ليبيا – كشف الناطق بإسم ما يسمى ” مجلس شورى مجاهدي درنة ” محمد المنصوري بأن الصاروخ الذي أسقط طائرة ميغ 23 التابعة لسلاح الجو من علو متوسط و أدى لمقتل قائدها العميد عادل الجهاني كان من طراز سام 18 و ذلك على الحدود الإدارية لمدينة درنة ما يعني أن الصاروخ أصاب الطائرة و هي فى خارج دائرة العمليات و الخطر .
و يعتبر صاروخ سام 18 المعروف بإسم ” إيغلا ” من أكثر الأسلحة المحظورة فى الدول غير المستقرة لما يمثله من خطر على حركة الطيران المدني فى هذه الدول و غيرها من التي ممكن أن تتسرب لها .
و فى مارس 2014 كشف رئيس الهيئة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ألكسندر فومين عن طلب من حلف الناتو لروسيا بضرورة المساعدة في العثور على المجمعات الصاروخية المحمولة المضادة للطائرات من طراز “إيغلا” التي اختفت في ليبيا.
و يأتي هذا التصريح هو الأول من نوعه لتنظيم ” مجاهدي درنة ” بامتلاكهم لهذا الصاروخ فى الوقت الذي لا يعرف فيه إذا كان مصدره ترسانة الاسلحة الليبية التي استولت عليها التنظيمات الاسلامية فى درنة سنة 2011 أم إذا كان قد وُرد لهم حديثاً من خارج البلاد .
و قبل ذلك كشف تقرير أممي أن المجمعات الصاروخية التي كانت تملكها قوات الدفاع الجوي الليبية، نقل بعضها الى الدول المجاورة ولم يستبعد التقرير وقوع هذه الأسلحة في أيدي الإرهابيين.
وحذرت اللجنة الأممية التي أعدت التقرير من احتمال تهريب الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف، الى تشاد ومالي وتونس لبنان كما أشار التقرير الى محاولات تهريب هذه الأسلحة للمعارضة المسلحة بسوريا .
و صاروخ إيغلا الذي يعرف فى بعض الدول باسم ” ستريلا ” هو صاروخ أرض جو روسي الصنع دخل الخدمة عام 1983 و يعد من عائلة الصواريخ المحمولة على الكتف .
يوجه الصاروخ بالأشعة تحت الحمراء ويزن 17.9 فيما يصل مداه إلى 5200 م و ينطلق بسرعة تناهز 570 متراً بالثانية بعد إطلاقه من الأرض.
https://youtu.be/ZkhgpsQwV1I
أما الرأس المتفجر للصاروخ فيزن 4 كيلوغرام و يتمكن من إصابة إهدافه سواء التي تطير على إرتفاع منخفض بدءً من 500 متر الى مداه الاقصى و هو 5200 متر و قد إستعملته التنظيمات الجهادية فى أفغانستان ضد طائرات الاجنحة الثابتة و المتحركة .
و فى أكتوبر 2011 وصل فريق أمريكي يضم عدداً من الخبراء التقنيين إلى ليبيا لبدء العمل على ملاحقة وتدمير الترسانة المحلية من الصواريخ الحرارية المحمولة على الكتف و منها صاروخ ” إيغلا ” التي كانت واشنطن تخشى وقوعها فى يد جماعات مسلحة يمكن أن تستخدمها لتهديد حركة الملاحة المدنية وإسقاط الطائرات.
و قام الفريق حينها بمسح وتأمين مخزون الصواريخ المحمولة على الكتف التي كان نظام ليبيا السابق يمتلكها، وشملت العمليات حتى نهاية 2011 ، 20 موقع تخزين من أصل 36 موقعاً معروفاً للجيش الليبي السابق.
و بحسب سي إن إن ، مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية حينها و طلب عدم ذكر اسمه أن عمليات البحث أفضت إلى تدمير مئات الصواريخ حتى اليوم.
وتقدر الولايات المتحدة وجود أكثر من 20 ألف صاروخ أرض – جو في ليبيا، ويثير هذا الأمر قلق الجنرال كارتر هام، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا سابقاً، الذي أعرب فى ذلك الوقت عن قلقه حيال وجود مؤشرات تدل على أن بعض تلك الصواريخ وقعت بالفعل فى يد متطرفين .
و يمثل إعتراف ” مجاهدي درنة ” بإمتلاكهم هذا السلاح منعطفاً جديداً قد يضعهم أكثر تحت مجهر أجهزة الأمن الغربية و لدول الجوار لما يشكله ” إيغلا ” من خطر داهم حال تسربه لتلك الدول ما يشكل تهديداً حقيقياً لمختلف النواقل الجوية لهذه الدول و خاصة فى تونس و مصر و تشاد و النيجر .
المرصد – خاص