النائب إبراهيم الدرسي يعلن رفضه التام لفكرة إجراء الإنتخابات المبكرة و يوضح الأسباب

ليبيا- أعرب عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي عن إمتعاضه وأسفه الشديدين من الإهمال الإعلامي الكبير لزيارة وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون والسفير البريطاني في ليبيا بيتر ميليت إلى مدينة بنغازي ولتي إجتمع خلالها مع عدد من أعضاء المجلس.

الدرسي أوضح خلال إستضافته في برنامج غرفة الأخبار الذي أذيع أمس الجمعة عبر قناة ليبيا روحها الوطن وتابعتها صحيفة المرصد بأن هنالك تقصير إعلامي واضح في ظل عدم وجود أي وسيلة إعلامية واكبت هذا الإجتماع ملقيا بلائمة هذا التقصير على عاتق ديوان مجلس النواب برئاسة عبد الله المصري الغائب بالكامل عن حركة الأعضاء في مدينة بنغازي والتي فيها مظاهر الحياة كاملة وهو ما يحتم عودة المجلس إليها بوصفها مقره الدستوري والتأريخي ولأن الأعضاء ليسوا المستشار عقيلة صالح أو المصري الذي يظهر في وسائل الأعلام أكثر من أي عضو آخر.

وبالعودة إلى الإجتماع فقد أشار الدرسي إلى أنه شهد طرح الكثير من الطروحات والنقاشات حيث يمتهن البريطانيون سياسة البطء ذات المفعول الأكيد في التعامل مع الأمور فيما يعلم الجميع أن بريطانيا والولايات المتحدة هما العدوان الأكبر للعالمين العربي والإسلامي إلا أن الضرورة تحتم التعامل معهما لأنهما من الدول العظمى ولهما أياد في المسألة الليبية والعالم برمته مبينا إمتلاك جونسون صورة نمطية عن الأزمة فيما حاول ميليت الذي يمتلك أجندة معنية تغيير محور النقاش الذي شهد كلام الوزير البريطاني عن رئاسة مجلس النواب وإتهامه المستشار عقيلة صالح بعرقلة الإتفاق السياسي وضرورة إتخاذ المجلس إجراء بحقه والقيام بإصلاحات في البرلمان وجاء الرد بأن المستشار يمثل رأي الكثير من الأعضاء وهذا شأن داخلي لا يجب للآخرين الولوج فيه.

وأضاف بأن النقطة الأساسية للكلام كانت الإتفاق السياسي والإنتخابات النيابية والرئاسية التي تم التأكيد عليها كثيرا وإجراء تعديلات بالإتفاق وتقديم تنازلات مؤلمة من جانب مجلس النواب ومجلس الدولة فضلا عن الحديث عن قيادة الجيش وعملية البنيان المرصوص وأوضاع العاصمة طرابلس والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وهو ما يدل على تخبط جونسون وعدم علمه بحقيقة المسألة الليبية لأنه يعتقد بأن الدور الأعظم في البلاد هو للرئاسي وأن جميع أعضاء البرلمان متفقون على تنحية المستشار عقيلة صالح عن منصبه والتصويت على الإتفاق السياسي.

وتطرق الدرسي إلى مسألة تبني جونسون لفكرة إجراء إنتخابات في ليبيا من دون أن يحدد موعدا لها فيما يعرف البريطانيون المسائل المتعلقة بتعديل الإتفاق السياسي من دون إعطاء حل كامل أو تغليب طرف على حساب الآخر محذرا الليبيين من تكرار المشهدين السوري والعراقي إذ يجب أن يكون الحل من داخل ليبيا وليس من البريطانيين فيما توجد إتصالات مع مجلس الدولة للإتفاق على بعض الأمور التي سيتم من خلالها تحقيق إنفراجة في الأزمة إلا أن المبعوث الأممي غسان سلامة لم يلبي طلبات الإجتماع مع مجلس الدولة وهو بذلك ربما يريد إطالة أمد الأزمة.

وأضاف بأن الساحة السياسية تكاد تكون حبلى بجميع الأطراف الفاعلة في المشهد السياسي الدولي وهي روسيا والإتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وبريطانيا ومصر والجزائر وتونس ودول عربية أخرى لأن المسألة  أصبحت دولية بكل معنى الكلمة مبديا سعادته بهذا الزخم الذي قد يتمخض عنه شيء طيب في ليبيا إلا أنه قد يكون سببا في تعطل الحل لأن ليبيا كعكة كبيرة وحولها كل الأطراف التي تريد الحصول على الجزء الأكبر منها.

وأشار الدرسي إلى حديثه مع أعضاء مجلس النواب بشأن ضرورة عدم الإيحاء لجونسون بأن جميع الحلول عند بريطانيا ويجب أن تكون المسألة داخلية وهو ما يحتم على الساسة وقيادة الجيش ومجلس النواب والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عدم الإعتماد عليها أو على إيطاليا في حل المشاكل ولأن الوزير البريطاني لم يأتي بحل بل جاء ليوهم العالم أنه يستطيع التدخل بالمسألة الليبية فيما لم يعد لبلاده ذلك الزخم والثقل بالأزمة مبينا بأن المتحكم في الموقف البريطاني هو ميليت.

وأضاف بأن الإنتخابات لن تنتج ذات الأشخاص إلا أن الأفكار لن تتغير فلن يأتي عضو من مجلس النواب عن مدينة مصراتة ليقول بأنه مع عملية الكرامة أو آخر عن مدينتي بنغازي أو طبرق ليقول بأنه مع عملية البنيان المرصوص فالمسألة الليبية ذات خطين متوازيين ولن يلتقيا ولابد من إتفاق سياسي أو إلتفاف وتعديلات يجتمع عليها الليبيون ومجلس النواب ومجلس الدولة والإتفاق على الدستور المعيبة مسودته الحالية مع الإمنيات بأن يوافق عليه الشعب لأنه صاحب القرار الأخير في ذلك ومن ثم التوجه إلى إقامة إنتخابات نيابية.

وأكد الدرسي أن مجلس النواب هو إنعكاس لصورة الصراعات السياسية والجهوية والآيدلوجية في داخل ليبيا وأن رئيسه المستشار عقيلة صالح لم يأتي بفكرة واحدة بل بمجموعة أفكار مع الأمنيات بأن يبقى المجلس الشعرة التي يتعلق بها كل ليبي ورمزا للوحدة الليبية مشيرا إلى أن من سخريات القدر أن يكون السبب في عدم إستقرار ليبيا هو ذاته سبب إستقرارها وهو النفط الذي تملك البلاد بحارا منه ومن الغاز والعالم كله يطمع في هذه الطاقة التي لا بديل عنها وهو ما يحتم تحقق الإستقرار ليتسنى للدول الغربية أخذ هذه الطاقة في ظل توقعات بنضوبها من الدول الخليجية وغيرها فيما تشهد ليبيا كل يوم إكتشافات نفطية وغازية جديدة.

وأرجع الدرسي تأخر مسألة تحقق الحل للأزمة الليبية داخليا إلى التدخلات الإقليمية والدولية في ظل وجود إتجاه دولي لرفض جزء كبير من إتفاق الصخيرات وخلق أجسام جديدة داخل الدولة مشيرا إلى إبلاغه جونسون بشأن تعامل بريطانيا مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق وهو لم يأخذ بعد الشرعية من مجلس النواب فيما يحكم البرلمان في بلاده كل شيء وهو الذي يقر الحكومة ويعطيها الثقة.

وشدد الدرسي على وجود قناعة كاملة لدى أعضاء مجلس النواب من المعارضين والمؤيدين للإتفاق السياسي بضرورة الجلوس معا لإيجاد حل للمعضلة بعد أن تم خلق رئيس دولة معترف به وبكامل صلاحياته من قبل العالم وهو فايز السراج مبينا بأن الخطأ الأكبر الذي وقع فيه مجلس النواب هو عدم إنتخاب رئيس للبلاد بصلاحيات تنفيذية تخوله التحرك ليتم إيكال مهام تنفيذية للبرلمان أكبر من قدراته وهو الذي يقتصر دوره على الجانب التشريعي.

وأضاف بأنه لن يرحب بقدوم رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي إلى المشهد السياسي وإن كان ذلك عبر صناديق الإقتراع لأنه متورط بقتل الليبيين ودمار بلادهم مبديا رفضه التام لإجراء الإنتخابات قريبا لأنها لن تخلق إلا مشاكل جديدة وستؤجج معركة لن يكون فيها حل.

Shares