ننشر النص الكامل لكلمة فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي و مبادرته لإنهاء الأزمة فى ليبيا

ليبيا – ألقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج فى وقت متأخر من مساء السبت كلمة قطعت بثها قناة ليبيا الرسمية و بثها مكتبه الاعلامي عبر موقع فيسبوك و تناقلتها عدد من القنوات الفضائية الليبية .

و جاء فى كلمة السراج التي تنشر المرصد أبرز ماجاء فيها الدعوة لانتخابات برلمانية و رئاسية بحلول مارس المقبل مؤكداً بأن هذه المبادرة من إجتهاده الشخصي و بأن حكومته ستسلم السلطة الى الحكومة القادمة التي سيختارها الرئيس بعد منحها ثقة البرلمان المنتخب وفقاً للمبادرة  .

و طرح السراج فى كلمته التي قال فى بدايتها إنها تتناول ملابسات ما جرى منذ دخوله طرابلس و حتى ختامها التي تحدث فيها عن خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة وفقا لمبادئ عامة ورؤيته للمرحلة تضمنت اجراء انتخابات رئاسية و برلمانية مشتركة في شهر مارس القادم و الإعلان عن وقف جميع أعمال القتال ، إلا ما يخص مكافحة الإرهاب.

كما اشتملت الكلمة على تشكيل لجان مشتركة من مجلسي النواب و  الدولة للبدء في دمج مؤسسات الدولة المنقسمة مع وضمان توفير الخدمات للمواطنين ، وفصل الصراع السياسي عن توفير هذه الخدمات .

وأشار السراج في خارطة الطريق التي طرحها لضرورة ان يلتزم مصرف ليبيا المركزي بتنفيذ السياسات النقدية التي تم الاتفاق عليها بشكلٍ عاجل لعلاج مشكلة السيولة وتعديل سعر صرف الدينار.

وتناول احد بنود الخارطة الى انشاء المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الذي قال إنه سيكون من 100 عضو ودراسة آليات تطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والعفو العام ، وإنشاء لجان للمصالحة بين المدن .

https://www.facebook.com/ObservatoryLY/videos/1953268734908392/

كما تحدث السراج عن ” تضحيات عناصر مجموعات البنيان المرصوص ” فى سرت و شباب و قوات الجيش فى بنغازي داعياً لضرورة الفصل بين الارهاب و الاختلاف السياسي قائلاً : ” ليس كل من نختلف معه نصنفه إرهابياً ” .

وفي كلمته قال السراج ان البلاد تمر بمرحلة حرجة ومفصلية مؤكدا إدراكه الكامل لما يواجهه المواطن من معاناة ليس الآن فقط بل منذ عقود مضت قائلا : ”  في الوقت الذى تمني فيه الجميع أن تصعد بلادنا لمصاف دول العالم المتقدم إلا أننا انتهينا بمآسي جديدة خلال السنوات الست الماضية، خلصنا فيها أننا جميعا نتحمل مسؤولية ما كنا فيه من قبل وما وصلنا اليه الآن،فلا مزايدة من أحد قد استوي الجميع أخطأنا وأصبنا وحان الوقت لوحدتنا وإنقاذ وطننا ”  .

وقال السراج انه عمل كل ما يمكن لرأب الصدع ولم الشمل ومد يد المصالحة للجميع إلا أن عدم التزام الأجسام المنبثقة عن الاتفاق السياسي بكل الاستحقاقات الواردة في هذا الاتفاق، والانقسام الحاد في مؤسسات الدولة ، ضاعف من صعوبة مهمته موضحاً بأن الرئاسي ليس طرفا في الصراع، بل كل ما يريده هو أن يساهم في الحل ، فالوطن يبنى بسواعد وعقول جميع أبنائه دون استثناء أو إقصاء أو تهميش .

و أضاف ان المجلس عقد العزم منذ البداية على ومواجهة الأزمات التي تعصف بالبلاد والتي تراكمت منذ سنوات مضت من عجز للميزانية وهبوط حاد في إنتاج النفط وعدم قدرة المركزي على اتخاذ سياسات نقدية فاعلة وفورية، لحل مشكل السيولة أو إنقاذ سعر صرف الدينار من الانهيار.

و أوضح بأن المجلس قدم ما بوسعه محلياً ودولياً لتحريك عجلة الاقتصاد والإنفاق على الأمن والصحة والتعليم وغيرها من الخدمات وحرص على رفع إنتاج النفط قائلاً بإنه تحلى بأقصى درجات التعقل وسعة الصدر وبعد النظر  حتى لا يجر للتصعيد المسلح المتكرر حول الموانئ متجنبا التصادم عاملا على تطويق العنف لكون النفط ثروة الليبيين جميعا  ولا بد ان يخرج من دائرة الصراع السياسي ، وفق تعبيره  .

وأشار السراج الى ان إنتاج النفط قفز خلال عام من مائة وخمسون ألف برميل في اليوم ، إلى قرابة المليون برميل في الوقت الحالي وقال انه رغم ذلك وصلت البلاد إلى مرحلة استفحل فيها الفساد وتجار الاعتمادات ودواعش المال العام .

و أضاف : ” كل هذا مع العجز التام لأعضاء مجلس النواب ومجلس الدولة في الوفاء باستحقاقهما بخصوص المناصب السيادية من أجل تصحيح هذا الأمر ومحاسبة المسؤولين و نحذر من إننا سنتخذ  إجراءات استثنائية لعلاج هذا الأمر لأن صبرالليبيين قد نفذ وجاء الوقت لنعمل معاً ” .

وتحدث رئيس  الرئاسي عن الملف الأمني مشيرا الى ان إن تواجد المجموعات المسلحة بصور ومسميات متعددة كان واضحاً وجلياً في معظم المدن و قال : ” لم  يرى من سبقونا خطورة انتشار السلاح ، ولم يعملوا على جمعه منذ الأيام الأولى و لكننا تعاملنا مع هذه الظاهرة بطريقة شهد لها الجميع حيث بدأت تظهر أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية رغم كل التحديات، فهذا عمل يحتاج إلى صبرٍ وبرنامجٌ شامل،  فهمنا كان ولا يزال ألا يراق دم ليبي في مقدورنا حقنه ، والعمل على إخراج البلد من هذه المعضلة دون خسائر في الأرواح بقدر الإمكان ، وتجنب تدمير منشآت الشعب وممتلكات المواطنين “.

واشار السراج الى ما أبدته ” المؤسسة العسكرية والامنية ”  من حزم تجاه من انتهج الفوضى اما عن  السياسة الخارجية ، فقال : ” لقد  تعاملنا بشكل متوازن مع دول العالم ،فنحن لسنا ألعوبة بيد أحد ، وقلنا للمتدخلين سلبا في شؤوننا ، ومازلنا نقول أرفعوا أيديكم عن ليبيا  ” .

وتابع : ”  لقد أوضحنا أن طلب المساعدة للنهوض بالوطن ومكافحة الإرهاب ليس طلباً للتدخل، وليس انتهاكاً للسيادة ، فعندما نتحد ونحترم أبناء شعبنا ونرفع من شأنهم وننهض ببلادنا فبذلك فقط يحترمنا العالم وتتحقق السيادة ” .

وأختتم السراج كلمته بطرح مبادرة للخروج من الازمة مبنية على رؤيته للوضع السياسي الراهن، ، ومن وحي المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب ورفع المعاناة عنه مشيرا الى إنها تتيح الفرصة أمام الجميع ، وعلى قدم المساواة ، بأن يمتحنوا رأي الشعب فيهم ، و ذلك على حد تعبيره .

المرصد – خاص

Shares