ليبيا – دشن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج حواراً مجتمعياً مع هيئات ونقابات وإتحادات مهنية وأساتذة جامعيين ونشطاء سياسيين من خلال لقائه بمقر المجلس وفدا من ملتقى الحوار المدني بمشاركة مركز ليبيا للدراسات الستراتيجية والمستقبلية.
اللقاء الذي تم يوم الثلاثاء الماضي وفقاً للمكتب الإعلامي للسراج وتابعت تفاصيله صحيفة المرصد أتى في إطار ما قرره رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بشأن فتح حوار وطني تنصهر خلاله الأفكار والمبادرات ووجهات النظر للخروج من حالة الركود السياسي الحالي والوصول إلى مرحلة أكثر إستقراراً حيث ضم الوفد رئيس المركز ورئيس الإتحاد الوطني لعمال ليبيا ورئيس غرفة التجارة والصناعة ورئيس إتحاد المهن الصناعية وأمين الفروع بإتحاد طلبة ليبيا وأعضاء بنقابة المحامين ونقابة معلمي طرابلس وممثلين عن الإتحاد النسائي الإفريقي وباحثين في مجلس ليبيا للأبحاث وأعضاء بالهيئة البنغازية وأعضاء بمنظمة ليبيا ونخبة من الأساتذة الأكاديميين وأعضاء تدريس بالجامعة وضباط متقاعدين ونشطاء سياسيين .
ورحب السراج باللقاء والحوار مع هذا الوفد الكبير الذي يعبر عن أطياف متنوعة من فعاليات المجتمع الليبي وقدم لمحة عن التحديات التي واجهها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والظروف المتعددة التي مرت به وكيفية تعامله مع تعقيدات المسائل السياسية والأمنية والإقتصادية قائلا:” وفقنا وأخفقنا وأخطأنا وأصبنا”.
وأضاف: “لقد طرقنا كل الأبواب ونجحنا في الجلوس مع عدد ممن يخالفوننا الرأي أو يعارضون نهجنا وهنالك محاولات للإلتقاء بآخرين لعلنا نجد من يصغي لخطاب التوافق لأن يدنا ممدودة للجميع لإيجاد أرضية مشتركة بين الفرقاء السياسيين”.
وتحدث رئيس المجلس الرئاسي عن حالة التشظي التي يعيشها مجلس النواب ومجلس الدولة وهي حالة تدعو للإحباط ولا تبشر بقيام التوافق فيما يحتاج الحوار المسؤول الذي يؤدي إلى أرضية مشتركة إلى أجسام سياسية متماسكة.
وتحدث السراج عن خارطة الطريق التي طرحها في خطابه مساء يوم السبت الماضي قائلا بأن الإنسداد شبه الكامل في الأفق السياسي دفعه إلى الإجتهاد وطرح خارطة طريق تمكن البلاد من إجتياز حالة الإنقسام التي لم تقتصر على المجلسين التشريعي والإستشاري بل طالت المؤسسات الحيوية للدولة وإنعكست سلبا على كافة أوجه الحياة في البلاد.
وأضاف بأن خارطة الطريق تستهدف الوصول سريعا إلى مرحلة أكثر ثباتا وذات معالم واضحة تعتمد على إرادة المواطنين من خلال صناديق الإقتراع وتنتج دستورا توافقيا ناضجا تستند عليه الأجيال القادمة مستعرضا الحجج التي أوردها المنزعجون من تحريك المياه الراكدة والمستفيدين من حالة الإنقسام والذين لم يعودوا يرون أبعد من المصالح الضيقة.
وأشار السراج في معرض شرحه لرؤيته بما رفعه هؤلاء من فزاعة الأمن لإحباط التوجه لإنتخابات مبكرة مقارنا الوضع الأمني في العاصمة طرابلس عندما أجريت إنتخابات العام 2014 والوضع الحالي فيما تعد الجوانب الفنية لخارطة الطريق قابلة للنقاش وتشير إلى توقيت إجراء الإنتخابات وهل تجري في مارس أو فبراير أو ديسمبر.
وأكد السراج بأن الخلاف بين جل الفرقاء خلاف سياسي وصراع على السلطة وأن الطريق السليم لفك الإشتباك الذي ينهك الوطن ويطيل من أمد الأزمة هو تحكيم المواطنين عبر صناديق الإقتراع.