قويرب: مخاوف من عدم تقبل نتائج الإنتخابات في حال إجرائها بعد تجربة الـ2014 المريرة

ليبيا – أكد عضو مجلس النواب عز الدين قويرب أن المخاوف المطروحة بشأن المرشحين للإنتخابات البرلمانية والرئاسية تتلخص في أمرين أولهما الأساس التشريعي والأرضية التي سيتم عليها بناء هذا الإستحقاق وهل هو الإعلان الدستوري أم الإتفاق السياسي أم مشروع الدستور القادم فهذه مشكلة كبيرة في البلاد.

قويرب أوضح بمداخلته الهاتفية في برنامج خبر وبعد الذي أذيع أمس السبت عبر قناة ليبيا لكل الأحرار وتابعتها صحيفة المرصد بأن ثاني هذين الأمرين هو عدم جاهزية البلاد الآن للإنتخابات أو قبول بعض الأطراف لنتائجها بعد التجربة المريرة في العام 2014 التي تمثلت بحالة التمرد الواسعة ضد النتائج وقد تدخل البلاد في منزلق آخر إذا ما إتجهت إلى إنتخابات رئاسية خاصة بأن الأسماء بدأت تظهر ولا يوجد من بينها أسم متوافق عليه في كل أنحاء البلاد وهذه مخاوف حقيقية تعتري فكرة الإنتخابات الرئاسية التي يروج ويدعو إليها البعض.

وبشأن ما نقله وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون من تصريحات لقائد الجيش المشير خليفة حفتر بشأن إستعداده للتخلي عن الدور العسكري إذا ما أصبح رئيساً لليبيا أشار قويرب إلى عدم التأكد من قول المشير لهذا الأمر حرفياً وبأن أعضاء مجلس النواب يتمنون أن يكون فيه إضافة أو حذف من قبل الوزير وفي حالة تأكدت هذه التصريحات فهذا يعني للأسف سحب شخصية هذا الرجل لأن هذا كلام خطير إذ يعتبره قطاع واسع من الليبيين قدوة في الحرب على الإرهاب و يؤمنون بنبل هذه الحرب والمشروع العسكري فيما قد تتأكد عبر هذا التصريح مسألة تشويه صورة المشير والقول بأنه يسعى للسلطة.

وأضاف بأن مجلس النواب بصفة عامة كان يضم العديد من الأطراف في غرب البلاد وشرقها وخلق أطراف تمثل القوى على الأرض لكن اليوم هذه الأطراف أصبحت تمارس السياسية بشكل مستقل وشبه مواز لسياسات المجلس وهو أمر لا يمكن الرضى عنه ولكن في ذات الوقت لا توجد رغبة أو نية للقول لهؤلاء توقفوا سواء كانوا في المجالس العسكرية في المنطقة الغربية ممن يقومون بزيارات لبعض دول الجوار بإسم المجالس أو سفراء يقومون بزيارة القيادة العامة في شرق البلاد على الرغم من كون هذه الأمور مخلة من ناحية مؤسساتية وتعتبر إضعافاً لمجلس النواب أو تعريضاً لهذه الأجسام للخطر بعد أن بات المجتمع الدولي يميل بها إلى مربعات سياسية خطيرة قد تقضي عليها سياسياً وشعبياً حيث ضربت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون شعبية هؤلاء الناس.

وشدد قويرب على مسألة العلم بخبث الإنجليز وبأن المشير خليفة حفتر لن يكون له أي دور في تعديل الإتفاق السياسي لأنه دور الأطراف الأساسية المتحاورة في السابق فالمشير جاء عن طريق مجلس النواب فيما أتى السراج عن طريق الإتفاق إلا أن المجتمع الدولي يحب التعامل مع الأطراف الواقعية على الأرض وإذا أراد المشير أن يكسر هذه القاعدة ويقول بأنه طرف لوحده فله ذلك وليتحمل مسؤولية ذلك بنفسه مشيراً إلى أن مجلس النواب يتمنى من الأطراف التي إنبثقت عنه مثل القيادة العامة للجيش والمجلس العسكري الزنتان أن تلتزم الحدود السياسية حماية لها وخوفا عليها حيث أصبح لها نشاط سياسي منفصل عن المجلس الذي لن يكون مسؤولاً عن الأخطاء التي تقع.

وأضاف بأن موقف قائد الجيش إنبثق عن مجلس النواب في بدايته ولكن ما تلاه من بعض التصرفات التي تمارسها القيادة من تلقاء نفسها بمعزل عن رئيس مجلس النواب لم تلقى ترحيباً من المجلس فهنالك العديد من الأخطاء والممارسات وهذا يهز سمعة المؤسسة العسكرية فيما يتفادى المجلس الإصدام مع أي طرف في ليبيا.

وأعرب قويرب عن أمله في تمكن الأطراف العسكرية في البلاد من إيجاد جيش حقيقي لا يتدخل في الشأن السياسي إلا أن بعض هذه الأطراف مصرة على خوض غمار السياسة الذي يفقد الأشخاص الذين يعتبرون قدوة في مجتمعاتهم الكثير من شعبيتهم ويمكن أن تشهد إنهياراً في الصفوف سواء في الشرق أو الغرب وترتبك العملية وتحدث مشكلة ومن واجب أعضاء مجلس النواب تحذير هذه الشخصيات العسكرية من ذلك.

وأشار قويرب إلى أن مجلس النواب يمثل كل الليبيين وسينعكس الإنقسام الحاد بينهم عليه وهذا أمر جيد بالنسبة للمجلس وهو ليس طرف إنما جسم يمثل رمزية ووحدة هذ البلاد وكل الأطراف الليبية في أي مكان في ليبيا في ظل وجود إتهامات لرئيسه المستشار عقيلة صالح بأنه غير قادر على جمع شتات المجلس وإن كان هنالك شخص قادر على ذلك في هذه الظروف فهذا يعني أنه قادر على جمع كل الليبيين تحت رأي وهدف واحد لأن الإنقسام في مجلس النواب أمر طبيعي ودليل قوة وليس ضعف.

Shares