تم الطلب منها خلال إجتماع عقد مع مدرائها في باريس بالقدوم إلى مدينة بنغازي التي تتمتع بوضع أمني جيد هي والحقول النفطية حيث تحقق ذلك وإنبهرت الشركة الأجنبية بالأوضاع الأمنية المستقرة بفضل رجال الشرطة والقوات المسلحة ممن ساهموا مشكورين بإنجاح ذلك وتسهيل الإجراءات لتقوم هذه الشركة بالتقييم الأمني الذي كان ممتازاً لتعود بعد ذلك وتفتتح مكتبها في مدينة بنغازي وإرسال المعدات لتكون بذلك أول شركة أجنبية تبدأ بالعمل مع شركة الخليج العربي النفطية.
وشدد بن شتوان على مسألة عدم تأخر صرف رواتب العاملين في الشركة بشكل شهري فيما تم إيقاف عمليات التدريب في الخارج لفترة بسيطة بسبب الظروف الأمنية ولعدم تواجد المستخدمين حيث تم تدريب 360 متدرباً عادوا بعد تلقيهم التدريبات ليتم إرسال مجموعة أخرى لتكون بذلك الشركة الوحيدة في ليبيا من حيث إمتلاك التدريب الخارجي والتأمين الصحي الداخلي والخارجي متطرقاً في ذات الوقت إلى مسألة الإتصال بشركة أكانا الأميركية المتخصصة بالمشاريع الهندسية والبيئية لمناقشة المشاكل البيئية التي تواجه الشركة ومعالجة المواد المصاحبة للنفط حيث قدمت عرضاً وطلب منها الحضور بعد إقتنعت بأن الوضع الأمني ممتاز.
وأشار بن شتوان إلى أن ليبيا ما زالت معفية من تخفيض الإنتاج حسب إتفاقية أوبك إذ لم يصدر شيء رسمي لأن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط هو أعرف بذلك لأنه يحضر إجتماعات أوبك مبيناً في سياق آخر بأن شركة الخليج العربي النفطية لا تقف عائقاً أمام محطة الكهرباء التي ستصل إلى 500 ميغاواط وستغطي المنطقة من مساعد إلى البيضاء وتتمنى أن تنفذ هذه المحطة لحل مشكلة الكهرباء التي تعاني منها ليبيا بالكامل وليس مدينة طبرق فقط.
وتناول بن شتوان خلال إستضافته موضوع دعوة شركة الخليج العربي النفطية لجميع الشركات الأجنبية بالعودة إلى ليبيا حيث تحقق التجاوب من الشركات الفرنسية والإنجليزية والأميركية فيما كان رد شركة نيفا بولونيا الإيطالية غير لائق وقالت أن ليبيا دولة غير مستقرة مشيراً إلى بدء العمل مع الشركات الأجنبية العائدة على الرغم من نقص السيولة النقدية وهو ما يحتم على المؤسسة الوطنية للنفط الضغط على المصرف المركزي لتوفيرها لأن عدم توفرها سيضطر الشركة إلى تخفيض إنتاجها تدريجياً إلى أن يتوقف حيث لا تستطيع ليبيا أن تثبت الإنتاج أو تزيده ما لم تتوفر الموادر المالية للمحافظةعليه.
وأشار بن شتوان إلى ما حققته شركة الخليج العربي النفطية من إكتشافات جديدة في العام 2014 في مسطح برقة وتم الإعلان عنها والآن سيتم إجراء عملية المعالجة والدراسة لتحديد الآبار الإستكشافية وبدء الحفر فيها حيث من المتوقع وجود كمية إنتاج كبيرة لأن ليبيا فيها كميات كبيرة ونحو ثلثي مناطقها لم يتم إستكشافها بعد وهذا ما يجعل الشركات الأجنبية تترقب عودة الأمن وإستقرار البلاد حتى يتم الإستكشاف البري والبحري للنفط.
وتحدث بن شتوان عن إفتتاح مطار بنينا منذ فترة حيث غادرت 3 رحلات يومية من المطار إلى الحقول النفطية إذ ساهمت شركة الخليج العربي النفطية في إعادة المطار للعمل والتي ستنهي أعذار الشركات التي أقفلت مكاتبها في مدينة بنغازي والتي يجب أن تعود لخلق فرص عمل لليبيين أو ستضطر الشركة لإعطاء جميع أعمالها للشركات الأخرى كاشفاً في ذات الوقت عن إجتماعات عدة مع المسؤولين عن الموانئ على أمل أن يتم إعادة إفتتاح ميناء بنغازي قريباً للمساعدة في عودة النشاط والعمل من جديد.