جمعة القماطي - رئيس حزب التغيير ( أرشيفية )

القماطي: الخيار العسكري للسيطرة على البلاد وحكمها بالحديد والنار لن ينجح أبداً

ليبيا – أكد عضو هيئة الحوار جمعة القماطي أن إجتماع لندن السداسي الذي تطرق في جانب منه إلى الأزمة الليبية وسبل حلها أتى إثر تكاثر وتزاحم المبادرات والإجتماعات الدولية والمحاولات في هذا الإطار في أبو ظبي وباريس وبرازافيل والقاهرة والجزائر وتونس.

القماطي أوضح بمداخلته الهاتفية في برنامج خبر وبعد الذي أّذيع يوم الخميس الماضي عبر قناة ليبيا لكل الأحرار وتابعتها صحيفة المرصد بأن البعض من هذه المبادرات والإجتماعات والمحاولات التي يفترض بها مساعدة الليبيين في حل الأزمة أربكت المشهد ومساعي الحل التي هي في الأصل مرعية من قبل الأمم المتحدة مشيراً إلى أن المبعوث الأممي غسان سلامة أضاف شيئاً جديداً آخراً فيما أتى إجتماع لندن السداسي للكف عن تداخل المبادرات والإجتماعات الجانبية والإستعاضة عن ذلك بدعم المسار الأممي.

وأضاف بأن الدافع على هذا الإجتماع هو تجنب فكرة وضع الملف الليبي في يد دولة معينة لأن هذا الأمر مضر جداً بالقضية الليبية ويجب أن يكون هذا الملف بالكامل بيد الأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا وعلى الدول المعنية دعم جهود المنظمة الأممية لاسيما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ووقف حالة التسابق والتنافس العلني بين إيطاليا وفرنسا وغيرهما مشيراً إلى أن الإجتماع أوصل رسالة أخرى مفادها بأن على بعض الدول والأطراف الإقليمية أن تغير سياساتها لتغليب طرف على حساب الآخر.

وتطرق القماطي إلى الدعم اللا محدود الذي قدمته دول إقليمية معينة “لحفتر” (القائد العام للجيش المشير حفتر) للسيطرة على كامل ليبيا عسكرياً لتحقيق إستتباب في الأمور يمكن هذه الدول من تحقيق ستراتيجياتها ومصالحها المستقبلية حيث وجه إجتماع لندن السداسي رسالة لهذه الدول للكف عن تغذية الصراع وتعميقه وإنتهاج نهج آخر الضغط على الأطراف التي تتلقى الدعم منها وإستخدام نفوذها عليها للقبول بالخيار السياسي لأن الخيار العسكري “لحفتر” للسيطرة على البلاد وحكمها بالقوة والحديد والنار لن ينجح أبداً مهما طال الزمن وسيطيل المعاناة والقتل والإنقسام لأعوام طويلةعلى حد زعمه.

وأضاف بأن الخيار الوحيد المطروح الآن هو السلمي السياسي التوافقي الذي يتحقق من خلال جلوس جميع الأطراف الرئيسية في الصراع مع بعضها البعض وتنازلها وتوافقها ووضعها مصلحة ليبيا ومستقبلها ووحدة أراضيها وسيادتها فوق كل المصالح الضيقة والأطماع الشخصية والإنتباه إلى المخاطر المحيقة بالبلاد المتمثلة بمحاولات توطين ملايين الأفارقة فيها والإرهاب وهو ما يحتم على الدول الإقليمية الداعمة “لحفتر” أن تلعب دوراً إيجابياً بدلاً عن الدور السلبي المعرقل لاسيما بعد أن تم جلبها للمشاركة بإجتماع لندن ليسمع ممثليها هذه الحقيقة على حد قوله.

وأشار القماطي إلى أن التأريخ يبين بأن تشكيل ليبيا كدولة حديثة تم بإرادة دولية أممية فيما توجد إرادة محلية قد تخرج الليبيين من صراعاتهم للإنطلاق في عملية بناء الدولة مؤكداً بأن أمام الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غويتريس” فرصة ذهبية ليعيد التأريخ من خلال خارطة الطريق التي سوف يعلنها في الـ22 من سبتمبر الجاري حيث يمكن ضبط وقمع الأطراف الليبية غير المنضبطة لأن من مصلحة الجميع أن يدعموا هذه الخارطة ويسيروا فيها ويتوافقوا ويتفقوا في النهاية.

 

 

Shares