افحيمة: القوى الدولية لا يهمها أمر ليبيا وتتدخل فقط لحماية أمنها القومي

ليبيا – أكد عضو مجلس النواب صالح افحيمة أن مشاركة قائد الجيش المشير خليفة حفتر في حفل إفتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية في مصر أمر طبيعي لأنه يمثل ليبيا بوصفه قائداً شرعياً وفقاً للإتفاق السياسي الذي شرعن حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب.

افحيمة أوضح بمداخلته الهاتفية في برنامج خبر وبعد الذي أذيع أمس السبت عبر قناة ليبيا لكل الأحرار وتابعتها صحيفة المرصد بأن هذا الإتفاق شرعن مجلس النواب الذي إنبثق عنه قائد الجيش والمؤسسة العسكرية مبيناً في ذات الوقت بأن رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح ليس القائد الأعلى للقوات المسلحة وفقاً للقرار 20 لعام 2014  الذي أكد أن مكتب رئاسة المجلس مجتمعاً يمثل هذه الصفة وبالتالي فمن غير العملي أن يحضر المكتب مجتمعاً لهذا الحفل فحضر قائد الجيش خليفة حفتر إليه.

وأضاف بأن حكومة الوفاق المرفوضة من مجلس النواب تمتلك الشرعية الدولية وهو أمر لا خلاف عليه لكن تنقصها الشرعية المحلية وهو ما يمثل سابقة أن يتم تنصيب حكومة على دولة رغما عن إرادتها والبرلمان المحلي الذي من المفترض أن يعطيها الشرعية مشيرا في  سياق آخر إلى دعم مصر للشرعية والقوات المسلحة وعدم تدخلها من حيث الدعم على الأرض وبأنها لم تقدم أسلحة بل ذخائر فقط لتلتزم بذلك بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة الظالمة وهو ما يجعل الجانب المصري مطالباً بعدم الإلتزام بهذه القرارات لأن الجيش الليبي يقارع الإرهاب فيما ساهمت القوات المصرية في توجيه بعض الضربات الجوية هنا وهناك دعما للجيش وأمام مرأى ومسمع دول العالم وهو ما لا يتعارض مع القرارات الدولية بشأن ليبيا والتي تنص على أن أي دولة تتعرض للتهديد من داخل البلاد لها الحق وبالإتفاق مع الحكومة المحلية أو أصحاب الشأن بالتدخل لدفع هذا التهديد فضلاً عن عدم تعارض ذلك مع مع الإتفاق السياسي.

وأشار افحيمة إلى أن فائدة القواعد العسكرية المصرية إن كانت موجودة في الأصل ستعم على ليبيا والليبيين أينما كانوا وحلوا ولن تكون محصورة على المشير خليفة حفتر أو المؤسسة العسكرية للجيش لمساهمتها في دحر الإرهاب وضرب الميليشيات المتطرفة ولن تتدخل في الشأن الليبي إلا وفقا للقانون الدولي والإتفاقات مع “الحكومة الليبية” وبعد إذن مسبق كما حدث في المرات السابقة مضيفا بأن مصر تقوم ببناء هذه القواعد والصرف عليها ليس من أجل ليبيا وهي قواعد عسكرية مصرية بالأساس وفي حال تعرضها لأي خطر أو تهديد أمني من ليبيا أو غيرها ستستخدم هذه القواعد وفي المقابل توجد في مدينة طبرق قاعدة جمال عبد الناصر على الحدود المصرية لأن لكل دولة الحق في التصرف داخل أراضيها كما تشاء.

وأضاف بأن مصر تقوم بكل هذه الجهود ليس من أجل ليبيا والليبيين بل لحماية عمقها الأمني والاستراتيجي داخل البلاد وهي تعلم أن وصول المتطرفين على تخوم حدودها الغربية لن يمكنها من منعهم من الدخول إلى أراضيها ولهذا تقوم بضربات إستباقية للحيلولة دون وصول الإرهاب إلى داخل أراضيها مستدركاً بالإشارة إلى أنه وفي ظل وجود تقارب مصري عسكري مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر سيتحقق الحل السليم ويتم تطهير ليبيا بالكامل حيث باتت في المنطقة الشرقية ومدينة بنغازي شبه آمنة ولم يتبقى سوى بعض الجيوب التي يتعامل معها الجيش.

وأكد افحيمة بأن من الإجحاف القول بأن مصر داعمة للطرف السياسي أو للمؤسسة العسكرية الموجودة في الشرق بعد أن إعترفت بالإتفاق السياسي ومكنت من خلال جامعة الدول العربية المندوب الذي تم تعيينه من قبل حكومة الوفاق وتدعو دائماً لإيجاد حل ومخرج سياسي وتصريح الخارجية المصرية في أكثر من مناسبة وبيان بأن لا حل عسكري في ليبيا مشيراً إلى أن هذا لا يعني أنها ستقف مكتوفة الأيدي أمام تمدد الإرهاب وتوسع الميليشيات المسلحة لأن هذا يمثل تهديد لأمنها القومي وهي مضطرة لتحريك قواتها وأن تضرب الإرهاب خارج أراضيها حتى لا يتمكن من التسلل لأراضيها.

وتحدث افحيمة عن وجود قوات الجيش على تخوم مدينة سرت وعلى بعد 20 كيلومتراً منها و70 كيلومتراً من جنوبها بعد أن أصبحت آمنة بفضل مجهودات قوات البنيان المرصوص وفي ظل وجود تفاوض بين الجانبين لتسليم المدينة من دون إراقة للدماء بعد أن رحب أهالي سرت في بيان لهم بدخول الجيش لتأمين المدينة مؤكداً بأن قوات الجيش لا تعتزم الدخول بالقوة حتى هذه اللحظة إلى سرت منعاً لإراقة الدماء والتسبب بمزيد من الدمار لها ولأهاليها.

ونفى عضو مجلس النواب ما يشاع عن وجود تدخل عسكري دولي في حال تقدم الجيش بإتجاه الغرب إذ لا تريد القوات المسلحة التقدم عنوة فيما لا توجد أيضاً قوة دولية تمنع القوة الموجودة في الغرب من التقدم نحو الشرق لأن ليبيا ليست على سلم أولويات الدول الكبرى التي تستطيع أن تمنع ذلك مبيناً بأن هنالك دول يهمها أن ينتهي الإرهاب في البلاد وتساعد القوات المسلحة كما كانت تساعد قوات البينان المرصوص عندما دخلت سرت لمحاربة الإرهاب وستساعد أي قوة نظامية كانت أو ميليشاوية للقضاء على الإرهاب لأنها لا يهمها الوضع في ليبيا بل يهمها أمنها القومي.

Shares