إفتاء المؤقتة ترد على جدل فتوى الأباضية و تتهم الغرياني و هيئة علماء ليبيا بإنتهاج ” التكفير “

ليبيا – أصدرت اللجنة العليا للإفتاء بالحكومة المؤقتة مساء السبت بيان بشأن ما قالت أنه ”  التشغيب ” على فتوى قديمة صادرة عنها تم إظهارها تزامناً مع تحرير بنغازي و ذلك فى إشارة منها للفتوى المتعلقة بالمذهب الاباضي .

و أكدت اللجنة فى البيان الذي تلقت المرصد نسخة عنه متابعتها عن كـثبٍ التداعيات الحاصلة على فتواها في حكم الصلاة خلف من يقول بأن القرآن مخلوق وينفي رؤية المؤمنين لربّهم في الآخرة الصادرة في مايو 2016 و ذلك وفقاً للبيان .

و قالت : ” قد لاحظت اللجنة أن طوائف من التكفيريين والعلمانيين أثارت فتنة وتحريشاً بين المسلمين أمازيغ وعرب لإحياء نعرة جاهلية علماً بأن الفتوى ليس فيها ذِكرٌ للأمازيغ ففي الأمازيغ علماء أجلاء ومشايخ فضلاء وقادة فتوحات، وفتوى اللجنة إنّما كانت في كل من يعتقد هذه الأمور المذكورة في السؤال الموجّه إليها، ألا وهي عقيدة أن القرآن مخلوق ونفي رؤية المؤمنين لربّهم في الآخرة وقدّر الله أن يكون طالب الفتوى من الجبل ” .

و أضافت إفتاء المؤقتة بأن كل من يعتقد هذه العقائد لا تجوز الصلاة خلفه سواء كان عربياً أم أمازيغياً، إباضياً كان أم أشعرياً و ذلك وفقاً لقول أصحاب المذاهب الأربعة (الحنفيّ- المالكيّ- الشافعيّ- والحنبليّ) يضاف لعم وأئمة المالكية و على رأسهم الإمام مالك وسحنون وابن عبد البرّ وابن رشد وغيرهم من الذين قالت إنهم لا يجيزون الصلاة خلف من يعتقد هذه العقائد التي أكدت بطلانها .

و تابعت : ” ليس في قول اللجنة في فتواها: (عندهم عقائد كفرية) تكفيرٌ لأعيان الإباضية أو لأئمة مساجدهم، وقد قرّر ذلك أئمة الإسلام في كتبهم، ففرّقوا بين الإطلاق والتعيين، وهذا لا يخفى على من عنده أبجديات العلم الشرعي ” .

و أشارت اللجنة العليا للإفتاء فى بيانها الى منهجها و قالت إنها معروفة بوسطيّتها و إعتدالها القويم و بحرصها على وحدة البلاد ومحافظتها على السلم الاجتماعيّ على ضوء الكتاب والسنة و قالت : ” اللجنة كثيراً ما تحثّ المسلمين على فضّ النزاعات بينهم وترشدهم إلى المصالحات وتـؤيّد جميع ما حصل في ليبيا من رأبٍ للصدع وجمعٍ للكلمة ” .

و أكد البيان حرص اللجنة فى الحفاظ على السلم الاجتماعيّ و دعمها وتأييدها للجيش الليبيّ في حربه على الإرهاب والمتطرفين مشيرة الى أنها أوضحت ” حال الخوارج ” في ليبيا واصفة مفتي المؤتمر العام الصادق  الغريانيّ بالمجرم و فتاويه بالتكفيرية لكونها تدعو لسفك الدماء المعصومة ، و ذلك بحسب البيان .

و أضافت : ” اللجنة ردت أيضاً على ما يُسمّى بهيئة علماء ليبيا التكفيرية، ورَدّت على قناتي النبأ والتناصح التكفيريتين، ورَدّت على التطرف العلمانيّ وعلى بعض أفرادهم من الطاعنين في الشريعة والرسل والصحابة وأئمة السلف الصالح، بل والطاعنين في الله عز وجلّ ” .

و إعتبرت اللجنة قيادة الحملة على فتواها وتشويهها وتهويلها وتأويلها من قبل بعض الجهات هو دليل على وسطيتها و قالت : ” هؤلاء هم من الذين عُرِفوا بالتكفير والإرهاب والعمالة، كقناتي الجزيرة والتناصح، وجماعة الإخوان المسلمين الليبية الإرهابية، وما يسمى بهيئة علماء ليبيا التكفيرية، وبعض أرباب العلمانية العابثين في البلاد بالفساد، والمتحالفين مع الغرب في فرض حكوماتٍ تجمع شتات الإرهاب” .

و ختمت اللجنة العليا للإفتاء بيانها موجهة رسالة الليبيين عامة و الأمازيغ خاصة بعدم الانجرار خلف من وصفتهم بمثيري الفتن الذين خسروا حربهم العسكرية فأرادوا أن يجرّوا البلاد إلى حروب عرقيّة، ليتسنّى لهم في هذه الفوضى تنظيم صفوفهم وإعادة كرّات التكفير والاغتيالات والتفجير ، و ذلك على حد تعبيرها .

المرصد – خاص 

Shares