ليبيا – أعلن سفير ليبيا فى فرنسا د.الشيباني أبوهمود إنهائه مهمته و نقل صلاحياته لأقدم موظف دبلوماسي في السفارة في انتظار تعيين سفير جديد لها .
و أكد أبوهمود فى رسالة تلقتها منه المرصد عبر البريد الألكتروني أن عمله كان تجربة ثرية تمت في ظروف استثنائية وفِي مرحلة حرجة من تاريخ ليبيا تخللتها مشاكل إدارية و قانونية و مالية كثيرة .
و قال : ” نترك السفارة اليوم و هي تؤدي عملها كأي سفارة محترمة وبشهادة سلطات البلد المضيف وقد تم تسوية حقوق وأوضاع ومستحقات جميع العاملين بها ، بما في ذلك المستحقات المتراكمة منذ أكثر من ثلاثين سنة ” .
و أكد أبوهمود على أن وضع السفارة ممتاز و أن بها واحدة من أفضل الملحقيات و المكاتب الصحية و الطلابية الليبية في الخارج مشيراً الى أن اوضاع الطلبة في فرنسا تعد الأفضل مقارنة باقرانهم في الدول الاخرى و بأن عدد من تم علاجهم خلال آخر 6 سنوات بلغ 2700 مريض وجريح دون اَي حالة فساد ، كما شهدت بذلك شركة PWC العالمية و ذلك على حد تعبيره.
و شدد السفير السابق على أن لا توجد جهة فرنسية واحدة دائنة للدولة الليبية سواء على مستوى المشافي و المدارس و الجامعات كما نوه على أن قسم الشؤون القنصلية قدم أفضل الخدمات وأسرعها لليبيين والأجانب .
و أضاف : ” لقد وقفنا طيلة هذه المدة سداً منيعاً في مواجهة عصابات التزوير التي لم تتمكن من الاستيلاء على اَي عقار أو مال يعود للدولة الليبية في فرنسا رغم تهديدات هذه العصابات و من تواطأ بعض المسؤليين الليبيين معها ومن استخدامهم لكل الوسائل الممكنة ” .
و تابع : ” لقد منعنا التوظف فيها لمن لا يستحق ذلك ولا تحتاج السفارة اليه و قد عملنا مع كوكبة من خيرة الدبلوماسيين الليبيين ومن الموظفين المحليين على تغيير الصورة النمطية عن الدبلوماسي و الدبلوماسية الليبية كما أنها لم تتاثر بالانقسام السياسي الليبي ، لا في ادائها ولا في تقديم الخدمات لكل المواطنين دون استثناء ” .
و نوه أبوهمود على تقديم السفارة للمساعدة المالية والمعنوية لآلاف الليبيين و بأنها كانت ملجأً للكثيرين ممن صٌنفوا كأنصار للنظام السابق و قد حرمتهم بعض الجهات من حقوقهم المدنية مؤكداً بأنها كانت محجاً لكل المسؤليين الدوليين المعنيين بالشأن الليبي، من سفراء ومبعوثين دوليين وغيرهم، ولكل الفرقاء الليبيين .
أما عن العلاقات الليبية الفرنسية أكد بوهمود أنها الآن في أفضل حالاتها و قال : ” ليس من الغريب ان يٌصف الموقف الفرنسي بانه الأكثر توازناً والأكثر تقدماً مقارنة بالمقاربة الدولية لحل الأزمة الليبية ” .
و كشف بوهمود عن دور للسفارة في بلورة الموقف الفرنسي الذي وصفه بالمتميز والذي تٌوّج مؤخراً بـ ” اللقاء التاريخي ” بين رئيس الرئاسي فائز السراج والمشير خليفة حفتر.
و ختم : ” نترك السفارة وكلنا فخر بأننا لم نخضع ولَم نٌخضعها لأي مساواة ، فكانت سبّاقة في دعم الشرعية الانتخابية ودعم شرعية الجيش و الحوار كخيار استراتيجي لحل الأزمة الليبية وقد تشرفنا ولأول مرة في تاريخ الدبلوماسية الليبية في فرنسا برئاسة السلك الدبلوماسي العربي في باريس وكلنا أمل بان يأتي من خلفنا من هو أفضل منا لمواصلة المسيرة ” .