ليبيا – خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الرئاسي فائز السراج و المشير حفتر غربي باريس ، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن إعتقاده بأن قضية السلام فى ليبيا قد حققت اليوم خطوة مهمة إلى الأمام .
و تقدم ماكرون فى كلمة تابعتها المرصد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ضيفيه بقصر لاسيل غربي باريس بالشكر لهما على العمل الذي أنجز قائلاً : ” أشكر رئيس المجلس الرئاسي السيد فائز السراج و قائد الجيش الوطني السيد خليفة حفتر اللذان إعتمدا اليوم الإعلان المشترك الذي تلي عليكم للتو ” .
و قال : ” هذا الإعلان يحدد خارطة طريق من أجل المصالحة الوطنية بدعم من الممثل الخاص الجديد السيد غسان سلامة الذي أشكر حضوره معنا اليوم ، أنا مؤمن و بعمق بأمكانية الخروج من الحرب الأهلية و إنتصار السلام من خلال الحوار وهذا ما أشكركم عليه اليوم و ما قمنا به من اجل و لصالح الشعب الليبي والإستقرار في المنطقة و نجاح مكافحة الإرهاب ” .
و تابع : ” فى 17 ديسمبر 2015 تم التوقيع على إتفاق تاريخي في الصخيرات برعاية الأمم المتحدة و كانت هناك عراقيل رغم الجهود التي بذلت من جميع الأصدقاء و شركاء ليبيا ما زاد آلام وعذاب الشعب الليبي إضافة لهجمات داعش في ليبيا و تونس مع خطر أن تصبح الأرض الليبية ملاذاً للمنظمات الإرهابية ” .
و عبر ماكرون عن أمله بأن تصبح ” الإنقسامات البغضاء ” شيئاً من الماضي و قال مخاطباً السراج و حفتر : ” لقد تحققت نجاحات تحت سلطتكما ضد الإرهاب في بنغازي بفضل الجيش الوطني و سرت بفضل البينان المرصوص و هنا أشيد بالمقاتلين و برئيس الرئاسي لقيامه بكل شيء من طرابلس لأجل الشروع في بناء دولة تتمتع بمؤسسات فعالة و لكن الإنقسامات السياسية و الخصومات العسكرية من شأنها تقويض ما تحقق لذى كنّا بحاجة لإنطلاقة جدية ” .
و وجه الرئيس الفرنسي التحية للمبعوث الأممي السابق مارتن كوبلر الذي قال أنه عمل خلال سنة من الزمن لتطبيق إتفاق الصخيرات و أضاف : ” هنا أريد تحية أي عمل قدمه الإتحاد الأوروبي ولا سيما إيطاليا وصديقي جينتيلوني لقيامه بالكثير في هذا المجال كما أشكر مصر و الجزائر و تونس و الإمارات العربية المتحدة و المغرب و الإتحاد الإفريقي لتقديمهم جميعاً مبادرات متعددة تسير في نفس الإتجاه مع مازتم اعتماده في هذا الإعلان المشترك أي من أجل المصالحة و السلام ” .
و قال : ” اليوم الرئيس السراج والجنرال حفتر يمكنهما ان يصبحا رمزًا للوحدة الوطنية والمصالحة والسلام وهنا أقول رسمياً إن شجاعتكما اليوم من خلال حضوركما و الموافقة على هذا الإعلان المشترك يعد أمر تاريخي لأنكم لمجازفتكم رغم المعارضات و ما يصدر من طرف أو آخر ، معنا ستدخلان في عملية المصالحة الوطنية وبناء سلام دائم ” .
و إسترسل ماكرون مخاطباً ضيفه : ” خلال اللقاء تعاهدتما على وقف إطلاق النار عدا مكافحة الإرهاب و هذا ضروري من أجل أي تقدم فهذا الإتفاق يسعى نحو انتخابات في الربيع القادم ضمن اطار اتفاق الصخيرات ليفتح عملاً سياسياً شاملاً يفسح المجال لجميع المجموعات السياسية التي تعمل من اجل وضع الإطار الدستوري الذي سينبثق عن الإطار الإنتخابي وبالتالي ان السلام والإنتخابات والمصالحة يمكن بنائها عن طريق هذه الخارطة و هذا هو المهم بالنسبة للشعب الليبي ” .
و إشار الرئيس الفرنسي الى المعاناة وعدم الإستقرار والمخاطر الإرهابية المحذقة بليبيا منذ فترة مؤكداً بأن إتفاق باريس مهم جداً لكل المنطقة لأن فشل ليبيا يعني فشلها بالكامل ولا سيما دول الجوار و قال : ” هذه العملية مهمة أيضا لأوروبا برمتها لأن عدم نجاح هذه العملية و إن نظرنا إلى المخاطر الإرهابية والنتائج المتعلقة بالهجرة فإن التداعيات ستكون مباشرة على بلداننا ، هذه العملية يمكنها بناء السلام ومكافحة الإرهاب و الإتجار بشكل قوي و فعال ما يعني القضاء على تجارة البشر و الأسلحة المغذية للإرهاب الذي يكافحه جنودنا في إطار عملية بارخان ، إن إرسال آلاف المهاجرين يقوض المنطقة ويؤثر على أوروبا و لا يستفيد من هذا الا الارهابيين ” .
و أكد ماكرون بأن الإتجار المالي أيضاً تستفيد منه كل المنظمات الإرهابية و كذلك الأنشطة النفطية التي تسمح للإرهابيين بمواصلة نشاطهم في المنطقة قائلاً بأن التصميم الذي عبر عنه السراج و حفتر اليوم هو ذاته تصميمه و أضاف : ” انا اقوم بكل ما يجب لمواكبة جهودكما في إطار عملية المصالحة ولكن ايضاً من اجل مكافحة كل هذه المجموعات الإرهابية بفعالية خاصة العاملة على الأراضي الليبية مستغلة الأوضاع ، فما يحدث اليوم هناك هو عبارة عن بؤرة تقوض الإستقرار بأوجه مختلفة ، هناك مجموعات إرهابية كالقاعدة وداعش و اخرى تعمل في الشرق الأوسط و افريقيا مايحتم اجتثاثها من الأراضي الليبية فهي تستفيد و تستغل و تسخر الوضع السياسي غير المستقر لكي تترعرع ، لذا لا بد من وقفهم ” .
و أكد الرئيس الفرنسي موافقة الشركاء و الإتحاد الاوروبي على هذه الخطوة ما يعني ترجمتها على شكل أعمال وانشطة مختلفة أضافة لدعم بلاده لهذه المبادرة و مواكبتها وفق ما وقع عليه السراج و حفتر الثلاثاء و قال : ” عملنا الكثير و بقي الكثير أسضاً ، سنتناقش بالتفصيل بشأن العملية السياسية والإنتخابية و الامنية المتعلقة بمراقبة الأراضي وضبط سلامتها وايضًا على حكومتكم العمل من أجل المصالحة بين الليبيين ” .
أما الممبعوث الاممي الجديد غسان سلامة ، فقد دعاه ماكرون لمساعدة جميع الاطراف الفاعلة خلال الأشهر القادمة حتى يعطي اتفاق الصخيرات كل نتائجه لحين الإنتخابات مؤكداً ان فرنسا و بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين ومجلس الامن وبلدان المنطقة و الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي ستبقى مهيئة من أجل خدمة السلام لكونه شرط ضروري لتوفير الأمن الوطني والإقليمي والدولي .
و ختم قائلاً : ” عهنا ان اقول لكم ان الشعب الليبي يستحق هذا السلام ونحن علينا القيام بذلك والبحر المتوسط بحاجة إلى هذا ، اشكر الرئيس فائز السراج والجنرال خليفة حفتر اشكرهم على هذا الوعد و الإلتزام اليون و اؤكد لكما على التزامنا الكامل بالوقوف إلى جانبكما ” .
و بعد ذلك تفرغ الرئيس الفرنسي للإجابة على الصحفيين ، مؤكداً على وجود شرعية قوية بين يدي السراج و شرعية عسكرية بين يدي حفتر و قال : ” لقد قررا العمل معاً وهذا عمل أساسي منذ إتفاق الصخيرات وانا سعيد بذلك ، لديهما القدرة من اجل جمع كل الذين يريدون الإنخراط بهذه العملية السياسية بالمصالحة وبناء السلام ” .
و أضاف ” : هناك بطبيعة الحال معارضات وعداءات في الماضي وهذا الأمر كان موجود بينهما ولكنهما تجاوزا ذلك على مستوى هذه الفترة التاريخية ، الآن من مسؤوليتهما البناء في في إطار إتفاق الصخيرات تحت رعاية الممثل الخاص للأمم المتحدة و إذا لم ينأى أ طرف بنفسه ويبتعد عن هذا الإتفاق سيكون هناك موعد للإنتخابات ، لقد اتفقا على تنظيم إنتخابات في الربيع القادم و هناك مجموعات لا تريد ان تدخل في هذه العملية السياسية وهي موجودة فقط في المفهوم العسكري وحتى الإرهابي ، هؤلاء سنحاربهم بتصميم كبير جداً ” .
و شدد ماكرون على إن ما تقوم به بلاده الآن من جهد لإشراك كل الشركاء يعد أفضل من التعليقات الهامشية و قال : ” لقد اتصلت بهم عدة مرات ، وزير الخارجية بالأمس كان في روما و تناقش مع نظيره و أعلمناهم و إشراكناهم بشكل كامل و هنا أشيد مجدداً بدور صديقي جينتلوني فليس هناك فارق بين موقافنا و عملنا مشترك مع الإتحاد الاوروبي ايضا ” .
و ختم الرئيس الفرنسي حديثه قبل مغادرة المكان : ” هناك إرداة مشتركة للرئيس السراج والجنرال حفتر للعمل معنا ، هذا العمل سيتم في إطار اتفاق الصخيرات دون تغيير للإتفاق السياسي الحالي و في النقطة الثامنة منه يشير للعمل المشترك من أجل مصالحة ودمج و توحيد القوى المسلحة وبالتالي فهما ملتزمان في هذا المجال ” .
المرصد – متابعة خاصة